GMT 0:00 2013 الخميس 14 فبراير GMT 0:56 2013 الخميس 14 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة ربى كبّارة في الوقت الضائع، ما بين اقتناع ثوار سوريا ونظام الاسد باستحالة حلّ الازمة عسكريا وما بين احتمال تبلور كيفية الحل السياسي في القمة الاميركية - الروسية المرتقبة، يعكف الطرفان على جمع الاوراق لتحسين شروطهما التفاوضية: الاول عبر الصمود والتوسع وتحقيق انتصارات وإن معنوية والثاني عبر السعي للاحتفاظ بسيطرته على العاصمة حيث بات للثوار موطئ قدم وعبر التمسك بوجود وان رمزيا في سائر المحافظات. في هذا الإطار تندرج حرب المطارات التي اطلقها الثوار قبل نحو شهر لتعويض التقاعس الدولي عن مدهم باسلحة نوعية او عن فرض منطقة حظر جوي. وتتركز على تحرير القواعد الجوية العسكرية في المحافظات باعتبارها الاقل تحصينا بما يخفف من مخاطر قصف المقاتلات والمروحيات والذي بات اداة النظام الرئيسية للتحكم بالمناطق التي خرجت عن سيطرته، كما يروي قائد ميداني سوري. ويركز الثوار على المطارات العسكرية خصوصا في شمال البلاد وشرقها اضافة الى سيطرتهم على سدود مائية رئيسية محققين بذلك نجاحات معنوية على الاقل. صحيح انهم لن يستفيدوا من المقاتلات والمروحيات لكنهم يستفيدون من غنائم الذخيرة التي تعوضهم عن نقص المد الخارجي. فمن "مطار تفتناز" في ادلب وهو الاكبر في شمال البلاد الى "مطار منغ" في ريف حلب الى "مطار مرج السلطان" في ريف دمشق الى "مطار الجراح" على طريق الرقة- حلب الى "مطار النيرب" المحاذي لمطار حلب الدولي والذي بات شبه ساقط بعد الهجوم الناجح على الكتيبة 80 المولجة حمايته. وقد سعى النظام، وفق المصدر نفسه، الى الحفاظ على هذه المطارات ليوحي بانه لم يفقد سيطرته على المناطق المحررة. وفي اطار العمل لتحرير المنطقة الشمالية-الشرقية الممتدة من الحدود التركية حتى العراقية تمهيدا لاقامة المنطقة العازلة سيطر الثوار امس على اكبر السدود المائية "سدّ الفرات" في محافظة الرّقة، وهو السدّ الثالث الذي ينجح الثوار في السيطرة عليه بعد "سدّ البعث" و"سدّ تشرين" في المنطقة نفسها. اما معركة دمشق فهي حاسمة وفاصلة للطرفين. فاحتفاظ النظام بها يعني لمؤيديه أملاً ببقائه في السلطة ويحول دون توسّع انشقاقات مناصريه ومن بينهم ابناء طائفته العلوية، فيما خسارته لها تعني تنحيا ورحيلا مؤكدا عن البلاد. لكنه يستشرس عبثا منذ نحو شهرين لاستعادة ضاحية داريا مفتاح الوصول الى دمشق حيث بات للثوار معقل في حي جوبر المؤدي الى ساحة العباسيين في وسط العاصمة. وفي اطار سعيه الى الاحتفاظ بدمشق حوّل النظام "شبيحته" و"لجانه الشعبية" الى ما يسمى "جيش الدفاع الشعبي" في المناطق ليحتفظ بقوته الاساسية في العاصمة معتمدا لذلك على مساعدات عينية ايرانية حيث تؤكد المصادر ان امن رئيس البلاد بات في عهدة فرقة من "حزب الله" وكذلك على خبرات روسية ادت، باعتراف المعارضة نفسها، الى نجاحه بتجييش الاقليات من مسيحية وشيعية، باستثناء الدروز، وتسليحهم للحفاظ على مناطقهم. وتسعى المعارضة الى تجنب الصدام معهم حتى لا تسيء الى صورتها وحتى لا تعزز مقولة النظام بان الثوار "ارهابيون" وهي الذريعة التي يتلطى خلفها الغرب لمنع التسليح. حاليا يعكف كل فريق على جمع اوراق انتصاراته لطرحها في المفاوضات التي بدأت بدبلن وانتقلت الى جنيف تمهيدا لقمة باراك اوباما وفلاديمير بوتين المقررة بعد خمسة ايام حيث من المتوقع ان تبدأ ملامح التسوية بالتبلور عبر التفاهم على تقاسم النفوذ في المنطقة. ومع اقتراب القمة الاميركية - الروسية تنازل النظام عن رفض الحوار مع معارضة الخارج وعن عقد المفاوضات خارج البلاد خصوصا ان انتصارات الثوار فكّكت جبهة الممانعة المزعومة. فمن رفض الاسد اي حوار "مع عصابات تتلقى التعليمات من الخارج" الى اعلان وزير الاعلام عمران الزعبي استعداد بلاده للحوار "دون اي شروط مسبقة" وان "الباب مفتوح واهلاً وسهلاً لأي سوري يريد ان يحاورنا" الى تأكيد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر ان الحوار يمكن ان يجري خارج سوريا.. وقد اتى موقف حيدر رداً على مبادرة رئيس "الائتلاف الوطني السوري" احمد معاذ الخطيب بالدعوة الى حوار مشروط مع ممثلي النظام خارج البلاد، وهي الدعوة التي اثارت بلبلة وانقساما في صفوف المعارضة. وقال حيدر "انا على استعداد للجلوس مع الخطيب في اي مدينة اجنبية يمكنني الوصول اليها لإعداد الحوار الوطني". واتت مبادرة الخطيب بعد ان خفت الحديث عن مهمة المبعوث الدولي- العربي الاخضر الابراهيمي ولتتوج مرحلة الحسم العسكري المستحيل وتفتح الطريق الى طاولة التسوية حيث ستتحدد التنازلات. وهي لاقت ترحيبا روسيا وخصوصا اميركيا لانها تغطي تراجع الولاياتالمتحدة عن دعم الجيش السوري الحر بما ادى الى تقدم فصائل اصولية مستقلة منها "جبهة النصرة" التي دخلت على خط الفوضى في سوريا.