تخطوا مراحل التجريب ورسوا على بر الأمان، بعد اختبارهم تجربة استنبات الشعير على مر عدة سنوات ونجاحهم في خلق بيئة ملائمة لزراعته، حيث تمكنوا من استنبات ثلاثة أطنان من الشعير يوميا تصلح للاستهلاك الحيواني، انصب تفكير الباحثين أصحاب المشروع سيف الشامسي، وجلال البادي، وعلي البلوشي، على استنبات مجموعة من الحبوب الأخرى التي تصلح للاستهلاك الآدمي، ونجحوا في استنبات عشرة أنواع جديدة. نظرا للطلب المتزايد على الحبوب المستنبتة التي تصلح للاستهلاك الآدمي جهزت مجموعة العمل المكونة من الباحثين سيف الشامسي، وجلال البادي، وعلي البلوشي، غرفة للاستنبات متنقلة تشارك في المعارض ذات الاهتمام، وتقرب الناس من فكرة المشروع وطريقة استنبات الحبوب في هذه الوحدة التي لا تتجاوز مساحتها 8 أمتار مربعة، ومن الحبوب التي تم استنباتها إلى اليوم بالإضافة للشعير: الحلبة، والذرة، والماش (اللوبيا)، والفول، والحمص والقمح، مؤكدين أن المشروع سيخلق فارقا في مجال استنبات الحبوب رغم بعض التحديات التي تواجهه. استثمار النجاح بالنسبة لاستنبات الحبوب الأخرى، يقول البادي "بعد تجربتنا الأولى في استنبات الشعير التي حققت نجاحا واختبرناها من خلالها قدراتنا على إنتاج الحبوب المستنبتة، بات طلب الناس على الوحدات الصغيرة "غرف استنبات صغيرة" بحيث أصبح أصحاب المزارع الصغيرة، والذين يتوافرون مثلا على 50 رأسا من الأغنام أو أعداد من الأبقار يطلبون تصنيع وحدات صغيرة، وذلك لاستنبات الشعير في ضيعاتهم، بالإضافة إلى ذلك فإننا فكرنا في استنبات الحبوب التي تصلح للاستهلاك الآدمي، وهذه تلزمها بيئة مختلفة عن استنبات الشعير ما دفعنا للبحث عن آلية جديدة لاستنابتها، وكان ذلك ناجحا داخل هذه الوحدات التي لا تتجاوز مساحتها 8 أمتار مربعة، وسمحت لنا هذه الوحدات للوصول إلى الجمهور وتقريب أفكارنا إليه من خلال المشاركة في المعارض، وكانت أول مشاركة لنا هي في المهرجان الإماراتي الأول لنوادر الأغنام، والذي أقيم في قرية التراث بنادي الهواة في العين، حيث شاركنا بأصغر وحدة استنبات متنقلة في الإمارات، مساحتها 8 أمتار مربعة، وتستوعب 200 صينية تحمل كل صينية من 700 إلى 800 جرام من الحبوب المنقوعة، وتنتج من 4 إلى 5 كيلو جرامات من الحبوب المستنبتة، بحسب جودة البذور، وتختلف مدة استنبات كل نوع، فمثلا الفول والحمص واللوبيا (الماش) تحتاج 10 أيام، بينما تستغرق مدة استنبات الحلبة والقمح والشعير تستغرق 7 أيام". يقول البادي إن الدراسات والأبحاث باتت تحبذ الرجوع للطبيعة لما لها من فائدة على الصحة البدنية، موضحا أن البديل يكمن في التعاطي مع الحبوب والبقوليات الطبيعية وإدخالها في المطبخ بدل الاعتماد على الأكل المصنع. ويضيف "سبق أن تخلى الناس عن الحبوب بأنواعها وأقبلوا على الدقيق الأبيض، وأصبحنا اليوم نحتاج إلى رجوع كبير للبقوليات إذ ينصح الخبراء بالرجوع للطبيعة، كما أصبحنا نلاحظ في المخابز الكبرى تزيين الخبز بمجموعة مختلفة من الحبوب، وهذا دليل على أهميتها الصحية ومنفعتها، لهذا فكرنا في استنبات الحبوب للاستهلاك الآدمي، بعد التأكد من فائدة ذلك بناء على دراسات وبحوث، حيث ذكر في كثير من التقارير أن أي بذور مستنبتة في يومها العاشر تكون فائدتها 10 أضعاف فائدة البذرة الجافة التي يتم تناولها، فالجافة تتعامل معها المعدة، لكن لا تتم الاستفادة من كل مكوناتها، بينما المستنبتة كلها فوائد وهي مستساغة أكثر، وبالتالي فإن هذه الحبوب المستنبتة يمكن إضافتها للطعام". مواجهة التحديات ... المزيد