قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن سجل موقفا عربيا واسلاميا غير مسبوقا في مناصرة مظلومية أبناء فلسطين وكان السباق قولا وعملا حيث وسّعت القوات المسلحة اليمنية نطاق عملياتها البحرية، معلنة خلال يومين عن إغراق سفينتين تابعتين لشركات أجنبية تعاملت مع موانئ الكيان الصهيوني، في خطوة تمثل تحولًا نوعيًا في مسار المعركة المفتوحة دعمًا لغزة. وأضاف البروفيسور الترب للأسف نرى كل يوم المجازر الصهيونية بحق أبناء غزة ولم يتحرك الضمير العربي والإسلامي ولا العالمي لايقافها وكان الموقف اليمني متناسقا مع تصاعد هذه العمليات ويأتي في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، ومع اتساع رقعة الإبادة، تزداد حِدة الموقف اليمني، الذي لا يكتفي بالإدانة أو التصريحات، بل يتقدم بالفعل العسكري المباشر، في مسار واضح لمساندة الفلسطينيين على مختلف الجبهات. وتابع البروفيسور الترب ان الجبهة اليمنية الداعمة لغزة اليوم تشكل إحدى أبرز الجبهات الفاعلة والمؤثرة في مواجهة العدوان الصهيوني، سيما مع تصاعد وحشية الاحتلال بحق المدنيين في غزة، الذين يواجهون ثلاثية الموت: القصف، والجوع، والمرض، في مشهد لا مثيل له في التاريخ المعاصر. وأشار البروفيسور الترب الى ان ما تحقق لليمن من قوة ردع استراتيجية يعد مفخرة للجميع فاليمن مع اتساع مياهها أصبحت قوة لا يستهان بها في المنطقة حيث انتقلت صنعاء إلى مرحلة متقدمة من التصعيد، ودفعت بخط المواجهة إلى عمق البحر وقطعت الشريان البحري المتمثل بخطوط الدعم اللوجستي للعدو، الذي يواصل ارتكاب المجازر اليومية بحق المدنيين في غزة، ويعتمد على الممرات البحرية في تمويل عدوانه وإدامة حصاره. ونوه البروفيسور الترب الى انه بمشهد إغراق السفن وتوسع الضربات البحرية، ترسم صنعاء مسارًا مختلفًا في دعم غزة، قائمًا على الفعل المباشر والتكلفة الميدانية، في وقت تتوارى فيه أنظمة النفط خلف مواقف رمادية، في رسالة عملية واضحة بأن زمن التخلي قد انتهى، وأن القضية الفلسطينية لا تزال تنجب من يدافع عنها بالفعل لا بالكلام، ومن يدفع من ميدانه الخاص كلفة النصرة دون انتظار إذن أو تفويض. وفي الشأن الداخلي أكد البروفيسور الترب على أهمية تفويت الفرصة على دول الاحتلال ومرتزقتها الذين دمروا كل مقدرات اليمن بل وحتى نسيحه الاجتماعي وذلك باطلاق مبادرة سياسية لمؤتمر وطني جامع يشارك فيه كل الوطنيين والشرفاء لوضع اللبنات الأساسية لبناء الدولة اليمنية المنشودة وطرد الغزاة والمحتلين . وأوضح البروفيسور الترب ان الفرصة اليوم مهيأة للحوار وذلك بعد ان ادرك اليمنيون ان مشاكلهم لا يمكن ان تحل من الخارج بل من الداخل وما تعانيه المناطق الجنوبية من صراعات وانعدام للخدمات لاكبر دليل على ان المحتل لا يهمه سوى نهب الثروات .