ذكرت دراسة أمريكية أن 50% من المرضى يتوقفون عن تناول دوائهم في حال حصل تغيير في لون الأدوية التي تحتوي على المكونات عينها . وبيّنت الدراسة التي نشرت في دورية (ذا أركايفز أف إنترنال ميديسين) العلمية أن 50% من المرضى يتوقفون عن تناول دوائهم في حال حصل تغيير بين لون الأدوية التي اعتادوا تناولها . قام الباحثون من الجامعة بالاطلاع على دراسة تشمل 11 ألفاً و472 مريضاً لم يقوموا بتجديد وصفات دوائهم لمدة 10 أيام، وعمدوا بعدئذٍ إلى المقارنة بين هؤلاء المرضى وبين 50 ألفاً و50 مريضاً كانوا يجددون وصفاتهم بانتظام، واستنتجوا أن المرضى الذين تغيّر لون دوائهم كانوا أكثر عرضة إلى عدم تجديد وصفاتهم بنسبة 27% من نظرائهم الذين لم يتغيّر لون دوائهم . كما لاحظوا أن أكثر من 50% من مرضى الصرع لم يجددوا وصفات دوائهم في حال تغيّر لون الدواء . وقال الباحث الأساسي في الدراسة، الطبيب آرون كيسيلهايم، والأستاذ المساعد في مدرسة الطب بجامعة هارفرد إن "التغييرات في الشكل الخارجي لحبوب الدواء قد تسبب بعض الحيرة للمرضى" . وأضاف "خلال حديثي مع مرضاي، لاحظت أنهم يثيرون هذه المسألة دائماً"، مشيراً إلى أنهم "لا يفهمون سبب اختلاف شكل هذه الحبوب" . وأشار إلى أن "لون حبة الدواء هي إحدى المسائل الأساسية التي يجب أن يركّز عليها المعنيون الذين يحاولون معالجة مسألة عدم تجديد وصفات الدواء" . ويحذر صيدلي كويتي المرضى الذين يتناولون أدوية معينة من ايقاف الدواء أو تغيير موعد الجرعات أو عددها دون استشارة الاطباء المتخصصين لما لذلك من اخطار صحية كبيرة . وقال الصيدلي نهار المتلقم في مركز أسعد الحمد للأمراض الجلدية التابع لوزارة الصحة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن هناك دراسات متخصصة أظهرت أن المرضى الذين يمارسون هذه الاخطاء في التعامل مع الدواء معرضون لفشل العلاج أو زيادة المرض سوءاً . واضاف ان هؤلاء المرضى معرضون لمضاعفات عدة أو أمراض خطرة منها ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلى دخول المريض في غيبوبة وارتفاع أو انخفاض في مستوى الضغط مشيرا إلى احتمالية دخول المريض في مضاعفات ونوبات الصرع لمرضى الصرع وازدياد عدد نوبات الربو . وأوضح ان فعالية نفس الدواء وسميته تتأثران وتتغيران بحسب موعد تناوله بحسب العمليات الحيوية والفسيولوجية في جسم الانسان . وذكر أن الجرعات تختلف من دواء إلى آخر حسب مدة بقاء تركيزه في بلازما الدم موضحاً أن نصف عمر الدواء هو الوقت اللازم لانخفاض كمية أو تركيز الدواء في الدم إلى 50 في المئة من قيمته السابقة . واشار المتلقم إلى أن بعض الادوية النفسية تحتاج إلى مراقبة اضافية وتعديل للجرعات في حالات الصيام مثلا لتأثير الصيام على الكلية، وهذا قد يغير من طرح بعض الأدوية (كالليثيوم) وقد يرفع هذا بدوره من احتمال الاصابة بأعراض جانبية . وأوضح أن الدواء الذي يؤخذ قبل الأكل (معدة فارغة) يستطيع المريض أخذه عند الإفطار مع الماء وبعده ب 30-60 دقيقة يبدأ بتناول الطعام مشدداً على استشارة الطبيب قبل شهر رمضان لمعرفة الطريقة الأنسب في تناول دوائه لحالته الصحية . ودعا المتلقم المرضى الذين يحتاجون إلى جرعات متعددة يومياً إلى عدم تغيير مواعيد جرعاتهم أو زيادتها أو تقليلها من تلقاء أنفسهم دون استشارة الطبيب المتخصص محذراً من مخاطر صحية كبيرة مترتبة على تغيير مواعيد الجرعات أو الحد منها .
