دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الدول الشقيقة والصديقة لترسيخ مفاهيم الوحدة الفلسطينية وعدم تشجيع مظاهر الإنفصال والإنقسام، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وقيادته وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني جادون في العمل من أجل الوصول إلى سلام عادل وشامل بمفاوضات سلام ذات مغزى وبجدول زمني محدد يفضي إلى حل الدولتين ويبدأ بوقف الاستيطان وقائم على قرارات الأممالمتحدة والمبادرة العربية للسلام. وقال المالكي -في كلمته أمام اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية التحضيرية للقمة الإسلامية المقررة بالقاهرة بعد غد "الأربعاء والخميس" المقبلين- إن القيادة الفلسطينية تعمل بجهود صادقة من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، لأن الواقع يتطلب منا الوحدة وإعادة اللحمة إلى الوطن والشعب، وسيزيد ذلك من الصمود والثبات والتمسك بالحقوق الفلسطينية، خاصة ونحن على اعتاب استحقاقات وطنية مهمة، تتطلب وحدة الكل الفلسطيني في مواجهة المشروع الإسرائيلي الهادف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني عن الخارطة الدولية. وأضاف أن هذا المؤتمر يأتي في أعقاب قرار الجمعية العامة برفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو مراقب في الأممالمتحدة ليجسد وجود الشخصية القانونية لدولة فلسطين، ويشكل هذا القرار ثمرة مهمة وذات مغزى لنضال الشعب الفلسطيني المتواصل منذ عقود، مشددا على أن التحدي الذي نشأت على أساسه منظمة التعاون الإسلامي مازال قائما حيث تستمر الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب والمقدسات الإسلامية والمسيحية والوضع لم يتغير والقدس، والأقصى تدنس يوميا من المستوطنين وتهود وتنتهك الحرمات الإسلامية في أرض فلسطين المقدسة ويقتل ويعذب شعب بأكمله. ونوه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بضرورة الوقف الكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وأن الاعتراف الإسرائيلي بمرجعيات عملية السلام وحدود عام 67 يشكل ضرورة لتهيئة البيئة المناسبة للبدء في مفاوضات جدية من أجل تحقيق السلام العادل والدائم، مشيرا إلى أن إسرائيل أعلنت عن مخططات لبناء أكثر من 7000 وحدة استيطانية في مستوطنات غير قانونية إضافة إلى مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي المهمة في مناطق بشرق وجنوب القدسالمحتلة. وأوضح أن جميع هذه الأنشطة غير قانونية وتشكل انتهاكا جسيما لاتفاقية جنيف الرابعة كما تعتبر جرائم حرب وفقا لنظام روما الأساسي.. وهي خط أحمر فلسطيني لن نتوانى في استخدام جميع أدوات القانون الدولي لوقفها..داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة مخططات الاحتلال والانتقال إلى مرحلة محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان. وطالب المالكي الأمة الاسلامية بالدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة وضرورة العمل على كشف ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي على الإجراءات التي يتخذها لاستهداف وجود الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة وخاصة القدس، ومحاولته المتكررة لتغيير طابع ومركز مدينة القدس وطمس هويتها العربية وتغيير معالمها الدينية وعزلها عن محيطها الفلسطيني. وأكد ضرورة رفض الدول الإسلامية أية خطوة أو اتفاقيات توقعها إسرائيل مع جهات دولية تمس بوضع مدينة القدس الشريف كجزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطينالمحتلة عام 67. وأشار المالكي إلى وجود أكثر من 6000 أسير فلسطيني وعربي اعتقلتهم إسرائيل بشكل تعسفي ويعيشون في ظروف غير إنسانية، مطالبا الدول الإسلامية بضرورة العمل على الزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف واعتبارهم أسرى حرب، وإلغاء الاعتقال الإداري الذي يشكل أحد الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني، وإطلاق جميع الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي. ونوه إلى وجود العديد من الأسرى الأبطال المضربين عن الطعام منذ 7 أشهر، داعيا الدول الإسلامية للضغط على إسرائيل للافراج عنهم وتحميلها كامل المسئولية عن حياتهم. ودعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الدول الإسلامية والصناديق والمؤسسات المالية التابعة لها إلى دعم الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس العربية التي تبنتها القمة الإسلامية في مكةالمكرمة في شهر أغسطس الماضي وهي عبارة عن خطة قطاعية استراتيجية قائمة على دعم مشاريع تنموية لعدد 13 قطاعا مختلفة في مدينة القدس، وذلك حفاظا على هوية المدينة العربية والإسلامية وتعزيز صمود أهلها بوجه الحملات الرامية لطردهم منها، بالإضافة لدعوة الدول الإسلامية لدعم صندوقي الأقصى والقدس. وتابع "الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية يواجهان حصارا سياسيا واقتصاديا وأزمة مالية حادة بسبب القيود الإسرائيلية وحجز أموال الضرائب بشكل غير قانوني عقابا للقيادة الفلسطينية لحصولها على دولة غير عضو "مراقب" بالأممالمتحدة، كما أن الاحتلال يمنع الشعب الفلسطيني وسلطته من السيطرة على موارده واستثمارها في أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية بالإضافة إلى حصار غزة. وأكد وزير الخارجية الفلسطيني أن العجز في الميزانية الفلسطينية وصل إلى 1.6 مليار دولار فيما تبلغ الخسائر الفلسطينية بسبب الاحتلال 7 مليارات دولار وهو ما يهدد وجود السلطة الوطنية ويعرض المشروع الوطني الفلسطيني وحل الدولتين لخطر الإنهيار ويفاقم الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني التي بلغت 21% في الضفة و 28% في قطاع غزة، فيما وصل عدد العاطلين عن العمل إلى 222 الف عاطل. واختتم المالكي كلمته بتقديم التهنئة إلى مصر لتسلمها رئاسة القمة الإسلامية الثانية عشرة، متمنيا لها النجاح والتقدم لخدمة الأهداف الإسلامية بما ينسجم مع مواقف وطموحات الشعوب الإسلامية. أخبار مصر - فلسطين - البديل