ديار بكر – رويترز أفرجت تركيا اليوم الثلاثاء عن مجموعة من رؤساء البلديات الأكراد السابقين الذين اتهموا بالارتباط بجماعة مسلحة في خطوة صغيرة أخرى ترمي إلى وقف التمرد الكردي، لكن نقل عن زعيم المتمردين السجين قوله إنه لا يمكنه إنهاء العنف بمفرده. وبعد أكثر من ثلاث سنوات في السجن عانق عشرة متهمين أكراد بينهم ستة رؤساء بلديات سابقين أفراد أسرهم لدى خروجهم من السجن فجرا، في ديار بكر كبرى مدن منطقة جنوب شرق تركيا التي تسكنها أغلبية كردية، واستقبلهم رئيس بلدية المدينة. وتزامن الإفراج عنهم مع بدء محادثات سلام بين تركيا وزعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان، بهدف إنهاء صراع بدأ قبل نحو 28 عامًا وقتل خلاله أكثر من 40 ألف شخص. وجاء قرار المحكمة بعد ساعات من زيارة قام بها لأوجلان شقيقه محمد في السجن في جزيرة إمرالي جنوبيإسطنبول حيث يحتجز في عزلة فعلية منذ اعتقاله على أيدي قوات خاصة تركية في 1999. ونقلت وكالة ديكل الكردية للأنباء عن محمد أن شقيقه يهون من قدرته على إنهاء الصراع. ونقل محمد عن شقيقه في تقرير للوكالة قوله: "أنا سجين هنا ... لو قلت سأفعل هذا أو ذاك .. لن يكون هذا صحيحًا وأخلاقيًا" داعيًا إلى السماح له بالاتصال بقادة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقال: "إنهم هم من يديرون الحركة. لا يمكنني إرسال أنباء إليهم عبر الطيور." وتتابع وكالة ديكل قضايا الأكراد عن كثب لكن لم يتسن التحقق من جهة مستقلة من التعليقات المنسوبة لأوجلان. وتقوم عملية السلام على وقف إطلاق النار من جانب المتمردين وانسحاب المقاتلين إلى شمال العراق ونزع سلاحهم في نهاية المطاف مقابل إصلاحات تعزز حقوق الأكراد البالغ عددهم 15 مليون نسمة يشكلون نحو 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 76 مليونا. وتأخر إحراز تقدم لفشل الحكومة وحزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد في الاتفاق بشأن من ينبغي السماح لهم من السياسيين الأكراد بزيارة أوجلان. والمفرج عنهم اليوم الثلاثاء بعد جلسة طويلة استمرت 18 ساعة من بين 175 شخصا اتهموا خلال المحاكمة التي جرت في ديار بكر بالضلوع في أنشطة جماعة سياسية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني. واحتجز الآلاف بشأن صلات بالجماعة السياسية. ولم تذكر المحكمة سببا للافراج عنهم لكن محاميهم نفوا الاتهامات التي وجهت إليهم. وكثيرا ما يستغرق الأمر أسابيع أمام المحاكم التركية لإعلان اسباب قراراتها. ومن بين المفرج عنهم رؤساء سابقون لبلديات مدن سيرناك وهكاري وباتمان في جنوب شرق البلاد. وقال فرات انلي الرئيس السابق لبلدية حي يني شهر في ديار بكر للصحفيين عقب الإفراج عنه "سنمضي يدًا بيد وكتفا بكتف لدعم هذه العملية الآخذة في التطور."