"ويا بهية خبرينى مالهم بيكى اللايمين.. دى عيونك يا صبية بالحب مليانين.. كل مجاريح الهوا بيقولوا هيا بهية.. ظلموا البنية.. وكل الحكاية عيون بهية"، بتلك الرائعة التى كتبها الشاعر الغنائى محمد حمزة، حاز المطرب الكبير الراحل محمد العزبى مراتب الأسطورية فى غناء الموال وكأنه "جحا" لدى العامة من الناس، وأصبحوا يرددن مواويله. محمد العزبى المطرب الكبير لا يمكن إدراجه تحت مسمى المغنيين الشعبيين فقط، لأنه يعلو فوق هذا الوصف بإتقانه فن "الموال" الذى اكتسب من خلاله شهرته العريضة فى الوطن العربى، ولغى المسافة بينه وبينه جمهوره بتلقائيته وبساطته، حيث يعتبر العزبى رائد مدرسة البساطة فى الأداء والتفاعل الجماهيرى، فقد كان حريصا على تلبية مطالب جمهوره فى كل حفل يقدمه، كما وهبته الطبيعة جمالا فى الأداء والصوت جعلت الجماهير تتقبله، إضافة إلى إحساسه العالى بالكلمة والنغمات الساحرة. ويظهر إبداع الراحل فى تقديمه الملحمة الدرامية "الدم والنار" على أوتار الربابة، أشعار عبد الرحمن الأبنودى، ولخص خلالها أحداث مسلسل بكل ما فيه من عبر وعظات بأسلوب متميز يدخل قلب العامة. ولعل السينما لم تكن تشغل بال المطرب الكبير فقد اعتزالها نهاية الستينيات، بعد أن قدم ما يقرب من 7 أعمال سينمائية، وهرب منها إلى غناء الموال الذى عشقه وظل يعطيه طوال حياته. وبعد رحلة من العطاء امتدت لنصف قرن من الزمان، فضّل محمد العزبى الاعتزال، بعد ظهور موجة الأغانى الهابطة، وأرجع أسباب اعتزاله إلى تقدمه فى العمر، حيث قدم آخر مواويله "اصحى وفتح عنيك" عام 2005 بفيلم "فتح عنيك" ولاقى نجاحا كبيرا. وربما يتشابه مشهد نهاية مطرب "عيون بهية" مع مطرب "عدوية" محمد رشدى، حيث اعتزل رشدى الغناء وعاد بتقديم أغنيته الأخيرة "قطر الحياة" و"دامت لمين" أواخر حياته. وجاء يوم 5 فبراير ليكتب نهاية محمد العزبى "ملك الموال"، ليرحل عن عالمنا بعد أن ترك مواويله تخفف من أوجاعنا مشاعرنا.