2013/02/06 الساعة 23:23:28 التغيير- صنعاء : لقد مثل الفنان فيصل علوي ظاهرة فنية فريدة متميزة ، فقد امتلك أداء فنياً خاصاً به برز في صوته وفي عزفه وألحانه، وواصل مسيرته الفنية طيلة خمسة عقود من الزمن مبرزاً اللون اللحجي في ثوبه الأصيل والمعاصر وأكسبه قيمة فنية وشهرة واسعة، حيث استطاع بصوته العذب وعزفه الفريد الممتزج بنغمات الدان أن يصل إلى قلوب الملايين من الناس وأن يتجاوز حدود الوطن. لقد ارتبطت مسيرة فيصل الفنية بحفلات فنية مصحوبة برقصات الدان، وهذه ميزة اللون اللحجي بإيقاعه العالي المصحوب بالرقص وهو الأمر الذي كان يضفي على هذه الحفلات جواً من النشوة والفرح والحضور الجماهيري الواسع. ولعله من المفيد الإشارة إلى أن أداء الفنان فيصل علوي لم يتوقف عند التراث القمنداني بل تجاوزه إلى إبداع الألحان الخاصة به وبهذا انتقل من الاتباع إلى الإبداع. فشكل بذلك مدرسة فنية قائمة بذاتها لها مريدوها محبوها.كما أظهر قدرة فنية فائقة في أداء اللون الصنعاني. لقد تنقل العندليب يشدو بين جنان الحسيني وعشق ورده وفله وعزم السُرى ليلاً مع مرتادي الحسيني،لأنه في الحسيني (جناين) وحين فرغ من الحسيني عاد ليشاركنا رقصة الحنا (واعلم حنا) ويطرب لليالي السعود حتى ظهور (نجيم الصباح)، وسار في درب الحب( المحبة عذاب يا زين له التقلاب)وعندما اكتوى بنار الحب قال( مستحيل أرجع لحبك), وفي وادي تبن أطربنا مع الهاشمي( صادفت قمري على وادي تبن) ليظهر أن ( الدواء ماهوه من البلسنين ) بل من( خدوده والوجن) ولما استبدّ به الحنين نادى ( واغايب وزاد الفراق ) ولكن في ( ليالي صفا بيضاء مطيرة) قال ( حمموني على شاطي البحيره). وفي الوفاء بالعهود ضرب لنا مثلاً ب( فراشه واعدت زهره وجت في وعدها الموعود). ومن روابي لحج الخضيرة يسافر إلى مدينة أزال ليلتقط أجمل ما فيها ( رضاكاك خير ، صادت فؤادي ، زمان الصبا، وابروحي من الغيد ، جل من نفس الصباح).هذا جزء مما أطربنا به في مسيرته الفنية العطرة المصحوبة بشذا نغمة الدان بروائح الفل والكاذي. وأخيراً يمكن القول إنّ فيصل علوي سما بالأغنية اليمنية وأحدث تأثيراً منقطع النظير في نفوس الجماهير جعلها تتفاعل معه لذا أرتبط بوجدانهم وغرس في تعاريج أوردتهم فكان جزءاً من الذاكرة الجمعية. لقد رحل فيصل في فبراير عام 2010م، ولم نسمع من يجدد ذكراه، ولعلنا بهذا المقال سنكون أول من يجدد هذه الذكرى، فالذكريات تحمل عودة شجن.