وجدت دراسة جديدة أن كميّة الحيوانات المنوية عند الرجال تراجعت بنسبة 38% خلال عقد، وذلك في الغالب بسبب الغذاء السيئ وأسلوب الحياة . وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين في جامعة "مارسيا" الاسبانية وجدوا أن كمية الحيوانات المنوية تتراجع بمعدّل مثير للقلق، حيث وصلت نسبة التراجع إلى 38% خلال عقد . وتبيّن أن كمية هذه الحيوانات تراجعت عند الشباب بمعدّل 2% في العام الواحد، وقد تبلغ قريباً مستوى يهدّد بالعقم . وعزا الباحثون السبب إلى الغذاء السيئ وأسلوب الحياة غير الصحي . وشملت الدراسة التي استمرت 10 سنوات ما يزيد على 200 رجل، حيث وجدت أن معدّل كميّة الحيوانات المنوية تراجع من 72 مليوناً في الملليلتر الواحد في العام 2001 إلى 52 مليوناً في الملليلتر في العام 2011 . وقال العلماء إن هذه النتائج مهمة لأن بحوثاً سابقة أظهرت أن الكميّة التي تقل عن 40 مليوناً في الملليلتر تجعل الحمل أصعب . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة جاسم مينيولا إن "مستوى الانخفاض الذي شهدناه يتواصل، مع معدّل تراجع نسبته 2%، وقد يصل الشباب إلى مستوى خطير وهو 40 مليوناً في الملليلتر خلال فترة قصيرة من الوقت" . في الوقت نفسه حذرت دراسة حديثة الرجال الرياضيين المحترفين الذين يركبون دراجاتهم الهوائية لحوالي 300 كيلومتر في الأسبوع من احتمال انخفاض عدد حيواناتهم المنوية وبالتالي تراجع قدرتهم على الإنجاب . وقال علماء خلال الاجتماع الأخير الذي عقدته "الجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنة" إن هؤلاء سوف يعانون من "مشاكل مهمة في الخصوبة"، مشيرين إلى أن نوعية السائل المنوي تنخفض بشكل كبير بسبب التمارين القوية . وقال الدكتورألن بايسي من جامعة شفيلد لهيئة الإذاعة البريطانية إن الرجال الذين يتدربون بهدف التنافس في مباريات رياضية من دون توقف يقضون وقتاً أطول على مقاعد دراجاتهم مقارنة بأشخاص يقودونها من وإلى أعمالهم . وقالت البروفيسورة دايانا واموندي من المدرسة الطبية بجامعة قرطبة بإسبانيا، التي أعدت الدراسة مع زملاء لها إن الأبحاث الأخرى عن هذا الموضوع أظهرت أن التمارين القوية تؤثر في خصوبة الرجال والنساء أيضاً . وطلب من 15 من هؤلاء الرياضيين الذين يركبون الدراجات الهوائية لمسافات طويلة، ومعدل أعمارهم 33 سنة، عدم ممارسة الجنس لثلاثة أيام ثم تقديم عينة من سائلهم المنوي حيث تبين وجود هبوط في عدد النطف المنوية عندهم مقارنة بنظرائهم الذين مارسوا أنواعاً أخرى من الرياضة مثل السباحة أو الركض . وقالت واموندي إن الحرارة المنبعثة من الملابس الضيقة التي يرتديها هؤلاء الرياضيون الذين يشاركون في السباقات والاحتكاك الدائم للخصيتين بمقعد الدراجة قد يؤثر في إنتاج الحيوانات المنوية، مضيفة أنه من غير الواضح ما إذا كان توقف هؤلاء عن هذه الرياضة سوف يحسن نوعية وعدد نطفهم المنوية . وقال المحاضر في كلية علم الذكورة بجامعة شفيلد إن هناك الكثير من الدراسات حول هذا الموضوع ولكن النتائج التي خلصت إليها يعتريها بعض التشويش . وأضاف إنه قبل نحو 40 سنة كانت قيادة الدراجات الهوائية من الامور الشائعة ولكن ليس هناك أدلة على أن الرجال كانوا أقل خصوبة منهم الآن . من جانب آخر وجدت دراسة جديدة أن صوت الرجل العميق المرتبط عادة بصفات الذكورة المتمثلة بالسيطرة والقوة وكبر العضلات، وبزيادة انجذاب النساء لصاحبه، لا يعني أبداً حسن نوعية الحيوانات المنويّة . وذكر موقع "لايف ساينس" العلمي الأمريكي أن الباحثين بجامعة "وسترن أستراليا" نظروا في نبرة أصوات الرجال، وميل النساء لها، ونوعية الحيوانات المنوية، والأمر غير المفاجئ الذي ظهر هو أن النساء تحب الأصوات العميقة وتعتبرها ذكورية . لكن على عكس التوقعات، فقد وجد العلماء أن هؤلاء الرجال ليسوا أفضل في ما يخص نوعية الحيوانات المنوية، إذ ظهر أن الصفات الذكورية المرتبطة بالسيطرة والجاذبية، مثل القوة الجسدية والصوت العميق قد تأتي على حساب انخفاض نوعية الحيوانات المنوية . وقال الباحثون إن معدلات هرمون الذكورة "التستوستيرون" مرتبط بصوت رجولي أعمق، ومظاهر ذكورية أكثر، وسلوك مسيطر أكثر، ورغم لعبه دوراً مهماً في تشكيل الحيوانات المنوية إلا أن المعدلات العالية منه يمكن أن تضعف عملية إنتاجها.