الشماليون كانوا هناك أيضآ ... 01-31-2013 04:08 الجنوب الحر - بقلم : فيصل سالم القحطاني بسم الله الرحمن الرحيم في غمرة الاحتفاء بالذكرى السادسة ليوم التصالح والتسامح الجنوبي الذي تم في أجواء إحتفائية مليونية شهدتها ساحة الحرية ( العروض ) بخورمكسر في عاصمة الجنوب عدن، ظهرت الكثير من الاصوات النشاز التي حاولت العزف على اوتار التمزق الجنوبي لإحياء صراعات التفرقة والتنابذ في اوساط الجنوبيين. فبقدر ما أغاضهم ذلك الاحتشاد الجنوبي المليوني الخلاق، إنعكس ذلك في النبرات والغمزات والتلميحات التي حفلت بها مقالات وتعليقات ومداخلات الصحفيين الشماليين سواء في البرامج التلفزيونية والصحف المحليين، او في مانشره المراسلون الشماليون في الصحف الخارجية، وكلها عزفت على نغمة الصراع الجنوبي – الجنوبي في أحداث 13 يناير 1986م و أنهم سفكوا دماء بعضهم البعض، وهو الطرح الذي تعاملنا معه وكأنه مسلمة لا تقبل الجدل، مما شجع خصوم التوحد الجنوبي التطاول على مساعي التصالح والتسامح والدفع ببعض الصغار للحديث عن حقوق اولياء دم الضحايا وغيرها من الدعوات التي وجهت سهامها الى روح التصالح والتسامح الجنوبي، بل وتصوير المسألة ان من يتصالحون هم القتلة بينما الضحايا لا صلة لهم بالموضوع . هذه الحملة الشمالية الشرسة كانت هي الدافع لكي اعيد تقييم الصورة، فلم يكن الصراع قبل واثناء احداث يناير 86م بين طرفين جنوبيين بل ان الشماليين كانوا مشاركين وبقوة في كل المراحل والمحطات، لكن هناك من حرص على اخراج هذه المشاركة ،التي كانت اكبر من ما يمكن تصوره، من إطار الوقائع لغرض لم يعد خافيآ على أحد، أبرز معالمه قطع الطريق على أي محاولة لتصالح الجنوبيين وتسامحهم. فكما يتذكر الذين عايشوا تلك الاحداث ان الطرف الشمالي شارك مباشرة في القتال الذي اندلع عبر مقاتلي ما سميت بالجبهة الوطنية وحزب الوحدة الشعبية (حوشي) المعارضين لحكومة الشمال، ثم في حملات المداهمة للمنازل ونصب نقاط التفتيش وإعتقال الكوادر، وفي عمليات القتل التي طالت – على ايديهم - مئات الكوادر الجنوبية، بل أن منهم من كان يقوم بأعمال التعذيب والتنكيل بالمعتقلين الجنوبيين في مواقع الاحتجاز التي اُعدت لهذا الغرض. لهذا من المهم ان نبين أن الشمال لم يكن نظيفآ من ما حدث ويحدث في الجنوب.. وأدعوا جميع الاخوة الذين عايشوا ذلك الحدث الخطير أن يسجلوا شهاداتهم لكي يخرسوا – الى الابد – النافخين على نيران الفتنة الجنوبية – الجنوبية الذين يهدفون الى إلصاق تهمة أحداث يناير 86م بالجنوبيين، إنصافآ للحقيقة ولبيان أن كثير ممن قتلوا أثنائها كان بأيد شمالية، وأن المستفيد الاكبر منها كانوا الشماليين. وقد كان الباعث الاكبر للصدمة أني قد التقيت بكثير من عناصر وكوادر الجبهة الوطنية وحزب حوشي في صنعاء كضباط رفيعي المستوى لدى أجهزة الامن الشمالية المختلفة، فهل يصعب بعد هذه الحقائق الاستنتاج لمصلحة من نفذ هولاء جرائمهم ؟ ولماذا الاصرار على إخفاء هذا الدور؟ إن الجنوبيين مسؤولون بلاشك عن أحداث 13 يناير 1986م بالدرجة الاولى لأنهم لم يحسموا خلافاتهم بروح التفاهم والتقدير والتسامي على التناقضات، ولأنهم سمحوا لمقاتلي الجبهة الوطنية وحوشي التحرك بحرية والمشاركة في القتال ثم في ماتلى ذلك من أعمال تنكيل وقتل. وكما أسلفت آنفآ فأنا أدعو كل شهود تلك المرحلة الى توثيق مشاهداتهم وما لديهم من معلومات خدمة ودعمآ لقضية التصالح والتسامح التي إختطها الجنوبيون للحفاظ على هويتهم ووحدتهم الوطنية. فيصل سالم القحطاني [email protected]