بقلم: صلاح مبارك شعرت بألم بالغ وحسرة وتذمر , وعشت ليلة أمس في غياهب الحزن والتضجر .. أحسست أن شيئاً ما يُنْتَزع منا .. ونفتقد لشيء ما !.. كل يوم نكتشف جديداً ونعيش واقعاً أمر .. ربما أن زيارتي بمعية زملاء أجلاء للزميل الصحافي والاذاعي الكبير سعيد سعد "نكشت" في دواخلي المواجع وأفصحت عن أشياء نخفيها أو نتغافلها – عن قصد ودراية – لكي نعيش يومنا ونلتحف برداء الستر الموهوم.. إحساس غريب سيطر على حواسي ونخر قواي العقلية.. حاولت أن أخفي ما بداخلي من كوامن الحزن والضيق لنشعر "أبو أصلاح" بأن "الدنيا بخير" ,وأن الأمور سوف تصلح إلى الأحسن! ما دام الله معنا!.. لكن حالة سعيد سعد, هي انعكاس لواقع مرير ومرير جداً نعيش فيه منذ سنوات عديدة , كلها اغتراب , وتهميش , وإقصاء , ومحسوبية , وظلم , وقهر , وغياب للمواطنة الحقّة .. أتذكر في هذه الأثناء الوالد عمر السقاف رحمة الله عليه الذي جاء إلى حضرموت في حقبة ما بعد 94م متكئاً على عكازته ليصدر منها صحيفته "الأحقاف" بعد أن أستدار به جحود ونكران "اللئام" الذي أفنى زهرات عمره تفانياً في التعامل وإخلاصاً في التعايش معهم.. دون جدوى!.. كنت أعلم – بقربي منه – أنه يعاني من آلام في مفاصل حوضه – سنوات عديدة – فيسكّنها بأقراص الروماتيزوم, وكنت زبوناً دائماً لدى مخازن الأدوية في المكلا "باكوبن" و"الشريف" و"حضرموت" بحثاً عن هذه الاقراص التي تختفي حيناً لثمنها غير الزهيد , ولم تجد حالة الأستاذ عمر شفقةً ورحمة "اللئام" في حصوله على منحة علاجية يتشافى مما ألمّ به ويخفف من آلامه.. أخاف أن يتكرر هذا المشهد .. مرّ الآن نحو شهر كامل والزميل الصحافي والإذاعي المخضرم سعيد سعد قابعاً في منزله بعد أن داهمه المرض فجأة , ولأنه "حضرمي" انكفأ على نفسه ولم يشعر بأزمته المرضية أحد عدا الفراغ الذي تسببه غيابه عن برنامجه الأسبوعي الرائع "عيادة على الهواء" الذي يبث مباشرة عبر أثير الإذاعة المحلية في المكلا ويحظى بقاعدة واسعة من المتلقين الذين يجدون فيه المعلومة والوصفة الطبية .. لم يكن الزميل الاعلامي والصحافي المخضرم سعيد سعد يوماً " من حملة المباخر" ولا من المتسكعين على أبواب المسؤولين أو المتملقين لهم كان مهنياً بامتياز يؤدّي دوره ورسالته بتفاني وإخلاص وحرفة عالية , هو واحد من أبرز الكفاءات الاعلامية خبرة واقتدار في حضرموت مارس الصحافة والعمل الإذاعي كمهنة أحترم مبادئها وأخلاقياتها , كاتب صحفي متميز , ومحرر أخبار ثم معد ومقدم برامج حوارية "أشهر من نار على علم" في هذا الميدان , وناشر ورئيس تحرير موقع "المكلا الآن" الاخباري.. على حياءٍ شديدٍ قال : نصحني الأطباء بالسفر للعلاج ! .. وابتسم . ظرف سعيد سعد الطارئ لا يحتاج إلى أن يتنطّع أحد الوزراء ويتعب سكرتاريته في دباجة رسالة للاهتمام بصحته , بل إلى فعل عملي يترجم ذلك "الاهتمام"! في حصوله على منحة علاجية شاملة على نفقة الدولة , فالزميل سعيد سعد ليس أقل من مئات القيادات والمشائخ وأولاد الذوات والمؤلفة قلوبهم الذين يسيحون في مختلف "بلاد ربي" – من المال العام- ليس طلباً للعلاج ولا للتعليم بل "للافتهان" والشواهد كثيرة ولا تعد ولا تحصى وليس مثالاً ما رصدته أحدى الصحف قبل أيام عن الرحلات المكوكية لأحد الوزراء " الثوريين" طبعاً !! خلاصة الكلام : حالة سعيد سعد تحتاج تدخلاً عاجلاً ومصداقيةً في التعامل وهي مقياس للمواطنة المتساوية!