تعودت أن الناس تتعامل مع الخيال بشيء من الاستخفاف وعدم الاحترام. عندنا في العالم العربي بالذات يقرأ الناس أو يشاهدون قصصا وأفلام الخيال العلمي فتروق لهم. لكن لا يتعاملون بجدية إلا مع الأدب العاطفي أو السياسي.. ولهذا فإن قواعد التعامل مع الخيال مختلة فعلاً.. هناك منطق للخيال.. وهذا المنطق صارم ولا يمكن تحطيمه. لابد من وجود دراما.. ولابد لوجود دراما من نقاط ضعف أو نقص في الشخصية.. لكن الناس تنسى هذا المنطق دائمًا.. مثلاً سوبرمان البطل العظيم الخارق الذي لا يتأثر بالرصاص والذي يمكنه أن يخترق الشمس ذاتها. هذا السوبرمان يموت بمادة اسمها الكربتونايت.. يتعرض لإشعاعها فيخضر لونه ويلفظ أنفاسه الأخيرة. لابد من وجود هذه المادة ليوجد خطر وصراع.. في المدرسة الاعدادية قرأت إحدى قصص سوبرمان فوجدت أنه تعرض لمادة الكربتونايت ولم يحدث له شيء. قلت في اشمئزاز إن هذا غير واقعي!.. هذا يفسد كل شيء.. هذا كذب.. هنا تساءل صديقي ساخرًا: يا سلام؟.. أنت لا تقبل عدم موته بالكربتونايت بينما قبلت أنه يطير؟ هذا الغبي لم يفهم فكرة الخيال. عندما تصنع عالم الخيال فعليك أن تصنع له قوانينه وقواعده الفيزيائية. هذا عالم خيالي يطير فيه إنسان كأنه عصفور.. سنقبل هذا. لكن في ذلك العالم يموت هذا السوبرمان بمادة الكربتونايت.. ولو لم يمت لكان هذا خرقاً جسيماً لقوانين الخيال.. ما زلنا في عالم سوبرمان. في فيلم سوبرمان الأول طار سوبرمان وغطس في المحيط واخترق ببصره الجدران.. قبلنا هذا كله، لكن عندما ماتت حبيبته طار بسرعة ليرغم الأرض على الدوران في الاتجاه العكسي!.. هكذا عادت حبيبته للحياة!. عندما رأيت هذه اللقطة صرخت في غيظ: هذا تخريف!. ... المزيد