اعرب السائق الالماني سيباستيان فيتل، المتوج باللقب في المواسم الثلاثة الاخيرة، عن تفاؤله بقدرات سيارة ريد بول-رينو الجديدة "ار بي 9"، وذلك بعد انتهاء الجولة الاولى من التجارب الشتوية الاسبوع الماضي على حلبة خيريز الاسبانية استعدادا لانطلاق الموسم الجديد من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد. ورأى فيتل الذي قلب الموسم الماضي الطاولة على سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو ووضع خلفه بدايته الصعبة وتمكن من انتزاع اللقب العالمي في السباق الاخير على حلبة انترلاغوش البرازيلية، ان فريقه سيكون مستعدا لانطلاق الموسم بشكل افضل مما كان عليه الوضع العام الماضي. واجاب فيتل الذي احتاج الى خمسة اعوام فقط في حلبات فورمولا واحد لكي يصبح ثالث سائق فقط يتوج باللقب العالمي ثلاث مرات على التوالي بعد الاسطورتين مواطنه ميكايل شوماخر والارجنتيني خوان مانويل فانجيو، على سؤال حول رأيه بالسيارة الجديدة مقارنة مع السيارة القديمة خلال الفترة الزمنية ذاتها، قائلا: "اعتقد انها افضل لاننا الموسم الماضي واجهنا مشكلة من ناحية الاعتمادية. يبدو اننا قمنا بعملنا بشكل جيد هذه المرة". وواصل "لا اعتقد انه بامكاننا التحدث حاليا عن الاداء"، معتبرا ان الجولة الثانية من التجارب الشتوية التي تقام بين 19 و22 الشهر الحالي على حلبة برشلونة التي تستضيف ايضا المرحلة الثالثة الاخيرة من التجارب بين 28 الحالي والثالث من اذار/مارس المقبل، ستكشف بشكل اكبر عن السرعة التي تتمتع بها السيارة الا انه استبعد في الوقت ذاته الوصول الى خلاصات نهائية بهذا الشأن قبل السباق الافتتاحي في 17 اذار/مارس المقبل في استراليا. وواصل "الفرق ستخوض المزيد من اللفات (في برشلونة) وستبدأ العمل على عيارات السيارة بشكل اكبر، واعتقد بالتالي انه بالامكان فهم واقع الامور بشكل افضل هناك. في الوقت الحالي، تركيزنا منصب على انفسنا وعلى فهم سيارتنا". واردف فيتل الذي فرض نفسه ملك الارقام القياسية من حيث صغر السن اذ انه اصغر سائق يتصدر سباقا والاصغر الذي ينطلق من المركز الاول والاصغر الذي يفوز باللقب العالمي والاصغر الذي يتوج باللقب العالمي مرتين على التوالي ثم ثلاث مرات متتالية، قائلا "من المؤكد اننا سنأخذ من جولتي التجارب المقبلتين فكرة اوضح عن انفسنا والمنافسين في الوقت ذاته، لكن استراليا حلبة مختلفة تماما (عن برشلونة) مع ظروف مختلفة جدا". ويأمل السائق الالماني السير على خطى شوماخر، حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب (7)، وصولا الى التفوق على البطل الاسطوري الذي يتخلف عن مواطنه الشاب من حيث الاحصائيات اذ كان في الحادية والثلاثين من عمره عام 2000 حين احرز لقبه العالمي الثالث، فيما لم يتجاوز فيتل الخامسة والعشرين. كما يملك فيتل في رصيده 26 انتصارا حتى الان، فيما كان "شومي" في الثامنة والعشرين من عمره حين وصل الى هذا العدد من الانتصارات (عام 1997 في سباق بلجيكا). وفي حال واصل فريق ريد بول هيمنته بفضل موهبة فيتل والدعم المالي لمالكه النمسوي دييتريخ ماتيشيتس، صاحب شركة ريد بول لمشروب الطاقة، وحنكة كبير المهندسين في الفريق ادريان نيوي، سيواصل السائق الالماني حصد الانتصارات والالقاب، لكن هذا السيناريو ليس مضمونا وليس السيناريو الوحيد المطروح في الاروقة ووسائل الاعلام. هناك منعطفان قد يتسببان بخلط الاوراق، اولهما تقنيا حيث سيتم تقليص الهامش في مسألة تطوير المحركات في 2013 اكثر مما كان عليه الوضع في 2012، كما سيتم استخدام محركا جديدا بالكامل في 2014 مكونا من 6 اسطوانات ومزودا بشاحن هوائي "توربو"، وحينها سيكون كل شيء ممكنا، اذ قد نشهد سيارة مرسيدس يقودها البريطاني لويس هاميلتون تتفوق على ماكلارين وريد بول وفيراري. كما ان العقد الحالي لفيتل مع ريد بول ينتهي في 2014، وهناك حديث عن امكانية انتقاله الى فيراري، اي السير على خطى شوماخر الذي انتشل الفريق الايطالي من كبوته وقاده الى لقب الصانعين عام 1999 للمرة الاولى منذ 1983، ثم الى لقبي السائقين والصانعين في المواسم الخمسة التالية. وبغض النظر عما سيحصل في الموسم المقبل او الذي يليه، فان فيتل اكد حتى الان انه سائق كبير بكل ما للكلمة من معنى وهو اسكت دون ادنى شك المشككين بموهبته الذين اعتبروا في 2010 ان تتويجه باللقب العالمي جاء بمساعدة الحظ بعد ان فشل منافسه الونسو في احتلال احد المراكز الاربعة الاولى في المرحلة الاخيرة.