ارتقى عشرات الفلسطينيين شهداء في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، بينهم 21 على الأقل خلال استهداف طالبي المساعدات الإنسانية في جنوب القطاع. وقد بلغ عدد الشهداء منذ ساعات الفجر 49 فلسطينيًا، بينهم عدد من المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية جنوبي القطاع. وأفادت التقارير بأن أكثر من 20 فلسطينيًا استشهدوا وأصيب آخرون أثناء تجمعهم قرب أحد مراكز توزيع المساعدات جنوب خان يونس. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان لها:"استُشهد 21 مواطنًا، بينهم 15 نتيجة الاختناق بفعل إطلاق الغازات على المتجمّعين، والتدافع الذي تلا ذلك في مركز توزيع المساعدات الأميركية (مصائد الموت)، جنوبي مدينة خان يونس، منذ فجر اليوم". وبيّنت وزارة الصحة أن هذه الحادثة تمثل المرة الأولى التي يُسجَّل فيها شهداء بسبب الاختناق والتدافع الشديد في مراكز توزيع المساعدات. وكانت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان قد أعلنت، أمس الثلاثاء، أنها رصدت استشهاد 875 شخصًا على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية، وذلك عند نقاط توزيع مساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، وكذلك قرب قوافل تابعة لمنظمات إغاثة أخرى، من بينها الأممالمتحدة. وأشارت المفوضية إلى أن معظم الضحايا سقطوا في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، فيما استُشهد 201 آخرون على طرق تمر عبرها قوافل إغاثة أخرى. وبحسب تقارير أممية، فإن مؤسسة غزة الإنسانية تستعين بشركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لإيصال الإمدادات، متجاوزة بذلك إلى حد كبير النظام الذي تقوده الأممالمتحدة. وبدأت المؤسسة توزيع الطرود الغذائية في غزة منذ أواخر مايو/أيار، غير أن الأممالمتحدة وصفت نموذجها بأنه "غير آمن بطبيعته" ويشكّل انتهاكًا لمعايير الحياد في العمل الإنساني. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد أشار في وقت سابق إلى حالات نهب للمساعدات عبر العنف، فيما ذكر برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي أن معظم الشاحنات التي تحمل مساعدات غذائية إلى غزة يعترضها مدنيون جوعى. ميدانيًا، تتواصل الغارات الإسرائيلية على مختلف مناطق قطاع غزة، مخلفة عشرات الشهداء ومئات الجرحى جراء استهداف منازل المدنيين وخيام النازحين. وقد استُشهد 37 فلسطينيًا في جنوب القطاع، بينهم عدد كبير خلال قصف خيام النازحين في منطقتي القرارة والمواصي. وفي وسط القطاع، ارتقى 4 شهداء، بينهم ثلاثة في قصف خيمة بمخيم النصيرات، وشهيد نتيجة استهداف شقة سكنية في مدينة دير البلح.كما استُشهد 8 فلسطينيين في مدينة غزة وشمال القطاع. وتسبّبت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا في تحويل معظم مناطق القطاع إلى أنقاض، وفاقمت الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة.