الاثنين 18 فبراير 2013 10:45 صباحاً ((عدن الغد)) إلياذة كتبها / محمد العولقي : .. للكرة اليمنية ملك .. وللملك تاج لا يراه إلا الأصحاء .. تربع على عرشها .. فعبدت طريقه بالنجباء .. أبدا لا يتكور .. لا يجلس القرفصاء .. ولا يعرف لغة الانحناء "أحمد الأحمدي" .. من حارات الشيخ عثمان .. ولدت معه حكمة لقمان .. كان مصدرا من مصادر السعادة .. ومضاد حيوي لشيء اسمه التعاسة .. لم يأبه في بداياته للانحناءات .. والانكسارات .. والإلتواءات شب في حديقة خضراء غصونها دانية .. على ربوة عالية .. كان مدربوه يعلمون .. أنه الملك المنتظر لفرسان الفيحاء .. بسرعة البرق .. انطلق يتلو قصائده الغجرية .. ويبث برامجه على موجات الأثير العصرية .. ويرسل من ناديه "الوحدة" خطاباته النارية .. كنز "مهدي سعيد عاطف" يرى النور .. يمارس تجلياته وسمره الكروي فوق المصلى .. يومها لم تشتك النجوم .. وهو يعددها .. كان في قلبه "أنشودة" يرددها .. أنا الملك .. سلطان الزمان وحكيم المكان .. ولد بدرا منورا .. لم يمر بمنعطفات ومسارات القمر .. بزغ من بين الغمام .. لأسراب الحمام .. كان يصدر هديله .. ولأسراب "السنونو" .. كان ينكمش داخل نفسه ليعود بالربيع كله .. "أحمد الأحمدي" توسع نفوذه .. وبسط مواهبه .. فكان "مكوك" يحلق فوق النجوم .. وقالها جمهوره ومحبوه .. وداعا للأتراح .. وداعا للهموم .. توجوه قائدا ميدانيا "للأخضر" الهمام .. فتلاشت علامات الاستفهام .. "الأحمدي" قائدا للوحدة .. إشهار ليس كباقي الإشهارات .. وإعلان حصري بثته الوكالة "الخضراء" ولم يتأخر رده .. فبدأ يصيغ ملاحمه الكروية على سماء الروضة الخضراء بسيفه وقرطاسه وقلمه .. كتب معلقاته الكروية .. وعلقها على أستار قبة الفيحاء .. بدأ أولى معلقاته في صيف لاهب من عام 1981 على ملعب "الحبيشي" .. كانت المبارزة .. تلال بعتاده وقوته الضاربة .. ووحدة بشبابه وموهبته الخارقة .. اضبطوا الساعة .. "الميقاتي" يشير إلى الدقيقة 18 الكرة تهرب من السمان .. يخطفها "الأحمدي" الفنان .. من الوسط يعزف أجمل الألحان .. يسرق مساحات شاسعة لدفاع تلالي تراجع مده لم يجرؤ أحد ليوقفه عند حده .. وبومضة عبقرية .. وبكبسة زر يراوغ بقايا الدفاع الأحمر .. وبيسراه يسدد كرة ماكرة انفجرت "زغرودة" حلوة رنت في المرمى التلالي .. هذا "الأحمدي" لو لعب .. بركان يتفجر غضب .. هدف "مارادوني" فغر أفواه المشاهدين والمتابعين والمراقبين .. من شاهد "الأحمدي" يصول ويجول طوال مسيرته الرائعة .. يشهد بأنه لم ير لاعبا متكاملا وبارعا وحاذقا وماهرا .. للأحمدي ثلاث عيون .. هذا ما تؤكده بديهيات الفنون .. عين ترصد الشاردة والواردة تغربلها .. وعين تمسح الاحتمالات كرادار يكمن في العيون فتولد الحلول في جزء من الثانية .. وعين ثالثة .. تنفذ المطلوب وتستوعب المفروض .. في أندونيسيا 1988 سلخ جلد الدب الكوري .. وباعه في أسوأ مزاد راوغ .. وراوغ فخشي المدرب الكوري أن يراوغه .. أغمض عينيه برهة عندها أنسل "الأحمدي" يتلوى على العشب مثل أفعى رقطاء وأهدى كرة ملفوفة بورق الحلوى .. وكان على "ماهر حسن" أن يقبل السلوى .. ويحلق للشمشون على موضة "الأحمدي"! وذات مساء دولي .. أربك "الأحمدي" نظام "الكمبيوتر" الياباني بهدف غنت له صاحبة الصوت الدافئ "نجاة الصغيرة" شكل ثاني .. واحتفل "الأحمدي" بهدفه الأسطوري .. وترك اليابان تعاني .. .. للأحمدي مخ .. يقرأ بالقدم .. ينثر إبداعاته من العدم .. متحفه ذكرى لكل عابر سبيل .. لا يسأل عن الرحيل .. ينتصب في وسط الملعب كأشجار النخيل قامة باسقة على أرضية النجيل .. في رمشة عين ينفجر هذا النحيل يوزع عطاياه بالمجان ويطرد البخيل من كهفه تنطلق سهامه .. ومن محرابه يطلق رماحه .. مرة نثر المسرة .. بهدف من خارج المجرة .. من منتصف الملعب .. سدد كرة ثعبانية ملتوية .. سكنت مرمى التلال ..