تابعت العديد من ردود الافعال السلبية على اجتماع قبائل العوالق ومخرجات ذلك الاجتماع ويمكن القول انني لم أجد ما يبرر ردود الأفعال تلك لأنها لم تأتي كنقد لخطوات إجرائية أو عملية أو توصيات لما يجب القيام به في الأيام القادمة بقدر ماهو اعتراض ورغبة في اعطاء النفس هواها في التحليل والتنظير للوصول في النهاية إلى الإساءة والشكيك في الخطوات والمواقف. أولاً: من حق أي قوة اجتماعية ان تعمل على تنظيم نفسها وتحديد موقف من الأحداث التي تشهدها البلاد ولاضير في ذلك طالما هذه القوة أو تلك تأتي بمقترحات وبدائل وحلول ترى انها ستكون مجدية في مواجهة الأزمة. ثانياً: ان لقاء العوالق كان إيجابي وسبقته لقاءات إيجابية لقبائل مرخة وبلعبيد وحمير وستلحق ذلك لقاءات وتجمعات اخرى نثق تماماً انها ستأتي لصالح المحافظة وهمومها والمخاطر التي تحيط بها. ثالثاً: مخرجات لقاء العوالق وغيرها من اللقاءات القبلية التي عقدت في الأيام الماضية كانت نتائجها منطقية وواقعية وتراعي الامكانيات والظروف السياسية القائمة على مستوى المشهد الجنوبي أو جوارنا الاقليمي ولهذا فان مهمتها كقوى اجتماعية هو تأمين اراضيها وخلق موقف موحد ربما يكون مقدمة لموقف سياسي بمرور الأيام. رابعاً: ان مواقف القوى القبلية تأتي كنتيجة طبيعية لفشل النخب والاحزاب والمكونات السياسية والثورية ومحاولة لتغيير شي في الواقع، ولهذا نجد ان مواقف القوى القبلية ومخرجات لقاءاتها منطقية وتتعاطى مع الحالة القائمة كنوع من الممكن اما الميل إلى الغايات والأهداف دون وجود إمكانيات فهو سيجعلها ظواهر صوتية لا أكثر مثل النخب والأحزاب والمكونات. خامساً: من المخجل جداً ان نجد مناضل أو سياسي أو مثقف يتحدث عن العدالة والمواطنة والمدنية والدولة في كل مكان ونجده فجأة يتحول إلى مناطقي، قبلي، عنصري، مشكك في الآخرين لا تبصر عيناه أكثر من النزعات الضيقة.. عيب ولا يصح ولا يجوز. وأخيراً: على كل انسان صادق وحريص على سلامة أرضه وأهله ان يساهم في هذه المرحلة وكل المراحل في كل ما يخدم وحدة الصف وان يكون طوبة في البناء وليس معول للهدم. ويجب أيضاً ان نلتفت إلى الدور الإيجابي الذي من الممكن ان تقوم به "القبيلة" وان نترك الجوانب السلبية لها ونسأل الله جميعاً التوفيق لما فيه الخير والصلاح.