في الحفل الختامي للدورة رقم 14 للمهرجان القومي للسينما المغربية، الذي استمر 8 أيام، اقتسم الفيلمان "ملاك" و"زيرو" جوائز الفن السابع المغربي. واكتظ الطابقان الاثنان لسينما روكسي التاريخية في طنجة (شمال المغرب) بالحضور، ومثل لحسن الداودي وزير السياحة الحكومة المغربية، بعد أن "هرب وزير الإعلام المغربي من حضور حفلي افتتاح واختتام الأسبوع السنوي للفيلم المغربي"، وفق ما صرح به ل"العربية.نت" مسؤول في المهرجان. وأضاف المسؤول أن "عرض فيلم يحكي قصة من ذاكرة اليهود المغاربة في المغرب قبل الهجرة صوب إسرائيل" أحرج وزير الإعلام المنتمي لحزب إسلامي يقود الحكومة، موضحاً أن أنصار الحزب الذي يقود الحكومة "شنوا هجوماً على المهرجان وعلى منظميه"، ووجهوا اتهامات ب" التطبيع لمجرد عرض عمل فني سينمائي". وفي بداية الحفل، اختار المنظمون عرض ما أسموه "شريطاً وثائقياً"، جاء مليئاً بالأخطاء الفنية والتقنية، يؤرخ لمرور الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إدغار مروان، بمدينة طنجة، وترؤسه للجنة تحكيم الفيلم الطويل للعام الماضي في المهرجان القومي للسينما المغربية. ليلة التتويج وفي ليلة التتويج، عادت الجائزة الكبرى للفيلم القصير للمخرج منير العبار، ابن مدينة طنجة، عن فيلمه "الهدف". وجاءت جائزة الأفلام السينمائية الطويلة من نصيب "يا خيل الله" لنبيل عيوش، كما فاز الفيلم أيضاً بجائزة "أفضل موسيقى"، وجائزة "أفضل صورة"، فيما عادت "جائزة المونتاج" للمخرج حكيم بلعباس، عن فيلم "محاولة فاشلة لتعريف الحب". أما جائزة الصوت فكانت لفيلم "زيرو" لنور الدين الخماري. وكانت اللحظة القوية على الإطلاق في الحفل هي "جائزة ثاني أفضل دور رجالي"، والتي عادت في سابقة من نوعها، لممثل مغربي شارك في فيلم في المسابقة الرسمية وفارق الحياة، ويتعلق الأمر بمحمد مجد، عن دور الأب في فيلم "زيرو"، ليقف الحضور للتصفيق على هذه الالتفاتة، ولتجهش بالبكاء عضو في لجنة التحكيم، ولترثي بجمل أدبية بفرنسية راقية الراحل مجد. "ملاك" و"زيرو" وواصل فيلم "زيرو" حصده للجوائز بحصوله على درع "ثاني أفضل دور نسائي" للممثلة صونيا عكاشة، و"أول دور رجالي" للممثل المغربي يونس بواب، الذي حيا الجمهور برفع يده اليسري وترديد عبارة "لعنة الله على العالم" في إحالة على جملة رددها خلال الفيلم، وهو ما وجد تفاعلاً من الحضور. وذهب لقب "أفضل دور نسائي" للممثلة شيماء بن عشاء، عن البطولة المطلقة في فيلم "ملاك" للمخرج المغربي عبدالسلام الكلاعي، في أول فيلم سينمائي مطول له، وليفوز نفس الفيلم ب"أفضل سيناريو"، الذي تناول قصة امرأة تنجب طفلاً خارج مؤسسة الزواج. ورسم "ملاك" صورة قوية عن معاناة هذه الفئة الاجتماعية، التي وصفها المخرج بأنها "تعاني في صمت ولا يتم الحديث عنها"، موضحاً أن "الخيار الذي أخذه أثناء تصوير الفيلم هو عدم ممارسة الرقابة الذاتية". وذهب نور الدين الخماري، مخرج الفيلم الثاني الأكثر تتويجاً، إلى أن "لجنة التحكيم أعطت الجائزة للسينما، وابتعدت عن نقاش المصطلحات العارية المستعملة في الفيلم، أو لغة الفيلم أو الصور القاسية التي قدمها الفيلم عن مدينة الدار البيضاء كبرى مدن المملكة". تتويج لفيلم متهم بالتطبيع وبعد أن أثار كل الجدل خلال أيام المهرجان، نجح "تنغير جيروزاليم: أصداء الملاح" للمخرج الشاب هشام هشكار، في ربح تعاطف لجنة التحكيم لتمنحه جائزة "أول عمل سينمائي"، على الرغم من اتهامات القوميين والإسلاميين للفيلم بالتشجيع على التطبيع على إسرائيل، فيما ذهب النقاد إلى أن "الحملة ساعدت الفيلم على الحصول عل شهرة، رغم المستوى المتوسط للعمل إبداعياً وفنياً". ومن على منصة التتويج في مهرجان طنجة، أهدى المخرج هشكار جائزته لكل الأحرار في سوريا وفي تونس، داعياً إلى التظاهر ضد كل من يريد أن يقيد حرية التعبير في الفن السابع المغربي، إلا أن عدم إهداء الفيلم للفلسطينيين أثار صراخاً من قبل بعض الحضور، لتتدخل مقدمة الحفل لتلطيف الأجواء. وفي الوقت الذي كان الهمس ما بين النقاد بأن نبيل عيوش، عبر "يا خيل الله" يستحق إحدى أكبر جوائز المهرجان، حاز "زيرو" لنور الدين الخماري، على "الجائزة الكبرى" للدورة رقم 14 من المهرجان القومي للسينما المغربية، فيما كانت "جائزة لجنة التحكيم" من نصيب "ملاك" لعبد السلام الكلاعي.