محاضرة سياسية حول الموقف السياسي المطلوب من الحوار الوطني المزعوم. 11-06-2012 10:05 الجنوب الحر - عدن - خاص دشنت الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب بالتنسيق مع المجموعة الأكاديمية بجامعة عدن، عصر اليوم الاثنين الموافق 5- 11- 2012م،أول فعاليات التحضير الشعبي والرسمي لقوى الحراك السلمي الجنوبي، وذلك بإقامة محاضرة عامة في ساحة الشهيد جعبل الخضر بمدينة التواهي بعاصمة الجنوب عدن. تحت عنوان (الموقف السياسي المطلوب من قوى الحراك السلمي لما يسمى بالحوار الوطني)، وكانت برعاية الحركة الشبابية والطلابية في مدينة التواهي. افتتحت الفعالية بآية من الذكر الحكيم ثم القاء والد الشهيد جعبل الخضر كلمة عن أسر الشهداء تعهد من خلالها بالنضال السلمي والاستعداد بتقديم التضحيات في سبيل تحرير الجنوب واستعادة دولته والتي من أجلها سقط الشهداء وسفكت دماء الجرحى الطاهرة وتعرض عشرات الآلاف للاعتقال والقمع والتعذيب. بعد ذلك استعرض الدكتور محمود شايف أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة عدن، رؤية المجموعة الأكاديمية حول المفاهيم والابعاد السياسية للحوارات الإنسانية والاجتماعية، موضحا بالأدلة التحليلية عن تعارض مفهوم الحوار اليمني مع المطالب السياسية للقضية الجنوبية، والذي جاء ضمن أهداف المبادرة الخليجية المزمنة لمعالجة الأزمة السياسية في نظام صنعاء، ولهذا فالحوار المزعوم لا يعبر سوى عن محاولة تهدئة الأوضاع وتفادي أو بالأصح تأجيل انفجار الصراع التناحري بين مراكز القوى القبلية والدينية بصنعاء، ولهذا فالأطراف الإقليمية والدولية الراعية لذلك الحوار تعتقد حسب ما يصوره لها رموز النظام اليمني، على أن قضية الجنوب هي واحدة من المشكلات المحلية أو الوطنية، التي يمكن وضعها على طاولة الحوار وتحت السيطرة، بحيث تتخذ بشأنها حلول عبثية وتسويفية تستنقص من الحقوق السياسية لشعب الجنوب.. تم تناول بإيجاز عن حقيقة التباينات بين النخب السياسية الجنوبية حول موقفها من الحوار، معتبرا هذا التباينات من الظواهر الصحية التي لا خوف أو قلق من وجودها، مؤكدا على أنها تعكس مدى الحق في الرأي وتدل على مستوى من نضوج الوعي الثقافي، ولكن لا يعني ذلك أن تستمر أو أن تستغل من قبل قوى داخلية وخارجية فتتحول إلى خلافات تضر بقوة وصمود الحراك، وتفرط بأهداف القضية الجنوبية، وفي نفس السياق أشار الدكتور محمود شايف إلى أن الموقف الشعبي لجماهير الحراك في ساحات النضال الفعلي تبدو أكثر تقدما ووضوحا بل وأكثر توحدا وتصميما من مواقف النخب المتعددة، وهذا الموقف يتمثل ليس في رفض الحوار كمبدأ إنساني وقيمي بين القوى المختلفة والمتصارعة، ولكن يجب أن يكون الحوار مشروطا بضوابط وثوابت يمكن لطرفي التحاور أو التفاوض أن تتوافق وتخرج بحلول مرضية، وفقا للأهداف السياسية المطروحة في ذلك الحوار.. وفي ختام حديثه أشار د. محمود إلى أن الشعب الجنوب وعلى وجه الخصوص الحراك السلمي باعتباره الحامل السياسي للقضية الجنوبية، لا يمكن تجاوزه أو التحاور باسمه دون سقف الحرية والاستقلال واستعادة الدولة ذات السيادة على كامل تربته من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا. داعيا النخب السياسية الجنوبية إلى وحدة الموقف حول الأهداف السياسية والاستراتيجية للقضية الجنوبية، والاستجابة الموضوعية للموقف الشعبي والجماهير، محذرا من مخاطر النتائج المترتبة على مغامرة من تحاول سلطة الاحتلال استدراجهم من الجنوبيين تحت أي مسميات إلى ذلك الحوار العبثي. وبعد ذلك تحدث الدكتور عامر خميس بن عزون، الذي تمحور حديثه حول الموقف الدولي من