الثلاثاء 12 فبراير 2013 06:53 مساءً أحمد محسن أحمد قلما يدرك المرء كل مايدور حوله .. فذهن الإنسان حتى يومنا هذا مازال في عداد الألغاز التي لم يتم فك شفرتها .. لأن العلم عند الله خالق الكون .. والإنسان !!.. أما أن يذهب واحد من البشر ليقول: "لدي ما أقوله في تعريف شخصي ... الخ" .. ليصف ما تولد لديه من معرفة مبنية (حسب زعمه) على (دلائل قطعية) حول قضية شائكة تتطلب قرارات شجاعة لإزاحة الأكمات والعثرات و(المطبات) في طريقها لاستبيان حقيقة ملامحها فإن هذا الجزم الذي يجزم به صاحب القول هو نوع من (الشطح) .. وعلى طريقة.. "حيدوني شطاول"؟! .. فالحديث عن القوة التي تقود خيار الجنوب ووصفها بأنها ليست التتويج النهائي لكفاح البسطاء المظلومين رغم وجودهم الكثيف (حسب ما طالعتنا كتابات البعض) توحي لنا هنا بأننا أمام حكم يصدر عن ذلك النوع من الناس الذين ينظرون من أعلى قمة جبل شاهق إلى أسفل جبل, فيرون الناس وكأنهم أقزام .. ينسى هؤلاء.. أن الناس الذين هم أسفل الجبل (والنظر إليهم يوحي بأنهم أقزام) هم أولئك الأقزام ينظرون إلى من هم في قمة الجبل بأنهم أيضا أقزام؟!.. فما هي القوة التي تقود الجماهير الرافضة للظلم الذي مورس عليها في ظل الوحدة (غير المباركة) وسببت للناس بالجنوب انعدام الصحة وإفقارهم وتشريد أهل الأرض ؟!.. أي قوة غير ملموسة يمكن لنا أن نبحث عنها ونحن نرى جموع الجماهير المليونية لايرى المتشككون شبرا من الأرض ولا حتى طريق (نملة) بين الحشود الكثيفة يوم 13 يناير 2013م وتلاه يوما 27و28 يناير2013م في ساحة الحرية بخور مكسر عدن ؟!.. أذكر أن المعلق على مباراة الفريق الوطني الأول لكرة القدم (الجنوبي) في كأس العرب في مباراته مع الفريق الوطني السعودي لكرة القدم عام 1985م (قبل الوحدة..وفي ظل النظام الديمقراطي الجنوبي) كان يقول المعلق الرياضي.."انه لو رميت إبرة في الحشود الكثيفة من الجماهير الرياضية المؤازرة للفريق الوطني لكره القدم الجنوبي سوف تنزل الإبرة في لحم بشري.. إشارة إلى الأعداد الكبيرة من المغتربين الذين كانوا يؤازرون الفريق الوطني لكرة القدم الذي كان حقيقة مفخرة لبلاده عندما كانت الرياضة وكرة القدم تشرف أهلها ووطنها؟!.. آسف لذكر هذه الحادثة .. وحتى لايعتقد البعض بأننا (ننكي) ما آلت إليه كرة القدم الشمالية هذه الأيام ؟!.. لكن الشيء بالشيء يذكر .. فمثل ذلك كان الزحف العظيم في اليوم التاريخي يوم التصالح والتسامح كان هو الامتداد لحب الجماهير لهويتها وإصرارها على التمسك بحقها رغم كل المحن .. فقد ذكرنا كل من كان يتشكك بمليونية يوم 13يناير 2013م بالغذاء الذي خرج من كل بيت عدني هو نفسه وهي نفسها تلك البيوت والأسر العدنية التي كانت تفتح أبوابها للمناضلين ضد الاستعمار البريطاني.. وهي هي نفسها الإرادة والقوة التي مازالت ضائعة في أذهان البعض ممن يريد نبش الماضي وتجريده من محتواه الراسخ في أذهان أبناء الجنوب) نرى نحن بوضوح أن السلالة التاريخية حتى في السلوك والتصرف هي هي الامتداد والترابط العضوي منذ زمن وحتى يومنا هذا ؟! ما يثير الاستغراب .. أن نقرأ لكاتب متميز لا ننكر تميزه في تلك المرات التي تمثل استقلاليته وحياديته (المؤقتة) لنجد أنه سريعا ما يخلع عن قلمه وربما كل ماعلق في ذهنه عن تلك المواقف النبيلة كرجل صاحب رأي وكلمة موزونة !.. ففي الوقت الذي كان في موضوع سابق يقول إن الحشود العسكرية وإعادة الفيلق العسكري الجنوبي يتم ترتيبه ضد الشمال, نجد أنه في فتره لاتزيد عن 48 ساعة يعود ليقول (إن الإرادة الجنوبية أصبحت كلها مشروعة وقيد الاستخدام من الكلمة إلى البندقية) .. غريب هذا الأمر .. بالأمس كان رئيس