تعيش إمارة الشارقة هذه الأيام عرساً فنياً وسياحياً استثنائياً، حيث تحتفي وللمرة الثالثة على التوالي بمهرجانها الضوئي الفريد من نوعه، الذي انطلق الخميس الماضي، لتشع وعلى مدى تسع ليال متواصلة، حتى 15 فبراير الجاري، تزدان خلالها بآلاف النقاط الضوئية الملونة، التي ترسم صورا فنية بديعة ومشاهد نابضة بالحياة، على نماذج مختارة من أشهر مبانيها التاريخية ومعالمها السياحية، عاكسة أبعاداً جمالية معبرة عن ملامح مؤثرة من تراث الإمارات، وإرثها الثقافي، وتاريخها الحديث. (الشارقة) - تتلألأ المدينة الباسمة بطاقات هائلة من الأنوار والأقمار الوضاءة، حتى ليلة الخامس عشر من هذا الشهر، فتحتفل مع سكانها وزوارها الذين يتوافدون من كل حدب وصوب ليكونوا جزءا من هذه التجربة الجمالية المتفردة على مستوى كل الشرق الأوسط، وذلك للاطلاع على أحدث تقنيات الرسم الضوئي وإبداعات التشكيل بالأنوار، التي تلتقي بأشعتها من فوق جدران صروح الشارقة كحزم ضوئية مكثفة، تتلون بلوحات راقصة ومتحركة تكونها شلالات من الأضواء الصغيرة الباهرة. وحول فعاليات مهرجان أضواء الشارقة في نسخته الثالثة خلال 2013، قال مدير الإعلام في هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة طارق النقبي، إنها فعاليات مهرجان الأضواء في نسخته الجديدة تتوزع على حوالي 14 موقعاً متميزاً من ربوع الإمارة، لتشرق ببريق الألوان والنور مبتكرة صورا فنية رائعة تحكي قصصا وحكايات لصفحات مضيئة من ماضي الإمارات وحاضرها المتنامي، فترسمها على بعض من قصور الشارقة ومتاحفها وحصونها وأسواقها، بكل ما تمثله من هندسة إسلامية بديعة وما تعكسه قبابها وأقواسها وأعمدتها الشامخة من حضارة وجمال، تصاحبها مقطوعات موسيقية صادحة تعبر عن المشهد المرئي وتعيد صياغته، فتبرز هي الأخرى أوجهاً متعددة من ثقافتنا وتراثنا الغني مع موروثاتنا الشعبية التي نعتز ونفخر بها. لوحات من التراث ويتابع: في هذا المهرجان ركزنا على إبراز مواضيع معينة خلال العروض الفنية للأضواء، منها على سبيل المثال ملامح الحياة البحرية وحياة الكائنات المائية من أسماك ملونة، وعروق مرجانية وقناديل البحر، مع مشاهد قديمة لمهنة صيد اللؤلؤ والغوص تحت الماء، بالإضافة لصور متحركة لتراث الإمارات الأصيل، مع الزخارف الفنية المتراقصة، والتي تتحول بأشكال بديعة من حال إلى حال، و لوحات أخرى تستعرض سمات متألقة من حضارة الإمارات الماضية والحاضرة، مستخدمين في ذلك أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، من تلك التي تتمتع بجودة عالية، وتعتمد آلية ذكية في تكنيك العمل، بحيث تلتقط نقاط الضوء، وتعكسها بطرق فنية جديدة ومتطورة، ليس فيها أي هدر للطاقة الكهربائية على الإطلاق، وبإشراف فريق متخصص من الخبراء العالمين الذين لهم باع في هذا الشأن، إذ يتم في مثل هذه النوعية العروض عادة إغلاق تام للإنارة في محيط العرض «إنارة الشارع»، في حين يستفاد من الطاقة ذاتها لتستثمر في إعادة عملية التشغيل العروض الضوئية، ونحن استطعنا في هذا العام من تقليص النسبة لتصل لحوالي 50% فقط من الطاقة الكلية المستهلكة في إنارة المكان. معالم من الشارقة ... المزيد