بدأ الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الأربعاء إجراء مشاورات لتعيين رئيس جديد للحكومة بعد استقالة حمادي الجبالي، وذلك فيما أبدت فيه حركة النهضة تمسكها بالجبالي لتشكيل حكومة جديدة. وأعلنت الرئاسة التونسية أن المرزوقي سيلتقي رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي والأمينة العامة لحزب علماني من المعارضة في سياق المشاورات لإيجاد بديل للجبالي الذي قدم استقالته الثلاثاء بعد أن أخفق في تشكيل حكومة كفاءات. ويستقبل الرئيس أيضا مية الجريبي من الحزب الجمهوري التي أعلنت في الأيام الماضية أنها يمكن أن تساند حكومة مصغرة من سياسيين وتكنوقراط مع الإصرار على أن يترأسها الجبالي. التمسك بالجبالي وفي سياق متصل، أعلنت حركة النهضة تمسكها بأمينها العام رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي لتشكيل حكومة جديدة. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن رئيس مجلس الشورى للحركة فتحي العيادي قوله إنه في حال رفض الجبالي هذا التكليف، فإن الحركة ستقدم مرشحين آخرين تم التشاور بشأنهم مسبقا، دون أن يتطرق إلى أسماء أولئك المرشحين المحتملين. وأضاف العيادي أن الحركة مستعدة للتنازل عن حقيبتي الخارجية والعدل لتشكيل حكومة تتمتع بتمثيل حزبي كبير. الاتحاد الأوروبي يشيد بالجبالي وفي سياق ردود الفعل التي أعقبت استقالة الجبالي، عبرت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الأربعاء عن "احترامها الشديد" لقرار الجبالي. وقالت المسؤولة الأوروبية في بيان أصدره مكتبها إنها "تود في هذه المناسبة الإشادة بالعمل الذي أنجزه على رأس الحكومة التونسية وحسه الكبير لمفهوم الدولة". ورحبت آشتون أيضا ب "روح المسؤولية والاعتدال التي أبداها الشعب التونسي" منذ اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد. ألمانيا تدعو إلى الحوار ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن احترامه لرئيس الوزراء التونسي المستقيل حمادي الجبالي ودعا القوى السياسية في البلاد إلى تبني "فكر الحوار" وتجاوز الخلافات التي تقسم تونس في الوقت الراهن، حسب قوله. وتابع الوزير الألماني "أوجه تحية جلية إلى الكثير من الفاعلين السياسيين التونسيين الذين يسهمون بإيجابية في هذه المرحلة الحاسمة في دفع عملية الانتقال الديموقراطي".