لا تزال حرب المليونيات بين القوى السياسية المختلفة، المدنية منها أو الإسلامية، مشتعلة في محاولة من كلا الطرفين لإظهار قوته في الشارع، فرغم اعتراض الكثير من القوى الإسلامية على اتخاذ "المليونيات" طريقاً لحل الأزمات إلا أن الجماعة الإسلامية صممت على أن تنظم مليونية لدعم الرئيس وتجديد مبايعته. حزب النور السلفي والتيار الإسلامي الحر أعلنا أن النزول في مليونيات ليس حلاً للأزمة ، بل من المحتمل أن يزيد العنف أكثر في الشارع، مما ينذر بتأزم الوضع أكثر من ذلك ، وبالتالي سقوط المزيد من الضحايا. وأكد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عبود الزمر أن الجماعة الإسلامية لن تقف صامتة أمام محاولات الانقلاب على الشرعية ، مشيراً إلى أن القوى المعارضة تحاول الانقلاب على الشرعية بكافة الطرق من خلال البلطجة السياسية التي يمارسونها الآن. بينما أكد وكيل مؤسسي حزب البناء والتنمية صفوت عبد الغني ، أن نزول الجماعة الإسلايمة ليس رغبة في إحداث أعمال عنف، بل من أجل تصحيح مسار من يريدون إحداث فتنة في البلاد، مشدداً على ان نهج الجماعة الإسلامية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير هو نبذ العنف. وانتقد عبد الغني القوى السياسية التي رفضت النزول إلى الشارع، لدعم الشرعية، قائلاً: النزول الآن في غاية الأهمية، متسائلاً: ماذا تنتظرون بعد كل هذه المحاولات للانقلاب على الشرعية. وأضاف وكيل مؤسسي حزب البناء والتنمية، أن من بين أسباب الدعوة لمليونية الجمعة بعد القادمة، هو تقاعس المؤسسات الأمنية (الجيش والشرطة) في الحفاظ على الشرعية. بينما أكد أشرف ثابت عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي أن الحزب لن يشارك في أي فاعليات من المحتمل ان تزيد من العنف في الشارع، وأن الحل الوحيد هو الوصول إلى قواسم مشتركة بين القوى السياسية للعبور بالبلاد من هذا النفق المظلم. الأمر ذاته أكده الائتلاف الإسلامي الحر الذي يضم 22 حركة وحزبا إسلاميا، على أن حل الأزمة الراهنة هو الجلوس للحوار، وليس تبادل الحشد بحشد آخر . المراقبون اعتبروا أن الأزمة بذلك الشكل ليست في طريقها للحل السلمي، الناتج عن الحوار، طالما اقتنع الطرفان أن الحشد والهجوم على مؤسسات الدولة هو حل الأزمة، وكذا اللجوء إلى الجماعات الشبابية المسلحة مثل البلاك بوك والويت بلوك.