جوهانسبرج، (إفي): في ظل افتقاد شعب جنوب أفريقيا للحماس الكاف للاحتفاء بتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم (كان 2013)، تكفل المهاجرون من مختلف بلدان القارة السمراء باتخاذ مبادرة لإنجاح البطولة جماهيريا قدر المستطاع. ولاحظ متابعو العرس القاري بعد انتهاء مباريات الدور الأول خلو مدرجات الملاعب من الجماهير، باستثناء مباريات البلد المضيف، فضلا عن عدم اهتمام الشارع الجنوب أفريقي بالحدث، على عكس المراسم الاحتفالية الضخمة التي عاصرت تنظيم كأس العالم صيف 2010. وفي خضم حالة اللامبالاة الجماهيرية، اقتصرت مظاهر الاحتفاء بأمم أفريقيا على آلاف المهاجرين واللاجئين الذين توافدوا على أرض المونديال الاخير التي تتمتع باقتصاد قوي بحثا عن فرصة ينعمون فيها بحياة أفضل وهربا من كوارث الفقر والمرض ببلدانهم. ففي مدينة جوهانسبرج، وبالتحديد في حي هيلبرو، تتركز جالية من المهاجرين النيجيريين لمؤازرة منتخب "النسور الخضر" الذي سيصطدم ب"أفيال" كوت ديفوار في ربع النهائي. ويقول جوزيف، الشاب النيجيري المهاجر، في تصريحات ل(إفي) "أتمنى الفوز لمنتخب بلادي، نحن نشجعه بجنون، ونريده في المباراة النهائية بجوهانسبرج، ستكون الاجواء جنونية في هيلبرو". وفي مكان قريب، يحتشد مجموعة من مشجعي منتخب اثيوبيا، الذي ودع البطولة من الدور الأول باكتفائه بتعادل وحيد مع زامبيا حاملة اللقب، وهزيمتين من نيجيريا وبوركينا فاسو. ورغم هذا الخروج، الا أن مهاجري اثيوبيا لا يزالوا يحملون اعلام بلادهم ويهتفون له بعد مشاركة اعتبروها مرضية، حيث تأتي بعد غياب عقود من الزمن عن البطولة العريقة، كما استعانوا في احتفالاتهم بأبواق الفوفوزيلا، أحد المعالم الشهيرة في كرة القدم ببلاد نيلسون مانديلا. وبجانب تلك الابواق المزعجة، يسعى عدد من هؤلاء المهاجرين لاستغلال اجواء البطولة في كسب قوت يومهم عن طريق بيع القمصان الرياضية لكافة المنتخبات، وقمصان أخرى تحمل صورة المغني الجامايكي الأسطوري بوب مارلي. ويوضح أحد ابناء اثيوبيا "وقعنا في مجموعة صعبة، لكننا قدمنا عروضا طيبة، نحن فخورون بالمنتخب، البطولة المقبلة ستكون لنا". أما في شارع جيف، يأمل الشاب الغاني "فورتوناتي" ومواطنوه أن يتوج منتخب "النجوم السوداء" باللقب الخامس في تاريخه، وذلك بعد تخطي الرأس الأخضر في دور الثمانية السبت. كما يعد علم جمهورية الكونغو بين الأكثر رواجا بجوهانسبرج، لكن بعد مغادرة منتخبهم من دور المجموعات، سيضطرون لتشجيع منتخب "البافانا بافانا" صاحب الضيافة، الذي سيلاقي مالي السبت في ربع النهائي ايضا. ويبقى الاتجاه السائد بين مختلف جاليات المهاجرين واللاجئين هو الانتقال لتشجيع جنوب أفريقيا بعد خروج منتخباتهم من الدور الأول، باعتبارها الوطن الثاني الذي احتضنهم ومنحهم فرصة البحث عن لقمة العيش.