حذرت دراسة جديدة من مخاطر التدخين السلبي على المتزوجات من مدخنين وأطفالهن نتيجة تدخين الرجل في البيت أو داخل مكان العمل ومن اهمها مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية . كما حذرت الدراسة التي أجراها الباحث الفلسطيني خالد عواودة وشملت عينة من النساء العربيات في فلسطينالمحتلة عام 1948 من عوامل خطر إضافية تواجه هذه الفئة من النساء غير المدخنات، منها اختلاف أنماط الحياة، السمنة وقلة الفعاليات الرياضية والتقاليد الاجتماعية التي تحول دون خروج العربيات ضد التدخين في البيوت والأماكن العامة وخضوعهن لعادات ذكورية ما يجعلهن يدخنّ رغم أنوفهن . وشملت الدراسة التي شاركت في إعدادها ممرضات عربيات 146 مرأة في منطقة شمال فلسطين من غير المدخنات ممن تتراوح أعمارهن بين ال 35 وال 70 ورقدن في المستشفى بين 2008 و2011 . وقارنت الدراسة بين نساء أصبن بالنوبة القلبية مع الفئة العمرية النسائية بنفس المنطقة واللواتي لم يتعرضن أبداً لأمراض قلب . وتناولت الدراسة نساء تعرضن لتدخين سلبي في السنوات الخمس الأخيرة لمدة ست ساعات يومياً تمت مقاربة معطياتهن مع عناصر خطر أخرى ومقارنات إحصائية وطبية أخرى . وأوضح الباحث عواودة أن التدخين السلبي، أو القسري أو البيئي، يشكّل عنصر خطر بحد ذاته لأمراض القلب لدى النساء . وتبدي هذه العينة النسوية موقفاً أكثر صرامة ضد التدخين في الأماكن العامة أو داخل البيوت لكنهن يشعرن بالضعف وقلة الحيلة بالتأثير نحو منع التدخين في بيئتهن . واوصت الدراسة الرائدة على مستوى الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام ،1948 والتي تشكل أساسا لأطروحة دكتوراة في العلوم الطبية بضرورة العمل على تقليص الظاهرة الخطرة كجزء من خطة أشمل لمكافحة أمراض القلب لدى العرب . كما أوصت برفع نسبة الوعي لدى الرجال والنساء العرب لمخاطر التدخين القسري وبمنحهم الأدوات والثقة لتغيير تقاليد التدخين في البيت والأماكن العامة . وهذا يعني بالنسبة للمشرفين على الدراسة تمكين النساء العربيات من أجل دفعهن للتمسك بحقوقهن وحقوق أولادهن باستنشاق هواء نظيف، اعتماد خطة لتقليص ظاهرة تدخين الرجال العرب خاصة في المنازل . وبموجب الدراسة فان نسبة المدخنين الرجال تبلغ 8,48% عند الرجال العرب مقابل 2,5% عند النساء . واوضحت الدراسة أن التدخين القسري أو السلبي أو البيئي يعني استنشاق غير المدخنين دخان السجائر نتيجة تواجد مدخنين بجوارهم داخل البيت، السيارة، مكان العمل وغيره . وأكدت الدراسة أن التأثير الصحي الخطر لدى المدخنين السلبيين على القلب والشرايين كبير كما هو الحال لدى المدخنين العاديين . منوهة أن التدخين السلبي يتسبب بسرطان الرئة، الرأس والعنق وأمراض تنفسية لأن المواد السامة تمتص في الأجساد بنفس المقدار في الحالتين . وتنبهت الدراسة إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب لدى غير المدخنين الذين يعيشون مع أزواج مدخنين ترتفع ب 25% مقارنة عن أشخاص يقيمون مع أزواج غير مدخنين . وأكدت أن النساء اللواتي يتعرضن لتدخين سلبي بسبب زوج مدخن يزيد من احتمال موتهن ب 15% وبزيادة 37% بمخاطر الموت جراء أمراض القلب والشرايين . كما نبهت الدراسة إلى أن الدخان الناجم عن السيجارة أو النرجيلة أو من فم المدخن يحتوي على مواد كيماوية مشابهة لتركيبة الدخان الذي يستنشقه المدخن لرئتيه رغم امتزاجه بالهواء الطلق . ويمكن قياس أو فحص التدخين السلبي من خلال فحص كمية النيكوتين في الدم، البول لدى غير المدخنين . يلحق التدخين السلبي أضراراً فادحة بجسم الإنسان لأن معظم جزيئيات الكامنة في الدخان تبقى في الجهاز التنفسي وتدمر طرق التنفس وتمس القلب والشرايين، علماً بأن التدخين القسري يزيد احتمال الإصابة بمرض قلب ب 25% . وتنبه الدراسة لوجود دلائل على وجود علاقات سببية بين التدخين السلبي للأطفال وبين الموت السريري، وأمراض تنفسية والأزمات والحساسيات على أنواعها وحتى التأخر في تحصيل النتائج التعليمية في المدرسة وفي تشوش النوم . كما ترتفع نسبة الولادة المبكرة أو حالات الإجهاض لدى الزوجات، وبنفس الوقت يؤدي التدخين السلبي لزيادة احتمال الأورام السرطانية كسرطان الدم، سرطان الدماغ، سرطان البلعوم، والرئة والأنف والمصران الغليظ والكلى وسرطان عنق الرحم وغيره . واشارت الدراسة إلى ان دخان السيجارة يحتوي على 4 آلاف نوع مواد كيماوية مختلفة من بينها 350 مادة سامة ثبت أن 43 منها تتسبب بالسرطان . كذلك يؤدي ها النوع من التدخين للمساس بجهاز طرد السموم في الجسد ما يزيد من احتمال الإصابة بالخرف والسرطانات وأمراض القلب القاتلة .