لماذا فكرت في تأسيس فرقة رقص للصم والبكم؟ لم أسع للفكرة، وجاءت عن طريق الصدفة؛ كنت أعمل خارج مصر بالعزف علي الة "الباركشن"، وهي آلة موسيقية تشبه الماريمبا واسست فرقة"سمارة للفنون الشعبية" في الأردن، وكانت أول فرقة فنون مصرية هناك، وقررت خلال 2005، العودة، وعدم، وكانت والدتي مهتمة بالمعاقين من جيرانها، وكان في المنطقة نحو 3 حالات إعاقة ذهنية، وصم وبكم، ما ترك رواسب بداخلي، وعندما عدت إلى مصر، جاء تعيني في وزارة التربية والتعليم مدرس أنشطة تربويه "مسرح وموسيقي"، واخترت التدريس للصم والبكم، وصادف في بداية التحاقي بالعمل، أنهم كانوا يعرضون مسرحية ب"لغة الاشارة" وفكرت وقتها فى ..لماذا لا يقدمون عروضا يفهما الجميع، وليس فئتهم فقط ،وبالفعل أسست فرقة الصامتين. هل وجدت صعوبة في تدربهم؟ فرقة"الصامتين"لها منهج منفرد، وربنا الهمني، وجعلت العالم الأصم يشعر بالمزيكا، من خلال ابتكار بيتهوفن؛ عندما فقد سمعة، وكاد أن ينهار عالمة، وكاد يتحول الي مهرج، بعد أن اصبح لايستطيع قيادة الاوركسترا بشكل سليم، لعدم سماعه له، وتوصل الي نظرية "الاتصال العظمي" عن طريق وضع جسمة علي البيانو الخشب، ليشعر بالذبذبة، ويستحضر من ذاكرته الموسيقية، ما علق بها، قبل أن يفقد السمع، إضافة إلى استخدامه ذاكرته العظمية، من خلال إحساسه بالبيانو، واتبعت هذا الأسلوب وطورتة ليكون النقر على الكفوف والاكتاف، همزة وصل بين الموسيقى ورقص الصامتين؛ والموضوع بدأ يترسم، من خلال توفير عنصر الانفعال. وماذا عن الاستعانه بعازفين مكفوفين؟ بدأت فى تطوير مسرح الصامتين، من خلال ادخال عازفين مكفوفين للالات الموسيقية، وكنا في البداية نعتمد علي موسيقي "السي دي"، وقررت دمج المعاقتين من خلال لغة التواصل بينهم؛ لأن الراقص لا يستطيع سماع الكفيف، ولا العازف الكفيف يستطيع رؤية الراقص، والحمد لله التجربة نجحت وانجذب اليهم العالم. سافرت بالفرقة إلى عدد من البلاد العربية والأجنبية.. فهل حققت نجاحا ملموسًا؟ من يعرف أن الفرقة من المعاقين ينبهر بها، ويدعونا لتقديم عروضنا، وكان من ضمن هذه الدول الهند؛ فهي دولة علاقتها قوية بالرقص، وكنت مضطربًا ومتوترًا؛ لأن الجمهور يعرف"يعني ايه رقص" وأي فيلم هندي لا يخلومن 6 استعراضات، والحمد لله الجميع انبهر بالفرقة والقاعة كلها صفقت لنا. بالإضافة الي سفري بمفردي، لا حاضر عن تجربيتي في لبنان، من خلال ملتقي المبدعين اللبنانيين، ومركز الأراضي المقدسة فى الأردن. وماذا عن دعوة اسرائيل؟ اسرائيل أسست فرقة مماثلة، عام 67، صوت وضوء ل"ضعاف السمع: "مع راقصين عاديين، واستعانوا بسمعات لضعاف السمع، وكملوا النقص، الذي لديهم، ولم يكن ابداعًا، لكنهم عندما علموا بالفريق، طلبوا عمل "ورشة عمل معنا، لكنني رفضت؛ لأننى ضد التطبيع؛ ولأن شرقيتي"بتنقح عليا"، وعلى المستوي الإنساني، لا استطيع التعامل معهم في المجال الفني؛ لأنهم يرتكبون انتهاكات في بلاد عربية مختلفة. وهل أثر فيك التقدير من اسرائيل، الذي لم تجد من مصر؟ في مصر الحمد لله أجد اهتمام من وسائل الإعلام، إلا أن حلمي ورسالتي محصورين في تجربتي، والفكرة، التي تبنتها ماديًّا وفنيًّا منذ 2005 إلى اليوم، دون راعي، لكني عندما أجد ان التقدير خارج مصر فهذا الأمر يسعدني كثيرًا. فمثلا فرقة "الحلم"الصينية لمتعددي الإعاقة، تجد التقدير، من قبل الحكومة، من خلال رعاية كاملة، وتوفر لها كل الإمكانيات، وتفعل مشاركتها في جميع انحاء العالم. لكنكم تقدمون أعمالكم من خلال مركز طلعت حرب؟ هو عرض شهري واحد فقط، ولابد من دعمنا من قبل وزارة الثقافة بتفعيل المشاركات، من خلال، مكتبة الإسكندرية، ومراكز الإبداع. ما أحلامك للفرقة؟ اتمني أن توضع الفرقة في مكانتها، التي قدرته جميع الدولعدا مصر، فقدة اهتمت بنا فضائية فوجدت "سي ان ان" ووكالة رويترز، وتم إنتاج فيلم وثائقي عن الفرقة، وعدد من الدول العربية تطلبنا لإجراء لقاءات صحفية، إلا أننى لم أر اهتمام بالفرقة في مصر.