أكد النجم العراقي السابق سعد قيس أن العراق هو أكثر البلدان التي تستعين بمدربين وتستغني عنهم، مشيراً إلى أن البلد مليء بالكفاءات التدريبية لكن هناك مشكلة في التخطيط والتنظيم، موضحًا أن التخبط والفوضى في عمل الإتحاد العراقي لكرة القدم كانا السبب في المشاكل مع زيكو، معززاً ثقته أن لقب دوري النخبة العراقي لهذا الموسم لن يفلت من يد نادي الشرطة . عبدالجبار العتابي - إيلاف : أعرب سعد قيس، نجم خط وسط المنتخب الوطني العراقي السابق، عن أمله أن يتفهم الإتحاد العراقي لكرة القدم حجم مسؤولياته ويكون أكثر انسجاماً مع الأحداث التي تدور في العالم والكيفية في التخطيط السليم والمنتخبات العراقية، مشدداً على ضرورة أن يكون للاعب الخبرة مكانه المهم جداً في صفوف المنتخب العراقي، لكنه اشار إلى أن مشكلة بعض المدربين الذين لا يمتلكون أساساً قوياً وأسماً قوياً هي الخوف من لاعبي الخبرة لمكانتهم وأسمائهم اللامعة، مؤكداً على أنه لم يشاهد لاعبين في الملاعب العراقية يشبهون سعد قيس وحبيب جعفر وليث حسين . * كيف تنظر إلى ما حققه المنتخب العراقي في خليجي 21، نتيجة ولعباً ؟ - النظر لما حققه منتخبنا كنتائج فهو كان رائعًا بوصوله إلى المباراة النهائية، وأما لعباً .. فهو لم يكن الأفضل ، ولم يقدم مستويات بارزة ومميزة سوى الشوط الثاني من المباراة النهائية ضد الإمارات التي خسرها بهدف واحد لهدفين . * اقيمت العديد من الاحتفاليات للمنتخب، وربما هذه المرة الاولى التي يتم الاحتفال فيها بفريق خاسر على مستوى بطولة خليجية، هل تعتقد أن وراء الاحتفالات أسباباً معينة ؟ - الاحتفالات التي جرت للمنتخب العراقي أسبابها هي أن منتخبنا يستحق الدعم والتهنئة لوصوله إلى المباراة النهائية بعد الكبوات التي رافقته في تصفيات كأس العالم ، ولذلك أنا أرى أن الاحتفالات رفعت كثيراً من معنويات لاعبيه وهو أمام مشاركات مهمة . * خسر حكيم شاكر بطولات، هل تعزو ذلك الى الحظ أم الى أسباب أخرى، ارجو ذكرها بصراحة ؟ - انا ارى أن المدرب حكيم شاكر مدرب شاب وطموح ويحمل أفكاراً رائعة، ولكنه مازال لا يمتلك تلك الخبرة التدريبية الكافية، وهو ما افقده ثلاث بطولات وتقريباً بنفس الطريقة، إلا وهو التكتيك غير المناسب في كل المباريات النهائية . * كيف قرأت ما حدث لزيكو، وهل تراه ظالماً أم مظلوماً ؟ - أنا أرى أن موضوع زيكو أخذ أكبر من حجمه ، والمشكلة ليست في زيكو، وإنما في الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي لم يعرف كيفية التعامل مع هذا المدرب لأننا نعلم، وفي كل العالم، أن هناك عقداً وبنود عقد على الطرفين الاقرار بها واحترامها، والذي يخل بالاتفاق فهناك جهات مسؤولة تحاسبه، ولكن التخبط والفوضى في عمل الاتحاد كانا وراء هذه المشاكل التي حدثت. * بين استحقاقات المنتخب الوطني واستحقاقات منتخب الشباب، الاتحاد اعتمد على حكيم شاكر فقط، كيف ترى واقع الحال؟ وكيف سيتعامل الاتحاد مع الأمر برأيك ؟ - نحن بلد غني بالمدربين الاكفاء والمقتدرين، ولكن مشكلتنا في العراق مع الأسف أننا حين ينجح مدرب ما بمباراة أو ببطولة معينة فإننا نتجاوز كل شيء ونتناسى كل شيء من تخطيط وبرنامج ونظام ونتجه فوراً للتعاقد مع هذا المدرب وعدم دراسة كل الامور التي قد تكون غير مناسبة للتعاقد مع هذا المدرب ، وأنا متأكد بأن حكيم شاكر لو أخفق لاحقاً فإنه سيتم استبعاده بأول خسارة في مباراة أو إخفاق في بطولة، لأننا أكثر دولة تستعين بالمدربين وتبعدهم بسهولة . * امام المنتخب مباريات مهمة ضمن تصفيات آسيا لكأس العالم، هل يمكن الاستعانة بمدرب أجنبي أم الاعتماد على مدرب محلي ؟ - حكيم شاكر بات مدرب المهمات الخاصة ، على الرغم من أنه اضاع ثلاث بطولات بسبب التكتيك الذي لم يساهم في الحصول على أي بطولة رغم كفاءة المدرب حكيم ، وأنا أرى أن يتم النظر لمشاركة حكيم شاكر في بطولة كأس العالم للشباب في تركيا التي ستنطلق في شهر حزيران /مايو المقبل، والنظر للاستعانة به كمدرب طوارئ ، وهذا حال يعكس الفوضى بالاتحاد العراقي وعلى الاتحاد الاستعانة بمدرب آخر في ظل المشاركة في التصفيات لبطولة أمم آسيا ، وللتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المهمة. * تم ابعاد العديد من لاعبي الخبرة من قبل زيكو وأكدها حكيم شاكر، هل ترى أن هذا الاجراء يخدم المنتخب ؟ - انا كنت ومازلت أقول بأن لاعب الخبرة مكانه مهم جداً في صفوف المنتخب العراقي، ولو لاحظنا لوجدنا أن اكثر من برز في صفوف منتخبنا خلال بطولة خليجي 21 الاخيرة هم : الكابتن يونس محمود والحارس نور صبري وكذلك علي حسين رحيمه ، وكان وجودهم مهماً، ويجب أن تكون لأهل الخبرة المكانة والمكان بالمنتخب العراقي، ولكن مشكلة بعض المدربين الذين لا يمتلكون أساساً قوياً وأسمًا قويًا هي الخوف من لاعبي الخبرة لمكانتهم وأسمائهم اللامعة، وأنا مع فريق متجانس من لاعبي الخبرة والشباب . * هل فعلاً المدرب العراقي هو الافضل للمنتخبات الوطنية أم أن ما يقال مجرد عواطف ؟ - زال وقت العواطف وبالأخص في كرة القدم وعلى الاتحاد العراقي لكرة القدم التفكير بشكل أكثر احترافية مع موضوع المدربين، ونحن مع منح كل المدربين العراقيين الفرصة، والدليل ما حققه موفق حسين مع الناشئين وكذلك حكيم شاكر مع الشباب، ومن هذا فيجب أن نجمع بين الأجنبي والمحلي، فالأجنبي يملك الشدة والاحترافية، والعراقي يملك العاطفة وحب البلد وكذلك يكون قريباً من نفوس اللاعبين العراقيين وبذلك نكسب الاثنين . * سعد قيس، ليث حسين، حبيب جعفر، هل وجدت من يشبه هؤلاء الثلاثة في منتخبنا الوطني؟ - من دون مجاملة، وليس غروراً ، فأنا لم ولن أرى مثل هؤلاء اللاعبين في ملاعبنا، والأدلة كثيرة والبراهين أكثر، لكنّ هناك لاعبين يبرزون بين الحين والآخر وسرعان ما يذهبون ويزولون بسبب الغرور وعدم الالتزام ، وإلا فكيف تقارن شبه يسار لم يرفع كرة، سوى كرة عرضية واحدة خلال بطولة كاملة، وكذلك لاعب في مركز شبه يمكن لم يسدد على المرمى سوى مرة واحدة أو مرتين في بطولة كاملة، وكذلك لاعب خط وسط لم يمد المهاجمين سوى ببعض الكرات في بطولة كاملة، ولذلك فانا أحب أن تكون المقارنة بين ذلك الجيل وهذا الجيل بالنتائج والإنجازات والأهداف والفائدة . * ما رأيك بأحوال الدوري العراقي بعد أن دخله محترفون عرب وأجانب ؟ - الدوري العراقي اليوم أفضل من الموسم الماضي، وكلما تفهم الاتحاد بأن السبيل الوحيد لنجاح كرة القدم هي بالاحتراف وبوجود أرضية سليمة فإن الدوريات ستكون ناجحة، والدوري يومًا بعد يوم يظهر بصورة أفضل والمحترفون مازالوا ليسوا بالقمة، لكنّ اللاعبين والمواهب العراقية هي التي لها مكانة بنجاح هذا الدوري، والجمهور أكثر من يجعل الدوري رائعاً. * هل ما زالت الفرق الجماهيرية المعروفة قادرة على التنافس على لقب الدوري ؟ - نعم .. مازالت الفرق الجماهيرية قادرة على التنافس على لقب الدوري ولكنني اقولها للجميع بأن الدوري هذه السنة شرطاوي ولا منافس بسبب عمل الإدارة الرائع والسليم مع النادي . * كيف تنظر الى مستقبل الكرة العراقية من خلال المنتخبات الحالية وأداء الاتحاد؟ - أداء الإتحاد مازال بعيداً عن الطموح ونتمنى أن يكون مستقبلاً بشكل أفضل واكثر انسجاماً مع الأحداث التي تدور بالعالم والكيفية في التخطيط السليم والمنتخبات العراقية وصلت إلى مراحل مهمة بالوصول الى نهائيات كأس العالم، وعلى الاتحاد أن يتفهم المسؤولية واظهار الدعم الكبير لهذه المنتخبات التي وصلت إلى نهائيات كأس العالم وأن يكون هناك برنامج خاص لدعمهم من خلال المعسكرات والمباريات الودية خاصة لمنتخبي الناشئين والشباب لأنهما أمل الكرة العراقية .
