قال الدكتور محمد فتوح أستاذ الأدب العربى بكلية دار العلوم، وعضو مجمع اللغة العربية، إن من قاموا بالثورة اختلست منهم هذه الثورة، فالذين يتحدثون الآن باسمها ويقولون شعرا ويتأدبون باسمها وتطفوا ألسنتهم وأسمائهم باسمها، هم فى واقع الأمر من الذين شاركوا فى اختلاس مغانم الثورة، ولذلك تجد أن قامات المثقفين فى البلد غير مستريحة لما آلت إليه الأمور، أنا أعتقد أن هذه الثورة بلا ثقافة. وتابع د فتوح، إذا كان هناك الآن من يقولون بعض أشكال الإفرازات الشعبية من أشعار الزجل أو الأغانى، فهى شعارات الحراك والأزقة، وليست هى أوجه الأدب العربى النقى، وذلك لأن الأدب الحقيقى أحس ثمة حاجز بينهم وبين ما يحدث، ومن ثم امتنع كثير من المثقفين بدافع من التعالى والتعفف عن ما يظن غنائم، أو عدم المشاركة فى ظواهر لا يريد المثقفون الحقيقيون أن ينالهم رزازها لما فيها من العيوب والسلبيات. مضيفا، د. فتوح، أن الثقافة لم تواكب الثورة لأسباب ترجع إلى أن المثقفين لم يكن لهم التمثيل الحقيقى، ولم يكن لهم نصيب يناسب قيمة الثقافة فى البلد من مغانم هذه الثورة، أن صح أن للثورة مغانم، وذلك لأن هذه المغانم ذهبت إلى من كان لا ينبغى أن يستأثر بها وحده. بالإضافة، أن لإعلام أيضا أظهر ما فى تكوين الشخصية المصرية لو قرأنا كتاب شخصية مصر ل "جمال حمدان" تجد الشخصية المصرية متسامحة محبة ودود ليس فيها غل، لكن واقع الأمر وصلنا إلى مرحلة كل أضراس الغل والكراهية ظهرت على السطح، وأسوء ما فى الشخصية المصرية، بدأ يظهر فى الشهور الأخيرة خاصة عدم القدرة على التسامح والمصالحة وعدم القدرة على مد يد العون للآخرين، ناهيك عن التغول والتعدى والأنانية والذاتية وعدم اعتبار الآخر، وأنا ومن بعد الطوفان حتى أصبح شعار لكل النخب، ومن ضمنهم النخبة المثقفة "إن صح أن نطلق عليهم نخبة".