تابعت يوم "الأحد" التغطيات الإعلامية التي قامت بها عدد من وسائل الإعلام الخليجية ومنها "قناة الجزيرة" وقناة "العربية الحدث" وللحقيقة استغربت من حجم الانحياز والتوصيف الغير موفق لما حدث في "عدن". تم توصيف ماحدث عدن يوم الأحد بجرة "قلم" بأنه يأتي بناء على تحركات إيرانية ونسي الإخوة في الخليج وفي وسائل الإعلام حجم الصراخ الذي أطلق في الجنوب طوال أشهر مضت والذي أكد فيه الجنوبيون عدم صلتهم "بإيران" . - بت إلى ماقبل اليوم على اقتناع ان الغربان المارة مابين السعودية واليمن سمعت أحاديث الجنوبيين حول إيران واقتنعت ان الجنوبيين لاصلة لهم من قريب ولا من بعيد بايران ولا بعبد الملك الحوثي فكيف بدوائر صنع القرار ووسائل الإعلام الضخمة. - يطالب الاخوة في الخليج من الجنوبيين التحرك وفق مصالحهم السياسية وهذا من حقهم وتفترض منهم وقائع الأحداث ذلك لكن اخلاقيات السياسية والانسانية تفترض أيضا ان يكون بعض التحرك مراعيا لمصالح وقضايا الطرف الأخر . - على الاخوة في السعودية وفي الخليج ان يعلموا ان الناس في الجنوب ليست "دمى" يمكن ان يتم تحريكهم وفق الاجندات السياسية الخاصة بهذه الدول وان تم ذلك على مستوى القيادات فان الأمر لن يتم على مستوى التحرك الشعبي . - غضب الاخوة في الخليج لمجرد تحرك شعبي محدود وليوم واحد ضد اجتماع سياسي كان مقرر له ان يعقد في "عدن" وبالمقابل المطلوب من الجنوبيين الا يغضبوا لسنوات طويلة من التجاهل قابلت بها دوائر صناع القرار في الخليج الجنوب وقضيته . - في العام 2011 انجز الاخوة في الخليج مابات يعرف بالمبادرة الخليجية والتي اغفلت ثورة شعبية في الجنوب عمرها خمس سنوات يومها ولم يذكروها لا من قريب ولا من بعيد ويريد اليوم الخليج من الجنوبيين ان يكونوا رأس حربة في معركتهم مع الحوثي ومع "إيران" فكيف يستقيم الأمر ؟. - ان تتعاطى الناس بايجابية في الجنوب مع تطورات الأحداث بما لايضر الاخوة في دول الجوار امر ايجابي اما ان تلزم الناس في الجنوب باتخاذ مواقف سياسية لصالح دول الجوار على حساب مواقفها السياسية الأصلية فهذا امر لايقبله منطق ولا عقل. - اثبتت السياسيات الخارجية للكثير من دول الخليج بخصوص الازمات العربية أنها تعاني الكثير من القصور وإنها تلهث خلف من يبيع الوهم لها لا أكثر ولا اقل وهناك قلة في الجنوب تبيع الوهم ولا شيء غير الوهم . - شخصيا لا اطالب من السعودية ولا من إي دولة خليجية دعم مطالب استقلال الجنوب لكنني أود ان ارى بعض الاهتمام بما يحدث في الجنوب باعتبار مايحدث في الجنوب أمر منفصل اما التعامل مع الجنوب وفق سياسية قوموا اقعدوا انهضوا ثوروا لا تثوروا متى ما اردنا ذلك فهذا امر "بائس". المقال من صفحتة على الفيس بوك