GMT 0:00 2013 الخميس 14 فبراير GMT 0:50 2013 الخميس 14 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة موفق محادين قبل أشهر وفي هذه الزاوية بالذات دعوت إلى تسويات تاريخية بين الحكم والمعارضة في كل البلدان العربية، وتلقيت ملاحظات وانتقادات متباينة على ذلك إلى أن جاء خطاب زعيم المقاومة التي هزت أركان العدو الصهيوني وتحالفاته الدولية والإقليمية، السيد حسن نصر الله، واستخدم التعبير نفسه (تسويات تاريخية). وفي تذكير الأعزاء القرّاء بالمعطيات التي أوردتها في المقال المذكور، فقد استندت إلى المفكر المغربي الراحل، محمد عابد الجابري، ولا سيما تشخيصه لحالة الدولة العربية القطرية، التي تقوم على ثلاثية: القبيلة - الغنيمة - العقيدة، كما استندت إلى المفكر القومي الماركسي السوري - الراحل، ياسين الحافظ الذي يؤكد أن العرب لم يبلوروا بعد لا دولة حديثة ولا مجتمعات مدنية ولا أيديولوجيات قومية معاصرة، وإننا جميعا في المعارضة والحكم والجمهور- ما قبل الدولة والمجتمع الرأسمالي المدني.. واستنتجت أن الصراع الدائر في جانب منها صراع قبائل وطوائف لتداول الغنائم والحكم بغطاء (عقيدة) لا شروط اجتماعية لها.. وقد استخدمت دراسات لعالم النفس، فرويد، لإضفاء أو تعزيز ذلك وخاصة دراساته حول البطركية والثقافة الريعية الأبوية المرتبطة بها.. ولا أزال أعتقد أن أنثروبولوجيا جديدة متحررة من النزعات الاستعمارية ملائمة أيضا لمعاينة الحالة العربية والربيع المزعوم فيما يخصها. ويترتب على كل ما سبق ما يلي: 1 - إن تحطيم نظام سياسي عربي لا يشترط بالضرورة أن تنهض على أنقاضه سلطة مدنية أو ديمقراطية، فقد تتحطم الدولة برمتها.. 2 - في غياب مجتمع مدني متبلور أو في طريقه إلى التبلور، فإن سقوط الدولة يعيد إنتاج الناس إلى مكوناتهم الطائفية والعشائرية والجهوية ما قبل الرأسمالية.. ومن الصعب للمجتمع المدني أن يقوم ويتشكل في إطار أية دولة قطرية، فالمجتمع المدني مجتمع قومي بالضرورة.. 3 - ملاحظة كل ذلك في الظروف العربية وما يواجهه العرب من تحديات استعمارية وصهيونية ورجعية في مقدمتها إطلاق الفوضى الهدامة وتفكيك الشرق العربي واقتسامه.. 4 - إن دعوة التسوية التاريخية، ليست كارت بلانش لأية سلطة أو معارضة، ولا يمكن أن تحدث إلا بعد تحسين ميزان القوى الداخلي والإقليمي والدولي، والوصول إلى مرحلة يذهب فيها المعارضون إلى طاولة الحوار من موقع القوة والاقتدار وحراك شعبي وطني منظم وبآفاق عروبية تقدمية مقاومة. 5 - من المفهوم أن التسوية التاريخية تسوية عربية - عربية ولا مكان فيها للعدو الصهيوني ومن يدعمه من الإمبرياليين ومن يخدمه من الظلاميين وقوى وثقافة القرون الوسطى...