بيونغيانغ ( صدى عدن ) متابعات : باغتت كوريا الشمالية العالم، أمس، بتجربة نووية ثالثة أشد قوة من التجربتين السابقتين، إذ بلغت قوة الانفجار الناجم عنها حوالي 5.1 درجات على مقياس ريختر واستخدمت فيها قنبلة مصغرة، في تحد أثار تنديدا دولياواسعاأبرزه مجلس الأمن الدولي في توعّد حاسم بما أسماه «الإجراءات المناسبة» ضد بيونغ يانغ الأمر الذي ردت عليه بيونغيانغ بالتحذير بأعمال «أقوى» اذا تم فرض عقوبات عليها، معتبرة ان «التجربة لم تكن سوى التحرك الاول الذي تم بأكبر قدر من ضبط النفس». وأعلنت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية انه تم إجراء تجربة نووية ثالثة بنجاح، موضحة ان هذه التجربة النووية اتسمت خلافا للتجربتين الماضيتين بقوة تفجير اكبر واستخدمت قنبلة مصغرة أقل وزنا. ووقعت الهزة الناتجة عن التجربة والتي قدرت قوتها بين 4.9 و 5.1 درجات في منطقة كيلجو شمال شرق، حيث موقع بونغيي- ري الذي يستخدمه الشمال في تجاربه النووية. وأوضحت بيونغيانغ ان التجربة جرت في إطار تدابير تهدف الى حماية أمنها القومي وسيادتها من العداء المتواصل من جانب الولاياتالمتحدة «التي انتهكت حق جمهوريتنا في القيام بعمليات سلمية لإطلاق اقمار صناعية»، حسب قولها. وحذرت بيونغيانغ من ان التجربة النووية التي قامت بها «ليست سوى مرحلة اولى» وأنها ستقوم بأعمال «اقوى» إذا تم فرض عقوبات عليها. وذكرت وزارة الدفاع في بيان ان «التجربة الاخيرة لم تكن سوى التحرك الاول الذي قمنا به بأكبر قدر من ضبط النفس». إدانة وتوعّد ولم يتأخر رد المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن والذي دان بشدّة مساء أمس التجربة النووية الكورية، مؤكدا أنّه سيبدأ العمل «فورا» على وضع اجراءات جديدة ضد بيونغ يانغ. وقال البيان الذي حظي بالإجماع، إنّه بسبب فداحة الخطوة التي قامت بها كوريا الشمالية، فإنّ «الدول ال 15 الاعضاء ستبدأ العمل الفوري على وضع الاجراءات المناسبة»، معتبراً التجربة انتهاكاً خطيراً للسلم والأمن الدوليين.وفيما لم يشر البيان بشكل مباشر إلى فرض عقوبات، الا ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها تقدموا بسرعة بطلب لاتخاذ اجراءات جديدة. قلق بالغ من جهته قال السكرتير التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية تيبور توث إنه «شعر بقلق بالغ إزاء هذا التصرف الذي يستحق إدانة عالمية». وأضاف: «يجب أن تتوقف التجارب النووية تماماً». من جهتها، نقلت وكالة «انترفاكس-ايه.في.ان» العسكرية الروسية عن مصدر عسكري قوله ان وزارة الدفاع الروسية قدرت قوة التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية بأكثر من سبعة كيلوطن. وأبلغ المصدر العسكري في وزارة الدفاع الروسية الوكالة ان الخبراء ما يزالون يقيسون قوة الانفجار بالتحديد لكنها أكثر من سبعة كيلوطن. «تسونامي» غضب دولي إزاء التصعيد الشمالي فجّرت التجربة النووية الثالثة التي أجرتها بيونغيانغ غضب المجتمع الدولي محدثة «تسونامي» سياسي في العالم بأسره، إذ جاءت ردود المجتمع الدولي منددة وبعنف مطالبة كوريا الشمالية بتفكيك برنامجها النووي والالتزام بكافة المعاهدات الدولية. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التجربة وقال انها «مؤسفة». وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي في بيان: «يدين الأمين العام الخطوة.. هذا خرق واضح وخطير لقرارات مجلس الأمن». واضاف أنّه «من المؤسف ان بيونغيانغ تحدت الدعوة القوية والصريحة من المجتمع الدولي لعدم القيام بمزيد من الاجراءات الاستفزازية». أما الاتحاد الأوروبي، فتوعد «برد حازم وموحد» من المجموعة الدولية على هذا «التحدي الواضح» لنظام حظر انتشار الاسلحة النووية. وذكرت خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان ان الاتحاد يدين بأشد العبارات الممكنة التجربة النووية الاخيرة والتي تشكل «تحديا واضحا جديدا للنظام العالمي لحظر انتشار الاسلحة وانتهاكا للالتزامات الدولية التي قطعتها بيونغيانغ بعدم انتاج او تجربة اسلحة نووية».. في وقت اعتبر حلف شمال الأطلسي (الناتو): «انتهاكاً فاضحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي»، واصفا الخطوة بأنها «فعل غير مسؤول»، ويشكّل تهديداً خطيراً للسلام والأمن والاستقرار الدولي. في هذه الأجواء، عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أسفها للخطوة. وقال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في بيان: «هذا أمر مؤسف بشدة وانتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن». من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الخطوة تشكل عملاً «شديد الاستفزاز»، لافتاً إلى أن هذه الأنشطة «التهديدية» للشمال تبرر القيام بإجراء سريع وصارم من قبل المجتمع الدولي. وأوضح الرئيس الأميركي أن هذه الاستفزازات «لا تجعل كوريا الشمالية آمنة». في السياق، وبينما أعربت موسكو عن إدانتها للخطوة، معتبرة أنها تشكل تجاهلاً فاضحاً لقرارات مجلس الأمن ومطالب المجتمع الدولي، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده ستدعم تحركا صارما حيال الخطوة، داعيا بيونغيانغ الى الامتثال دون تأخير لالتزاماتها الدولية وتفكيك برنامجها النووي الباليستي بطريقة يمكن التحقق منها ولا يمكن الرجوع فيها. في رد الفعل البريطاني، دان وزير الخارجية وليام هيغ الخطوة، معتبرا أنها تشكل تهديداً للأمن الدولي والإقليمي، كما أن استفزازاتها المتكررة ستؤدي فقط إلى زيادة التوتر الإقليمي وتعوق آفاق السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية. انتقاد إيراني وكان اللافت في المواقف الدولية، الانتقاد الصادر من العاصمة الإيرانية طهران.. إذ انتقدت الخارجية الإيرانية الخطوة، معتبرة انه يجب ان «لا تملك اي دولة» السلاح الذري، لكنها طالبت الحق في استعمال الطاقة النووية سلميا.