القضية الجنوبية، وتلخص رأيه على أن تاريخ المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن الدولي، يستند على الواقع الذاتي والموضعي لخيارات الشعوب المناضلة من اجل تحقيق أهدافها التحررية، وقال: أن الشعوب هي التي تفرض إرادتها وخياراتها على المجتمع الدولي وليس العكس، ولأن شعب الجنوب وقواه الحية في الواقع هي المسيطرة على الأرض ولها مطالبها السياسية المسموعة والمعروفة إقليميا ودوليا فلا بد للمجتمع الدولي أن يستجيب ولو إلى حين لأهداف القضية الجنوبية، وأكد الدكتور عامر: على أن الأصوات النشاز التي تروج لها سلطة الاحتلال اليمني، على أن المجتمع الدولي سيتخذ عقوبات صارمة ويمارس ضغوطات سياسية واقتصادية على المعرقلين لبنود المبادرة الخليجية، وبالذات حسب زعمهم على قيادات الحراك فإن ذلك عبارة هرى وكلام غير حقيقي واستشهد برد جمال بن عمر المبعوث الدولي حينما سؤل حول اتخاذ عقوبات دولية ضد الحراك وقضيتهم الجنوبي، حيث كان رد المبعوث الدولي بأن ذلك كلام جرائد. وخاطب الدكتور عامر الحاضرين من نشطاء الحراك قائلا: عليكم الثبات والصمود على الواقع الميداني، وأن لا تعطوا هذه الدعايات المغرضة شيئا من اهتماكم، فانتم من ستقررون وتفرضون موقفكم من الحوار وفي اقناع المجتمع الدولي من عدالة مطالبكم السياسية، وقال تحن كاكاديميين مقتنعين قناعة تامة بانه لا بوجد أي قوة إقليمية أو دولية قادرة أن تفرض شروطها على شعب الجنوب، طالما وخيار شعب الجنوب واضح ومحدد هو خيار الحرية والاستقلال واستعادة الدولة، وبتالي لا يمكن أن يقبل الجنوبيين اجرى حوار مع نظام صنعاء المحتل لأرض الجنوب، إلا في حالة واحدة فقط وهي: الاعتراف بالقضية الجنوبية والقبول الرسمي بالتفاوض بين نظامين سياسيين ودولتين هما دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) ونظام الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) وعلى قاعدة فك الارتباط وتقرير المصير وفق ما يرتضيه ويقر به شعب الجنوب لا سواه. وفي هذه الفعالية التي نالت استحسان الشباب وجموع الحاضرين تحدث السيخ الجليل محمد عبد الله مشدود عضوا الهيئة الشرعية الجنوبية للإرشاد والإفتاء، عن تطابق قول الله سبحانه مع حقوق الشعوب المظلومة والمقهورة مستندا في ذلك على نصوص من الآيات القرآنية الواردة في محكم كتاب الله، حول مبدأ الحوار والتفاوض. واستعرض جملة من الحقائق الشرعية التي تثبت حق شعب الجنوب في استعادة دولته، وفضح أصوات الكذب والافتراء وما تروج له احزاب السلطة ومختلف قوى نظام الاحتلال اليمني من مشاريع الاستدراج واساليب التضليل لدخول نفق الحوار المزعوم والمرفوض شرعا وقانونا. وختم الشيخ مشدود حديثه بالتأكيد على استمرار النضال السلمي في سبيل الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، وما يسمى بالحوار الوطني فذلك يخص نظام صنعاء ولا شأن للجنوبيين فيه، وعليهم أن يتحاوروا مع أنفسهم، وأن يدرك نظام صنعاء وحلفائه، بأن خيار شعب الجنوب واضح وهو بمشيئة الله المنتصر لا محالة.. حضر الفعالية الدكتور صالح يحيى سعيد القائم بأعمال رئيس المجلس الأعلى لتحرير الجنوب، وعبد الحكيم الشاويش رئيس المجلس الأعلى للحراك في محافظة عدن، والدكتور حسين العاقل، وقيادة الحركة الشبابي والطلابية (وضاح الحالمي ورمزي الشعيبي) وعدد من القيادات الشبابية والحراكية وعدد من الصحفيين والإعلاميين والمحامين. الجدير بالذكر أن الحركة الشبابية والطلابية ستنظم العديد من الفعاليات الثقافية والسياسية بالتنسيق مع المجموعة الأكاديمية والهيئة الشرعية الجنوبية وهيئة الدبلوماسيين الجنوبينَ وغيرهم.