في مباراة مصيرية .. هدف إعجازي .. ماركة مسجلة باسم الملك الذي لم يفقد تاج مملكته .. عشق الكرة فبجلته وتوجته ملكا على رقعتها الجغرافية ومياهه الجوفية .. أخلص لمعشوقته فأهداته ورد نيسان .. وزهر جنانها .. أتلفته إصابة لعينة .. حرمته من فاتنته ملهاة لياليه ركبوا قدمه على مجهر التشريح .. فكانت الآلام تزوره بالتقسيط المريح رفض الوداع .. مفضلا البقاء في الذاكرة كملك لم يتنازل عن ملكه ومملكته .. في المنتخب .. كان "الأحمدي" زهرة قرنفل .. وفرحة في ثوب عيد ترفل .. في الوحدة .. رسم على شبابيك "الشيخ عثمان" بعينيه أهلة .. لجمهور يجله .. ولا يمله .. "الأحمدي" لاعب من فصيلة نادرة .. لأنه جمع بين المحصلة التعليمية والحصاد الرياضي .. بأخلاقه .. تدرج في مناصبه .. بات نجما في عمله .. تماما كما كان لاعبا ناجحا في ميادين الحذق التدريبي .. غادر برصيد "مليونير" في بنك القلوب كان حساسا وأنسانا استثنائيا ..كثيرا ما كان يسقي وردة الحب بدموعه وأشجانه .. لأجل عيون محبيه .. لعب مرة للوحدة ببطن شبه مبقورة .. للتو خرج من غرفة العمليات .. استأصل "الزائدة الدودية" لم يأبه لتحذيرات الأطباء .. كان النداء في داخله أقوى من صحته .. أنه نداء المعشوقة والعشق عند "الأحمدي" معنى وفن .. مهما كلف الثمن .. "الأحمدي" حبة زمرد خضراء في تاج السلالة الوحداوية .. تعملق شابا حتى أن موهبته كانت تأكل جسمه .. كما يأكل المهند غمده .. وصل إلى أعلى درجات "التعقل" فكان "الحكيم" الذي يأمر فيطاع .. لم يكن يتعامل مع زملائه على طريقة "سقط المتاع" كان اجتماعيا وقلبه على "الوحدة" دائما ملتاع .. يساعد الجميع بحب وود بقدر المستطاع .. و"الأحمدي" كمبيوتر بقدمين .. ومن "حاسوبه" تنطلق موجاته وراداراته سرها باتع في "همس" الجفون .. تفرزها أشعة ليزرية تسكن في "العيون" .. كان صنونا للقمر .. في طرفه حور .. تنساب على وجهه كل الصور .. للوحدة أبطاله .. وفلتاته .. لكن "الأحمدي" كان خلاصة الخلاصة .. أبدع لاعبا ..وتعملق قائدا فذا .. وتألق ملكا يحب رعيته .. من الروابي الخضراء أينع رأسه .. وهناك تعلم فنون الكياسة تفوق التلميذ على أساتذته .. فتحول إلى "محاضر" درجة أولى في طريقه للروضة الخضراء .. اجتاز الحواجز والسدود .. وتخطى الحدود أنه "القيدوم" الجديد .. الواثق بمشية الملوك .. بقلب من حديد "الأحمدي" ذو إيقاع سريع .. إياك أن تمنحه ثانية ليرفع رأسه بلمسة ساحرة يتحرر من "قوالبه" ويقك قيود مهاجمه وبكرة مسمومة واحدة يصيب دفاعات الخصوم في مقتل فتصبح منطقة الجزاء في قبضة محتل .. وبدفاع معتل ومختل .. كان يفكر وينفذ في الوقت نفسه .. يمتص أعباء فريقه فيتعطر بحلولها صانع ألعاب فنان .. يستطيع أن يحسم مباراة بنصف تمريرة حتى لو لعب على عكاز ! يقبل ولا يدبر .. يكر ولا يفر .. فارس يغسل الخيبة بأمواج قلبه .. وأبدا ليس من هواة "قفا نبك"! ولد في زمن "الفطاحلة" و"العمالقة" .. لم يرعبه زمنهم .. تسلح بموهبته وغذاها من عبقريته .. فصنع لناديه ومنتخب وطنه مجدا لا توازيه كنوز الذهب .. كان خصومه يتمنون أن تدفنه نوبة زكام ..وأن يتوه وسط الزحام .. أن لا يلعب فهذا "الفهد" في تنهيدة يستطيع أن يشيع خصومه إلى مثواهم الأخير .. كان المدافعون يتلصصون على دقات قلبه .. لأنهم يعلمون أن المباراة عند "الأحمدي" دقائق وثواني .. يستطيع أن يفك حصاره بلمسة .. بهمسة..بفضل عقليته وخلايا "مخه" وسرعة بديهيته وفلسفة لاتينيته .. عن /يمني سبورت