القاهرة- أ ش أ قال الفنان سامح الصريطي، وكيل أول نقابة المهن التمثيلية، إن تفكير أي فنان في هجرة مصر بسبب التضييق على الفن من قبل تيار الإسلام السياسي غير وراد على الإطلاق؛ لكونه عنصر من عناصر المجتمع المصري الذي استطاع أن يقوم بثورة 25 يناير ولا يستطيع الفنان أن يتخلى عن وطنه في مثل هذه الظروف. موضحا أن هجرة أي فنان وتخليه عن وطنه في مثل هذه الظروف عار عليه؛ لأنه يجب أن يتحمل الحلو والمر في نفس الوقت. وأضاف، أن بحث الفنان عن عمل في أي دولة عربية أو أجنبية شيء وارد لكي يعيش الفنان وتستمر نجوميته، موضحا أن مصر تمثل مركز انطلاق وإبداع الفن العربي ودائما هذه الدول تنظر إلى مصر على أنها "مركز الإبداع الفني، بدليل أن أي مهرجان أو عمل عربي لا يتم تنظيمه إلا "ببصمة مصرية" سواء كان في مجالات التمثيل أو الإخراج أو الإنتاج. وأوضح، أن الوضع الحالي يدفعنا إلى أن نتمسك بأرض مصر عما قبل ثورة 25 نياير؛ لأن مصر على المحك السياسي، وعلى أي فنان يفكر في الهجرة أن يفكر أولا في مصر؛ لأن نجوميته تبدأ من أرضها وتاريخه الفني يتم كتابته مع عمالقة النجوم من هذه الأرض. ولفت، أن الوضع الاقتصادي أصاب كل شيء بالتوقف والانتظار للخروج من هذا المأزق الخطير، ومن هنا يلعب الفن دوره بإعادة الأمل للشعب المصري الذي بدأ يفقده في ظل حالة الجدل العقيم الذي يدفعنا إلى طريق مسدود نحتاج فيه إلى حكماء مصر ليخرجوا بنا من هذه الأزمة الخطيرة. أما الفنان أحمد بدير قال "علينا رسالة ولا بد من تحقيقها وهي عودة مصر إلى أحضان أبنائها بعد خطفها، موضحا أن الظروف الحالية تدفع أي فنان للبقاء من أجل الدفاع عن هوية الفن ومصر معا. وأكد أن مصر قامة فنية ومنصة تتويج لأي فنان، وتساءل هل أي فنان يستطيع أن يتخلى عن تاريخه من أجل البحث عن شيء آخر؟. وأضاف، "أننا سوف نكمل الرسالة وهي كشف عيوب الحاكم من أجل تصحيح المسار الذي بدأ يأخذ فكرا جديدا على الشعب المصري وهي "الأخونة" من أجل البقاء في الحكم، وهذا يخرج عن النسق الديمقراطي الذي تم وضعه في الدستور. وطالب بدير جميع الفنانين بالدفاع عن مصر وكشف الحقائق للشعب الذي سلب منه كل شيء حتى أصبحنا نلعب لعبة "العصا والجذرة" من أجل تركيع شعب يدفع حياته من أجل الحرية. وترى الناقدة الكاتبة ماجدة خير الله، أن هجرة النجوم في الوقت الحالي غير واردة تماما لاختلافها عن ما بعد نكسة 67، وفي هذه الفترة توقفت الحياة تماما مما دعا الفنانين إلى الهجرة إلى لبنان وسوريا وتركيا للبحث عن أعمال فنية من أجل استكمال مسيرتهم الفنية، موضحة أنه بعد تحسن الأوضاع نسبيا عاد النشاط الفني من جديد خاصة لما لعبه من دور كبير في دعم الشعب المصري والخروج من روح الهزيمة. وأضافت، أن حالة الارتباك التي نعيشها حاليا موجودة على مستوى جميع المجالات خاصة الفنية؛ لأنها جزء من الحياة العامة التي أصابها الشلل نظرا لسوء الإحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مشيرة إلى أن الجميع في حال ترقب مما تنتج عنه الأحداث والخروج من هذا المنعطف الخطير. وقالت: إن كان سفر الفنان إلى الخارج بحث عن عمل يشارك فيه فهذه ليست هجرة، ولكن الفنان بطبعه يبحث عن نجوميته في كل مكان، لافتة إلى عدد كبير من النجوم شارك في أفلام عالمية للبحث عن الذات الفنية والوصل إلى منصة الشهر العالمية. وأشارت إلى، أن الفن هو مرآة المجتمع المصري ولا نستطيع أن نتخلى عنها لكونها عنصر فاعل في توجيه الشعوب نحو المسار الصحيح لتجسيدها أعمالا من أرض الواقع تتنبأ بما يدور في المستقبل.