قال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي في مقابلة السبت مع قناة فرانس 24، إنه سيتم تغيير الوزراء الإسلاميين الذين يتولون حاليا الوزارات السيادية، وذلك في سياق مبادرته بتشكيل حكومة محايدة مكونة من كفاءات. وأكد الجبالي الذي يشغل أيضا منصب أمين عام حزب النهضة الحاكم، في المقابلة أن كل الوزراء سيكونون من المستقلين و"لن يظل في الحكومة لا وزير العدل ولا الداخلية ولا الخارجية" التي يتولاها حاليا قياديون في حزب النهضة هم نور الدين البحيري وعلي العريض ورفيق عبد السلام. وشدد الجبالي في المقابلة على أن "مقترحي غير قابل للتعديل"، مضيفا أنه في حالة عدم تجاوب الأحزاب السياسية معه "سأستقيل ويتم تعيين رئيس حكومة جديد من قبل الرئيس" التونسي المنصف المرزوقي. وأفاد الجبالي أنه سيعلن "أواسط الأسبوع القادم على أقصى تقدير" تشكيلة حكومة التكنوقراط، مضيفا أنه "وجه رسائل إلى كل الأطراف السياسية ليطلب منهم النصح من خلال تقديم مقترحات بخصوص تركيبة" حكومة التكنوقراط واشترط ألا يتجاوز أجل تقديم هذه المقترحات "الاثنين القادم". وشدد المسؤول التونسي على أنه "لن يقبل بشروط من أي حزب كان" حول تشكيل الحكومة. وأوضح أن المقترحات المتعلقة بتشكيلة الحكومة "تخضع لأربعة مقاييس وهي ألا يكون المرشح شارك في الجريمة ضد الشعب التونسي، أو أن يكون منتميا سياسيا انتماء واضحا، وألا يترشح للانتخابات القادمة، وبطبيعة الحال أن يكون كفاءة في مجاله". تظاهرات للدفاع عن "الشرعية" والتنديد بالتدخل الفرنسي تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف من أنصار حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، السبت في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس بدعوة من الحركة دفاعا عن "شرعية الحكم" ولإدانة "التدخل الفرنسي" في الشؤون التونسية بعد تصريحات وزير فرنسي. ورفع المتظاهرون أعلام تونس وحركة النهضة وحزب التحرير الإسلامي الذي يدعو إلى إقامة دولة خلافة في تونس، وبعض أعلام تنظيم القاعدة (العقاب) ورددوا شعارات من قبيل "الشعب يريد حماية الشرعية" و"الشعب يريد النهضة من جديد" و"فرنسا ارحلي" و"وحدة وطنية ضد الهجمة الخارجية". كما رددوا شعارات معادية لحزب "نداء تونس" العلماني المعارض ولرئيسه الباجي قايد السبسي الذي دعا إلى حل المجلس التأسيسي اثر اغتيال المعارض شكري بلعيد. وكان وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس "فاشية اسلامية تبرز في كل مكان تقريبا" بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد في تونس. باريس ترفض التعليق وفي السياق ذاته امتنعت باريس عن التعليق على الدعوة إلى التظاهر التي وجهها الإسلاميون الحاكمون في تونس للدفاع عن "شرعية" الحكم وإدانة "التدخل الفرنسي" بعد تصريحات وزير فرنسي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية السبت إنها لا ترغب في "الإدلاء بتعليق" على الدعوة إلى التظاهر التي وجهتها حركة النهضة للتنديد "بالتدخل الفرنسي" بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسية مانويل فالس. وقد انتقد فالس الخميس "فاشية إسلامية تبرز في كل مكان تقريبا" بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد في تونس. وقال وزير الداخلية الفرنسي إنه "ما زال يعلق آمالا على الاستحقاق الانتخابي حتى تفوز به القوى الديموقراطية والعلمانية وتلك التي تحمل قيم ثورة الياسمين". وعبر وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ورئيس الحكومة بعد ظهر الجمعة عن استيائهما للسفير الفرنسي فرنسوا غويات بعد تصريحات فالس. دعوة للتظاهر (14:52 غرينيتش) دعا شباب حركة النهضة الإسلامية إلى تظاهرة بعد ظهر السبت في تونس للدفاع عن "شرعية الجمعية الوطنية التأسيسية" التي يشكل فيها هذا الحزب الغالبية وضد "العنف" في أول تحرك شعبي منذ اغتيال المعارض شكري بلعيد. ويرتقب أن تبدأ التظاهرة في جادة الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية التي شهدت في الأيام الماضية أعمال عنف بين معارضين غاضبين ورجال شرطة، بحسب بيان صادر عن الحركة. وسيكون شعار التظاهرة "الدفاع عن شرعية الجمعية الوطنية التأسيسية" ومكافحة "العنف" السياسي وكذلك معارضة "التدخل الفرنسي" للتنديد بتصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس. وتأتي التظاهرة في إطار من الانقسام ضمن حركة النهضة، حيث أعلن رئيس الوزراء حمادي الجبالي عن عزمه تشكيل حكومة تكنوقراط قريبا وهو ما يرفضه حزبه. وقال الجبالي إن هذا الخيار "هو أفضل الحلول بالنسبة إلى الوضع في تونس، فهو يخدم مصلحتها ويجنبها مزيدا من التوتر". وأضاف في تصريح صحافي مساء الجمعة أن "الحكومة الجديدة ستكون محايدة عن الأحزاب وستعمل جهدها من أجل تحقيق أهداف الثورة والوصول إلى الاستحقاق الانتخابي بسرعة". وشارك عشرات الآلاف الجمعة في تشييع جنازة المعارض التونسي شكري بلعيد الذي اغتيل الأربعاء مرددين شعارات ضد سلطة الإسلاميين في تونس التي شهدت مواجهات بالرغم من انتشار الأمن والجيش بكثافة. كما دعا وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، وهو غير منتم لأحزاب الائتلاف الحاكم، في تصريحات نادرة مساء الجمعة إلى إبقاء الجيش بعيدا عن "التجاذبات" السياسية في تونس التي تمر بأزمة سياسية حادة. وقال الزبيدي لقناة نسمة الخاصة إن "المؤسسة العسكرية تعهدت بحماية أهداف الثورة، وهي تواصل حماية أهداف الثورة".