هذه رسالتي الأخيرة إلى العالم أنا سيد الشماشرجي.. لقد سئمت هذا العالم وقررت أن أنهي حياتي، وأترك لكم هذه الرسالة الأخيرة كي تشعروا بالذنب وكم أنتم أوغاد. الآن سأنهي هذه الكلمات ثم أصعد إلى سطح البناية لألقي بنفسي إلى الشارع وأتحول إلى فتات.. سوف تندمون.. أنا الآن على السطح.. لا أريد أن أسقط فوق أطفال يلعبون فأقتل عشرة منهم، أو فوق سيارة أنيقة يفخر بها صاحبها، وهكذا لا أتلقى إلا اللعنات والدعاء علي.. لا أريد هذا... يجب أن أجد مكانًا خاليًا أثب منه فلا أترك سوى ذكرى رقيقة محزنة. غريب هذا!.. متى نبتت كل هذه البنايات من حولنا؟. بنايات في الشرق والغرب والشمال والجنوب تحيط بالسطح، فلا يوجد مكان واحد يصلح للوثب.. هناك هاوية ارتفاعها متر ونصف فقط بيني والبناية المجاورة، فلو وثب منها طفل رضيع لظل سليمًا.. هذا غريب.. لا يوجد أسفل!.. حصار بنايات لا يمكن وصفه. كل هذا حدث مؤخرًا. هذا عالم قاس.. عالم لا تستطيع أن تثب فيه للشارع.. والأسوأ أن النوافذ في كل مكان. رأيت امرأة قبيحة كالشيطان تقف في النافذة المجاورة وتنظر لأعلى ثم تصرخ: »كوكو !... هناك متلصص منحرف يقف فوق السطح ليراقب نساء المنطقة في بيوتهن!» هنا ظهر زوجها كوكو في النافذة... كأي مصارع روماني لابد أنه كان يسلي كاليجولا، وصاح بصوت مزلزل: ... المزيد