دفعت الأزمة المالية دولة البرتغال إلى إعادة النظر في إنتاج الفلين، فيما تغطي أشجار بلوط الفلين مساحات واسعة في وسط وجنوبالبرتغال في نظام بيئي يزخر بتنوع إحيائي يضم العديد من فصائل النباتات والحيوانات الأعلى في أوروبا والعالم. ودأب الناس على زراعة بلوط الفلين في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا لعدد من القرون بغرض إنتاج الفلين من لحاء أشجارها التي تتميز بالخضرة طول العام، وتتكيف على الطقس الحار الجاف. وتشكل هذه الأشجار عائدات كبيرة للقائمين على زراعتها. وللحصول على الفلين، يقوم المزارع بنزع لحاء الشجرة كل 10 سنوات ليخلف جذوعاً تميل للحمرة. وفي حالة نزع اللحاء بالطريقة الصحيحة ينمو مرة أخرى ليمكن حصاده بعد عقد آخر. ولعدم نسيان موعد الحصاد المقبل يكتب تاريخه على جذع الشجرة بألوان واضحة ومقروءة. وكغيره من القطاعات الأخرى، تأثرت صناعة الفلين خلال السنوات القليلة الماضية جراء الأزمة المالية وزيادة استخدام مواد أخرى بديلة مثل البلاستيك. وفقد سوق الفلين نحو 20% من حصته السوقية خلال العقد الماضي حيث يشكل 60% من استخدامات السوق العالمية في الوقت الحالي. ويرى بعض الخبراء أن التراجع في استخدام الفلين ساهم في انخفاض أسعاره بما يقارب النصف على مدى العقد الماضي. وتبلغ تكلفة كل 15 كيلوجراماً نحو 15 يورو (20 دولارا)، بيد أنها ارتفعت قليلاً، لكنها مع ذلك لم تتجاوز 18 يورو. ونظراً لجفاف الطقس في بعض المناطق من البرتغال ولزراعة بعض النباتات التي تتميز بشدة امتصاص الماء، اضطر عدد من المزارعين لهجر هذا النشاط والتوجه لمزاولة أعمال أخرى. ويدير فيليب موليت، مزرعة أسرته التي تبلغ مساحتها نحو 540 فدانا من أشجار بلوط الفلين، حيث يقوم بتعيين بعض العاملين كل موسم صيف لمساعدته في نزع 10% من لحاء الأشجار لإنتاج نحو 45 طنا من الفلين. ويقول فيليب: "من المؤكد أن فقدان الحصة السوقية يشكل تهديداً لمحصول الفلين، في وقت يقود فيه إهمال المزارعين لحقولهم لدمار لا يمكن إصلاحه. وعندما توليت أمر هذه المزرعة في تسعينيات القرن الماضي، أدركت أن الأمور لن تكن بالسهولة المتوقعة لوقت طويل، لكن لم تكن لدينا فكرة في أن تبلغ هذه الدرجة من السوء". ... المزيد