144 1) اجمالا: المزيد من القرارات والبيانات الصادرة عن مجلس الامن بشأن اي دولة يعني المزيد من الوصاية الاجنبية واستلاب السيادة، فارجوا ان لايفرح اليمنيون بمثل هكذا قرارات اوبيانات دولية. 2) دعم مجلس الامن للرئيس هادي يثير مخاوف اكثر حول شخص الرئيس هادي وحول منظومة الحكم الجديدة التي يراد لها ان تتشكل في اليمن بعيدا عن قوى الثورة والتغيير وبعيدا عن القوى ذات الثقل الشعبي الحقيقي، وهذا شيء خطير عندما يصبح رأس النظام فاقدا للشرعية الثورية والشعبية ومعتمدا فقط على دعم القوى الاجنبية التي لا تعرف الا مصالحها الاستعمارية! 3) من مجموع فقرات البيان نكتشف ان الدول العظمى قد تجاوزت مجرد الرعاية للتسوية السياسية والحوار الوطني او حتى الوصاية غير المباشرة الى مستوى الوصاية المباشرة والفجة، بما لايعطي اي معنى للحوار الوطني بعد ان باتت مخرجاته معلومة ومددة محددة ومصير اليمن محسوم سلفا وفق مصالح الدول الراعية (عفوا الدول الوصية) ! 4) ورود اسم البيض وصالح في البيان لايعني انهما باتا اوراقا غير صالحة في خدمة مصالح الدول العظمى، بل العكس هو الصحيح، فالاشارة اليهما في البيان انما هو بهدف تعليق اي اسباب محتملة لفشل الحوار القادم بهما وهو ما سيحفظ لتلك الدول التي اصدرت البيان المبرر في اعادة التدخل بشكل اكثر سفورا في اليمن بدعوى معاقبة المعطلين للتسوية وهي حالة متكررة ومماثلة في عدة بلدان. 5) ورود اسم البيض في البيان دون الاشارة الى الحراك الجنوبي هي لغة سياسية واضحة من المجتمع الدولي في مخاطبة قوى الحراك الجنوبي الاخرى ان تعدل من سياساتها واستراتيجياتها بما يتلاءم ومصالح الدول صاحبة البيان وهي حالة مشابهة لاستهداف الشيخ الزنداني دون ذكر حزب الاصلاح او التيار الاسلامي الذي يتزعمه. 6) تاكيد مجلس الامن على مشاركة (ممثلي الجنوب) في الحوار مع تاكيد التزامه بوحدة اليمن يشير الى اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الجنوبية وحلها تحت سقف الوحدة، لكن عدم ذكر البيان لاي تفصيل لشكل الوحدة المقصودة -مع انه بيان غارق في التفصيلات- فيه اشارة الى ان خيارات الفيدرالية والكونفدرالية لاتزال متاحة للحوار. 7) تعبير المجلس عن قلقه ازاء ما اسماه نقل اموال واسلحة الى اليمن دون التصريح باسم ايران يدل على ان الصوت الروسي كان حاضرا بقوة عند صياغة البيان وبالتالي عند صياغة اي قرارات قادمة بما يعني ان القضية اليمنية عموما باتت خاضعة للاستقطابات الدولية والاقليمية وهو ما سيجعل خيارات اخرى غير مايرجوه اليمنيون من الحوار مفتوحة بما في ذلك خيار العنف. - اخيرا: نصيحتي لشباب الثورة الجنوبية ان يعيدوا قراءة المرحلة قراءة جيدة وان يفصلوا بين القضية الجنوبية كقضية شعب عادلة وبين الرموز السياسية -لاسيما التاريخية منها- التي تعددت ولاءاتها للقوى الخارجية على مدار تاريخها السياسي، فلا يربط مصير قضية شعب بمصير افراد او مكونات سياسية حتى لا تتحول القضية الجنوبية الى مادة للاستقطاب الدولي والاقليمي فتفقد القضية جوهرها وشرعيتها وعمقها الشعبي، وذلك ما كنا قد حذرنا منه مرارا ولانزال. -رئيس حركة النهضة