طالب أطباء الأطفال أعضاء الجمعية المصرية لرعاية حديثي الولادة والمبتسرين بتطبيق برنامج موسع لتطعيمات إجبارية للأطفال خلال السنوات الأولى من العمر، وذلك خلال المناقشات التي دارت بين أعضاء الجمعية حول أمراض الالتهابات الرئوية غير التقليدية التي تحدث نتيجة ميكروبات مكتشفة حديثاً . ويرى الدكتور ثروت دراز أستاذ طب الأطفال جامعة عين شمس أن هذه النوعية من الالتهابات تمثل نحو 40% من الالتهابات الرئوية للأطفال التي تتسبب في وفاة مليوني طفل سنوياً على مستوى العالم . يشير الدكتور ثروت إلى بحث تم نشره في المجلة العالمية للأمراض المعدية يتضمن كيفية تشخيص هذه الالتهابات عن طريق الفحص الإكلينيكي واستخدام الفحص بالأشعة والتحاليل الطبية للتعرف إلى نوع الميكروب وكيفية علاج هذه الأمراض، والحديث في مجال استخدام الكورتيزون بالاستنشاق ونوع من المضادات الحيوية . ويؤكد الدكتور عاطف دنيا، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الحسين الجامعي، ضرورة إدخال التطعيمات للحماية من أمراض الجهاز التنفسي مثل التطعيم ضد ميكروب الأنفلونزا البكتيرية B في السنة الأولى من العمر وأيضاً التطعيم ضد الميكروب العنقودي المتسبب في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بنسبة عالية خاصة في الأطفال أقل من سنتين، وكذلك التطعيم في سن دخول المدرسة من 6 7 سنوات لما له من أثر إيجابي كبير، حيث أثبتت الإحصاءات أن 27% من حالات الإصابة بالحمى الشوكية سببها الإصابة بالالتهاب العنقودي، وأن أكثر من 35% من حالات الإصابة بالحمى الشوكية تكون بسبب ميكروب الأنفلونزا البكتيرية العنقودية، ومعروف الأثر السلبي للإصابة بالحمى الشوكية من وفيات أو مضاعفات لتأثيرها في السمع والبصر والذكاء والاستسقاء في الدماغ وغيرها من المضاعفات الخطيرة . وعن الأسس العلمية للتغذية الوريدية للأطفال المبتسرين لمواجهة سوء التغذية لهؤلاء الأطفال يوضح الدكتور خالد طمان، أستاذ طب الأطفال، عميد معهد دراسات الطفولة جامعة عين شمس، كيفية الوصول إلى أفضل تركيبة في أنواع التغذية المختلفة بالمعامل الخاصة بتحضير الوجبات بحيث تكون آمنة ومناسبة لمواجهة صعوبة البلع والمشكلات المرتبطة بدورة الجهاز والدورة التنفسية والدم، وذلك بحسب الاحتياجات والظروف الصحية لكل مولود على حدة لتساعد على نموه وزيادة وزنه ووقايته من الأمراض . وفي هذا السياق يحذر خبير بريطاني في أمراض التنفس من أن الأطفال الذين يعيشون قرب الطرق الرئيسة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالالتهابات الرئوية بسبب التلوث الصادر عن عوادم السيارات . وقال البروفيسور جوناثان غريغ، الاستشاري الفخري في مستشفى لندن الملكي، وطبيب أطفال بجامعة لندن إن الأطفال الذين يعيشون على بعد 100 متر على طريق رئيس معرضون للإصابة بالالتهابات الرئوية بنسبة 65% أكثر من غيرهم ممن يعيشون في مناطق أكثر نقاء من الناحية البيئية . وكان البروفيسور غريغ أجرى دراسة عن التأثير الضار للعناصر الملوثة المنتشرة في الهواء على الخلايا الرئوية . وتصيب الالتهابات الرئوية عادة المسنين ولكن تستقبل المستشفيات البريطانية سنوياً نحو 20 ألف طفل ومراهق دون الثامنة عشرة بسبب الإصابة بالالتهابات الرئوية الناتجة عن التلوث البيئي وبعض هذه الأمراض قد يكون قاتلاً . وتشير إحصاءات إلى أنه خلال الفترة ما بين سنة 2004 و2008 تسبب تلوث الهواء بوفاة ما بين 60 و70 مريضاً دون سن العشرين سنوياً، وذلك حسب مكتب الإحصاءات الوطني في بريطانيا . والأطفال الأكثر عرضة للوفاة بسبب تلوث الهواء هم دون السنة من العمر، ومن بين ال 76 الذين توفوا دون العشرين من العمر في عام 2008 كان من بينهم 29 طفلاً لم يبلغوا العام . وتوصل غريغ بعد دراسة أعدها عن التلوث في بريطانيا إلى أن جزيئات الهواء الملوثة تؤثر في الخلايا الرئوية وقد تؤدي إلى أمراض قاتلة . وقال البروفيسور غريغ "إن نتائج هذه الدراسة تؤكد أن تلوث الجسيمات يشكل عاملاً رئيساً في جعل الأطفال أكثر عرضة للالتهابات الرئوية وتبين لنا وجود صلة بين الاثنين" . وكانت دراسة ذكرت مؤخراً أن التلوث الصادر عن عوادم السيارات يسبب تصلب الشرايين ويؤذي الرئتين والقلب، وأن التعرض للدخان المنبعث من إحراق الفحم أو الأخشاب أو التبغ والتدخين، ومن ضمنه التدخين السلبي، يزيد احتمال إصابة الأطفال بالالتهابات الرئوية .