ما يقارب الخمسين طالباً وطالبة من جامعات ومدارس عالمية ومحلية، يمثلون عشرين جنسية، شاركوا في مؤتمر "شبكة القضايا العالمية" 2013 "على مدى ثلاثة أيام، الذي نظمته جامعة نيويوركأبوظبي، عبر من خلالها الطلبة الجامعيون عن رؤاهم لمستقبل الطاقة في أبوظبي والعالم، وطرحوا حلولاً من خلال مشروعات نظرية تقدموا بها للمؤتمر، أظهرت صورة مشرقة عن فكر الشباب، الذي أصبح قادراً على التعامل مع قضايا ومشكلات المجتمع المعاصر . قدمت عشر مجاميع من الطلبة ينتمون لجنسيات مختلفة ما يماثلهم من مشروعات بحثية، تمثل حلولاً مبتكرة لمشكلات المجتمع المعاصر، وذلك في خمس فئات تنافسوا فيها على تقديم الأفضل، ومثلت الفئات: الطاقة، الصحة، التعليم، التكنولوجيا، وإدارة الاستهلاك والنفايات . يقول إسامة سلمان مدير العمليات والاتصال في المؤتمر: "لأن الشباب هم كوادر الغد ونحن نبحث في طاقة المستقبل، كان لتجمع عدد من الطلاب من مختلفي المرجعيات الثقافية أثره الكبير فيهم، فرغبتنا الحقيقية في هذا المؤتمر تتمثل في أن يتبادلوا الأفكار ومن ثم طرح الحلول وتحفيز الشباب على الإنتاج بشكل يضمن استمراره في قطاعات الطاقة، بخاصة أنها فرصة تتاح للمرة الأولى في أبوظبي، حيث يعقد المؤتمر للمرة الخامسة على مستوى العالم، وقد برزت الكثير من الأفكار والمشروعات من قبل الطلبة، والتي وجدنا منها ما هو ملائم للتطبيق، سواء كان هنا أو في دولهم . عن فئة "التكنولوجيا"، تحدثنا علياء الشامسي، طالبة التسويق في كليات التقنية العليا بالشارقة، عن المشروع المقدم قائلة: "تقدمت مع مجموعة من الطلاب من أنحاء العالم بمشروع يعزز من كفاءة ألواح الطاقة الشمسية، حيث تعمل الدولة وإمارة أبوظبي بشكل خاص على استخدام الطاقة البديلة في الحياة العامة، تماشياً مع استراتيجيتها في توفير الطاقة واستثمار الطاقات البديلة، وجاءت فكرة مشروعنا لتتماهى مع ذلك، حيث لاحظنا أن الغبار الذي يغطي الألواح الشمسية يعمل على التقليل من كفاءتها في إنتاج الطاقة، ولذلك أعددنا مشروعاً بحثياً في هذا المجال، بعد أن تعرفنا إلى أهم مشكلة تواجه الحصول على الطاقة من الألواح الشمسية، وتمثلت في أن الغبار الذي يكتسي تلك الألواح يقلل من فعاليتها، ولذلك بحثنا عن حلول، وحولها يقول محمد أمين العربي المشارك في المشروع: المشكلة في الغبار الذي يكسو تلك الألواح، وهو يحد من إنتاج الطاقة الشمسية بشكل مباشر، ولأن وكالة الفضاء "ناسا" عملت على استخدام الكهرباء بقطبين متنافرين لتبديد الغبار، الذي يلتصق بنوافذ المركبات الفضائية، وبخاصة في كوكب المريخ المعروف بتربته الشبيهة بالأرض، فإن استخدام حل مماثل للألواح الشمسية قد يكون ناجحاً، لتكون أبوظبي رائدة في مجال استخدام الطاقة الشمسية، ويشير العربي إلى أن مشروع "شمس 1" بأبوظبي يمكنه أن يقلل إنفاق من 18 مليون دولار إلى 350 ألف دولار في 30 عاماً من تكلفة تنظيف الألواح الشمسية بهذه الطريقة، وباستخدام هذا الحل يمكن رفع إنتاجية الطاقة من الألواح الشمسية في "شمس 1" بمقدار 30%، ومنح طاقة لستة وعشرين ألف منزل بدلاً من منحها لعشرين ألفاً، أما جاد محمود طالب بجامعة نيويوركأبوظبي، أحد منظمي الفعالية والمشرف على المشروع فيقول: إن الهدف من المشروع هو تقديم حلول لبعض المشكلات في أبوظبي، وإمكانية أن تكون تلك الحلول ملائمة أيضاً لمدن أخرى، ولذلك تم استدعاء طلبة من مختلف أنحاء العالم للتعرف إلى أهم الأفكار لديهم، ولعل تبادلها بين الطلاب ومناقشتها كان من بين أهم أهداف المؤتمر، كما أن إيجاد حلول حقيقية للمشكلات من شأنه الثقة بالجيل الجديد من الشباب، القادرين على رفد الحياة العلمية . فرح شموط، طالبة الهندسة في جامعة نيويوركأبوظبي، تحدثنا عن مشروع شاركت فيه وزملاؤها ضمن فئة "الطاقة" قائلة: "في سبيل توفير البديلة، اقترحنا بالاتفاق مع شركة عالمية توفير مجموعة من "البلاط" الذي يمكن من