قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن وبشهادة دول الاستكبار العالمي اصبح قوة لا يستهام بها في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يعكس قلق أمريكا من تعاظم قوة الجيش اليمني، ومخاوفها من استمرار فقدانها للنفوذ العسكري على بحار المنطقة وبالتالي على كل ما يجري فيها. وأضاف البروفيسور الترب ان الموقف اليمني المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة عكس مقدرته في مواجهة قوى الشر واستعادة مكانته المرموقة في المنطقة وأثبتت العمليات اليمنية في البحر الاحمر فشل الولاياتالمتحدة في استعادة قوة الردع والعودة للهيمنة على البحر الأحمر بما يمكنها من تحقيق هدف حماية ملاحة العدو الصهيوني. وتاعب البروفيسور الترب لقد عكس الموقف اليمني بذاته مستوى استشعار اليمنيين بمسؤولية أن يكونوا في هذا الموقف كالتزام ديني وإنساني وأخلاقي، فكان هذا الموقف الصادق مترجما للقناعات إلى فعل وتحرُك عملي لنجدة الشعب الفلسطيني واصبح العالم يتابع التحرك اليمني الجاد والصادق في دعم الشعب الفلسطيني، لمحاصرة الكيان الصهيوني وترسيخ معادلة بَحرية جديدة كسرت حاجز الخوف الذي ظل جاثماً على صدر الأمة العربية والإسلامية، وثبّطها عن مواجهة الغرب، وفي مقدمتهم أمريكا، ففرض اليمن حصاراً بحرياً خانقاً على الكيان ومنع تحرك أي سفينة تحمل علم الكيان الإسرائيلي، والسفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية، وكذا السفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية. واكد البروفيسور الترب انه وبالتوازي مع هذه النجاحات الكبير في الاقتدار العسكري لا بد من التحرك نحو السلام وإنقاذ اليمن من تبعات العدوان والحصار وذلك باطلاق مبادرة شجاعة لحوار وطني جامع بد ان اصبح لدى الجميع القناعة بأن المحتل لن يورث سواء المزيد من الدمار والخراب وما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية من فوضى واغتيالات واحتجاجات يُعد نتيجة حتمية لسياسات التحالف السعودي الإماراتي، التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي، وتكريس التبعية، وتنفيذ أجندات استعمارية قذرة ترتبط بالسيطرة على الجزر والموانئ والمصادر السيادية للنفط والثروة وأمام هذا المشهد المتدهور، وما يتعرض له أبناء المحافظاتالمحتلة من إذلال وتجويع وقمع، تبرز الحاجة إلى موقف وطني جامع لا يساوم على الكرامة والسيادة، خاصة بعد انكشاف حقيقة الأطماع السعودية الإماراتية، وسعيهما المحموم للسيطرة على مفاصل الثروة والقرار، سواء بشكل مباشر أو عبر أدوات مرتزقة لا تمثّل سوى مشاريع الارتهان والخيانة. وأضاف البروفيسور الترب انه على اليمنيين معالجة مشاكلهم بأنفسهم ففي الوقت الذي يشهد الريال انهيارا شاملا في عدن تعمل القيادة في صنعاء على معالجة الأوضاع المترتبة على نقل البنك وذلك بالحفاظ على استقرار أسعار الصرف حيث تمضي بخطى واثقة في بناء سياسة نقدية وطنية متزنة، تستند إلى تقدير دقيق للواقع، وتستهدف معالجة الاختلالات دون المساس باستقرار السوق أو إرهاق المواطن، ومع كل خطوة عملية مدروسة، يثبت البنك المركزي قدرته على تحويل التحديات إلى أدوات تحصين، ويؤكد أن الإدارة الوطنية للملف الاقتصادي تمتلك زمام المبادرة، وتنهض بمسؤولية إدارة المعركة المالية بثقة واقتدار.