ينفى الطب النفسى المقولة التى مفادها أن الإنسان إذا أراد أن يتخذ قرارا قويا وفعالا فعليه أن يجنب العواطف قليلا حتى يتسنى له الحكم على الأشياء بشكلها الجامد دون تدخل من العواطف التى قد تضر بطبيعة اتخذا القرار السليم، مؤكدا أن القرارات الجيدة المتكاملة يجب أن يستخدم فيها الإنسان عواطفه لتكون أكثر عقلانية. ويؤكد الدكتور أمجد العجرودى استشارى الأمراض النفسية بالمجلس الإقليمى للطب النفسى، أهمية أن يكون الإنسان متسقا مع طبيعته وداخله، وأن يكون صريحا فى مواجهة الأمور ويعرف مدى أهمية أن العواطف تساعد على اتخاذ قرار أكثر حكمة. وأضاف العجرودى، أن الإنسان الحكيم والمتسق مع ذاته يجب أن يكون مراعيا لنفسيته قدر الإمكان، مشيرا إلى أن طبيعة الإنسان النفسية عبارة عن كتلة من العواطف والمشاعر التى تحركه، وقطعة من العقل والتفكير الذى يجعله متخذا لقرارات، وهو ما يجعل القرارات التى يتخذها الإنسان بالعقل مع استشارة عواطفه الإنسانية الطبيعية التى لا يمكن إخفاؤها أو إنكارها، أمرا غاية فى الأهمية وهو الفعل الصحيح الذى يجب أن يتبع، لأنه يجعل الإنسان فى راحة نفسية عميقة مع ذاته وبعد اتخاذ قراره، لأن نفسية الإنسان تتأثر بأفعاله وطالما كانت قراراته متسقة مع عواطفه ولم تتجاهلها يشعره ذلك بالرضا.