الجمهورية الحالي لنظام الوحدة والمحسوب على الجنوب هو الذي يعيد تنظيم وبناء الفيلق العسكري الجنوبي.. واليوم يقول إن الكلمة الجنوبية تحولت إلى البندقية .. ما هذا الكلام .. ألم يسمع صاحبنا بأن الحراك الجنوبي السلمي هو الإرادة الجنوبية .. وهو الذي علم الربيع العربي كيفية النضال بسلمية؟!.. حتى أنهم يقولون (بالمعذرة مقدما لكل من قد يمسهم هذا الكلام) .. إن الإخوة الحوثيين أجبروا (علي عبدالله صالح) للجلوس معهم (ند بند).. أو (رأس برأس) في طاولة الحوار وأمام طرف ثالث وخارج اليمن .. لأن الإخوة في صعدة يعرفون اللغة التي يعرفها جيدا الرئيس السابق / علي عبدالله صالح وهي لغة السلاح .. لكن هو لم يفهم بعد مامعنى النضال السلمي .. وبدون سلاح .. على شان كذا هو لم يجد الطريق المماثل لطريقه مع الإخوة الحوثيين للجلوس والتحاور بمصداقية لإعطاء الجنوب حقه في تقرير مصيره بنفسه ؟!.. ما علينا من زمن (علي) .. لكن ما نخشاه أن يكون هناك من مازال (يستجر) وينخط كما كان (علي) ينخط ويعتبر الجنوب مغنم .. ويستمر (علي) بالقول.. "إن شعب الجنوب (مابلا هوه) شوبة فوضويين.. وخارجين على القانون" !.. أليس هذا هو فعلا الفهم الصحيح لعقلية (علي) بأن مليون جنوبي خارجين عن القانون وفوضويين .. إذا صح هذا.. فإنهم فعلا خارجين عن قانون (علي) المغلوط .. وغير المعقول أن يكون مليون وزيادة ناس يعتنقون مبدأ الفوضى .. إلا إذا لهم حق مشروع لايريد (علي) الاعتراف به.. ونتمنى من الآخرين أن لا يحذوا حذو (علي) الذي مازال في وهمه بأن هناك من يمكن له أن (يصفّر) له العداد من اعتقاد مغلوط عن هؤلاء، وإن الحقائق التاريخية للممارسات المضرة بحياة الناس لن تقبل أن يتم (تصفير) حقبة زمنية كانت معالمها تفوق احتمال البشر لما لحقت بالناس من أضرار؟!.. الشيء الذي لايدخل العقل .. أن الوهم في (تصفير) سياسات الإجرام هي عالقة وراسخة في أذهان عناصر ومعاوني وركائز النظام الإجرامي بحق الناس.. يقولون في الأمثال .."اللاطم ينسى .. لكن الملطوم لاينسى" .. فمن هذا الذي سينسى أنه ظلم .. وأنه حرم من حقوقه .. وأن أسرته ذاقت الأمرين بسبب سياسة (علي) ومعه من أراد بشبعه والتخمة التي يعيشها يقوم يصفر العداد لحكم (علي) ؟!.. سأذكر أولئك الذين حاولوا / وفشلوا في تصفير العداد.. إنني من بدري قلت في واحدة من مقالاتي في الصحيفة التي لم ولن يمحوا سراجها الوهاج (الأيام)... مقال بعنوان ( لمن الجنة) .. وقلت للأخ/ الكحلاني عندما كان محافظا لعدن حينها .. سأستقيم لك ولعلي عبدالله صالح عند باب الجنة .. لن تدخلوها حتى يأخذ حقي منكم رب العالمين وأنتم (تأكلوا) من معاشي الشهري /35000 ريال (خمسه وثلاثين ألف ريال) بسبب طردي من الوظيفة إلى المعاش على ثمانيه وعشرين سنة خدمة.. بحجة أن سبع سنوات (أيام الانجليز) لم أربطها في الخدمة؟!.. وعندما قلت إن خدمتي زادت عن الأجل الأول بسبع سنوات (35 سنة إلى 42 سنة) فخذوا السبع بدل السبع قالوا القانون لايسمح .. قلت .."طيب ليش تعاملوني في السبع السنوات الزيادة كأي موظف وتستقطعوا من راتبي نسب كبقية الموظفين .. قالوا مادخل ميزانية الدوله لايعود"؟!.. هنا وللمره الألف سنظل نذكر من لايريد أن يذكر .. أن قانون التقاعد لايطبق إلا في الجنوب .. أما الشمال فقد عبر عن فهمهم لهذا القانون وكل قوانين الوحدة غير المباركة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر (رحمه الله) عندما قال .. "ماهوه .. أجل أول .. وأجل ثاني.. مابلا أجل واحد يوديني إلى خزيمة !!.. هذا نموذج واحد من الألف نموذج الذي يعكس عدالة الوحدة والمساواة المفقودة في ظلها المخروم ؟!.. والسلام .