خلال السير عليه أن يحول الطاقة الحركية إلى كهربائية، تسهم في توفير الطاقة البديلة، واقترحنا أن يكون تطبيق المشروع مبدئياً في جامعة خليفة بأبوظبي، فمن خلال حركة الطلاب الإداريين في الممرات الداخلية للجامعة، يتم إنتاج الطاقة للإنارة وتخزينها أيضاً، فكل عشرة خطوات تخزن ما قدره كيلوغرام واحد من ثاني أوكسيد الكربون، وذلك مما يحفز على استخدام الطاقة البديلة في أبوظبي، ويمكن مستقبلاً تطوير المشروع وجعله ضمن مراكز التسوق، حيث يمكن من خلال تلك الأماكن المزدحمة بالناس، أن تنتج الطاقة الكهربائية بكثافة وتخزينها . وفي فئة الطاقة أيضاً تشارك مجموعة من طلبة وإدارة الأعمال والمحاسبة في كليات التقنية العليا بالشارقة، خولة عثمان، تحدثنا عن المشروع قائلة: "تماشياً واستراتيجية أبوظبي في تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية، عملنا على ابتكار جهاز يقيس معدل استهلاك الطاقة الكهربائية في المدارس، من أجل توعية الأطفال بأهمية توفيرها، فجاء ابتكار جهاز بطول 2 متر، بإضاءات من الألوان الأخضر والأزرق والأحمر، وذلك بهدف إيصال الفكرة لهم بسهولة، حيث يمثل اللون الأخضر معدل استهلاك الطاقة الكهربائية أقل من الطبيعي، وهذا شيء جيد يدل على توفيرها، بينما يمثل اللون الأزرق الاستهلاك في المعدل الطبيعي، أما الأحمر فيشير إلى استهلاك أعلى من المعدل الطبيعي، ويحسب بذلك الاستهلاك بشكل شهري، حيث يضيء أحد الألوان الثلاثة السالفة الذكر في المدرسة بعد شهر كامل من الاستهلاك، مبينة معدلة، وتقول خولة: إن تطبيق المشروع بحسب الخطة المقررة سيتم على 20 مدرسة حكومية وخاصة بالتساوي بأبوظبي، وربط المدارس المطبق فيها النظام بين بعضها بعضاً عبر موقع إلكتروني، لتتم بينها المنافسة على ترشيد الاستهلاك، بحسب عثمان . من فئة إدارة الاستهلاك والنفايات، تحدثنا سارة إبراهيم العوضي من الطلبة العاملين على مشروع "نيما" وهو اختصار لاسم المشروع "نفايتي مسؤوليتي"، وهو مشروع قائم على توعية الناس بأهمية الابتعاد عن الإسراف في الأطعمة، وتقول: "لقد وجدنا أن ديننا الإسلامي وتراثنا يحثنا على عدم الإسراف في الطعام وجعله من النفايات، ولذلك جاء مقترحنا بأن نقيم مخيماً في كورنيش أبوظبي، ندعو فيه كبار السن من الإماراتيين، ليرشدوا الناس إلى طرق المحافظة على الأطعمة وعدم الإسراف، كما يحمل المشروع جانباً آخر وهو إعادة تدوير النفايات الورقية، ويتم ذلك بالتطبيق الآني أمام الناس في المخيم، ليعلموا أهمية جعل النفايات الورقية مستقلة عن الأخرى عند إتلافها، ولعل قيام كبار السن من الإماراتيين بالمشروع هو ما سيعززه ويدعمه، ويتم التسويق للحملة عن طريق الرسائل النصية . بينما في فئة التعليم، تحدثنا هبة عباس قاسم من قسم العلوم الصحية في جامعة البحرين، عن مشروعها وزملائها قائلة: "هو عبارة عن إدخال مادة منهجية باللغة الإنجليزية للطلبة في الحلقة الأولى في المدارس، حيث وجدنا أنهم في هذه المرحلة ليس لديهم كفاءة تعبيرية عن ثقافتهم، ولذلك نود أن يكون المشروع خطوة نحو تطوير قدرات الأطفال التعبيرية ويتم من خلال المشروع تدريب المعلمين الذين بدورهم يرفعون من كفاءة الطلبة ثقافياً، أما زميلتها زهرة علي فإن مشروعها يقدم حلاً لمشكلة التعامل مع الأمراض النفسية أو الاضطرابات بتوفير اختصاصيين اجتماعيين، لكن التعامل مع هذه المشكلة يأتي بشكل مختلف كما تقول زهرة، حيث ترى أن مرضى السكري من النوع الثاني يصابون بالإحباط والكآبة، وحين علاجهم بالمصحات النفسية، يتم النظر إليهم على أهم مرضى عقليين، حيث لا يمكن السيطرة على نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى فشل كلوي يحتاج إلى غسل كلي بما يعادل 3 مرات أسبوعياً، ما يسبب الإحباط والألم النفسي، وهذا ما استدعى وجود متخصصين بالدعم الاجتماعي في المصحات النفسية بحث يمكنه أن يخففوا من الألم النفسي للمريض .