السبت 16 فبراير 2013 09:25 صباحاً المتمعن في الكلمة التي وجهها الأخ عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية- لأبنائه الشباب بمناسبة المسار التغييري السلمي الذي انتهجته اليمن، ليدرك أنها فعلاً نبعت من قلب المسئول الأول في البلاد، فالرجل قال فيها ما يعبر فيه المواطن البسيط عن ذاته بكل حرية، بعيداً عن نصرة فئة على أخرى، فما حدث في السنتين الماضيتين، لم يكن ليرضي أحداً من المواطنين لو كانت نهايته كما آلت إليه الأحداث في الدول الأخرى. نعم كنا بحاجة إلى تغيير سلمي وفق الأطر الشرعية، وبعيداً عن الفوضى الهدامة التي لا زالت تواصل هدم الدول الشقيقة، فقد كنا بحاجة إلى أن نفعل المبادئ الحقيقية لثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة المجيدة، بعدما ابتعدنا عن روحها السامية، نظراً لتعلقنا بمصالح شخصية طغت على المصلحة الوطنية. لم يكن إطلاقا باستطاعة (الشرعية الثورية) تحقيق أهدافها في التغيير الجذري كما قال الأخ الرئيس: إلا بتضحيات بالغة ودماء غزيرة وحرب طاحنة جنبنا الله إياها جميعا بفضله ورحمته، بالمقابل كما أكد الرئيس: فإن الشرعية الدستورية لم تستطع الصمود أمام إرادة التغيير العارمة نتيجة للتدمير الذاتي الذي عرضت نفسها له طوال السنوات الماضية بسبب طغيان المشاريع الخاصة والصغيرة على المشروع الوطني العظيم فنالها الكثير من التشوهات واهتزت مشروعيتها مما جعل الطرفين يتقبلان فكرة التغيير عبر التوافق تجنبا للمزيد من الدمار. لذلك جاءت المبادرة الخليجية والياتها المزمنة لتتوج حكمة اليمنيين، ولتكون المخرج المشرّف واللائق لكل الأطراف باعتبارها قد رسمت خارطة واضحة لبلوغ التغيير الذي خرج الشباب من أجله –وإن طغى عليه فيما بعد رغبة الأحزاب في انتزاع السلطة- إلا ان النتيجة ان تلك المبادرة جنبت بلادنا ويلات حرب لم تكن للتوقف . ينبغي ان نعترف ان جرأة الشباب في التعبير عن التغيير قابلته القيادة السياسية برغبة مماثلة، وان اختلفت السبل، إلا ان تحكيم القيادة السياسية ممثلة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي فضّل لغة العقل، وهي من ساهمت في ان يصل اليمن إلى تسليم السلطة بطريقة سلمية عبر انتخابات رئاسية مبكرة، أسهمت في حقن دماء اليمنيين.. ان الإنصاف هو من يحتم علينا ان نعطي كل طرف حقه، لأن الفائز الوحيد هو الوطن، وان أراد البعض تحيير ما حصل لصالحه. ما من شك بأن القادم –بحسب قول الأخ الرئيس، وتفاءل كل اليمنيين- سيكون أفضل رغم كل الصعوبات والتعقيدات، شريطة أن تعمل الدولة بإصرار –كما أكد الرئيس- على استيعاب الشباب وإشراكهم في صناعة القرار وتقديم كافة التسهيلات للمشاريع والمؤسسات الشبابية، ورعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى والمضي في إنجاز التغيير الذي قطعنا في طريقه خطوات طيبة بفضل الله تعالى وبفضل الأرواح المتقدة والتضحيات النبيلة. حقيقة لقد كان الوصول إلى ما وصلنا إليه مجرد أُمنية، ولهذا ينبغي علينا ان نواصل المشوار، والمشوار الحقيقي للتغير هو عبر سلوك بوابة الحوار الوطني، فمن خلاله فقط سنصل بحول الله وقوته إلى التغيير المنشود، شريطة ان نتقبل كل الآراء، وألا نحتكر التغيير في جهة بعينها فالكل مساهمون فيه، وهو قادم لا محالة، لأن الجميع قد وصل إلى قناعة تامة بذلك، فالكل قد أدرك ان مشروعه الشخصي قد تحطم إمام مشروع الشعب.