تفاعلاً مع مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لعلاج مواطني الدولة من مرضى الثلاسيميا في مستشفى الجامعة على نفقة الحكومة، استعد طاقم مستشفى الجامعة لاستقبال الحالات من خلال القيام بتجهيز غرف الرعاية الصحية وإعدادها بالأجهزة المستلزمة والخاصة لنقل الدم، وتوفير الخدمات الصحية التي تضمن سلامة وراحة المريض أثناء فترة العلاج . توقع الدكتور محمد صبري البرعي أخصائي أول الأطفال وأطفال حديثي الولادة في مستشفى الجامعة بالشارقة في هذا الصدد استقبال نحو 50 حالة من أطفال مواطني الشارقة، وقال انه تم تجهيز مركز خاص للثلاسيميا بجميع الأجهزة العلاجية اللازمة . وأكد أن كل ما يتمتع به المستشفى من تجهيزات فائقة وغرف العناية المركزة للأطفال سوف توضع تحت تصرف هذا المركز الوليد، إضافة إلى الأدوية اللازمة والدم، مشيراً الى انه تم عقد اتفاقية مع مركز الدم لنقل فئة الدم اللازمة للمريض التي ستكون خاضعة للفحوص ومعايير السلامة الصحية . وقال "يتوفر لدينا مجموعة من الأطباء الأكفاء لاستقبال الحالات، أربعة استشاريين وثلاث أخصائيين وأخصائي (أ)، إضافة إلى طاقم كبير من الممرضات الخاضعات لدورات تدريبية خاصة للتعامل مع مرضى الثلاسيميا" . وأشار إلى أنه تم استقبال وفد من جمعية أصدقاء الثلاسيميا، لتعزيز علاقة التعاون بين الجانبين من خلال تحويل الحالات المقرر علاجها إلى مستشفى الجامعة ومتابعتها من قبلنا، بوضع خطة علاجية طويلة الأمد، تعمل على توفير نقل الدم للحالات بشكل يومي، وتوفير أدوية منع تجمع الحديد، التي تؤخذ بالفم . وأوضح الدكتور محمد صبري أن مرض الثلاسيميا هو من الأمراض القديمة التي تنتشر في منطقة الشرق الأوسط، حيث أطلق عليها أنيميا البحر المتوسط، ومراحلها الشديدة تظهر على الأطفال قبل عمر السنة، ويتم علاجها بنقل الدم بشكل منتظم كل حوالي 3 أسابيع حتى لا تحدث تشوهات في الجسم، كما أن المرحلة الخفيفة منها، تكون في حامل المرض الذي ليس لديه أعراض والهيموغلوبين لديه لا يحتاج إلى نقل دم في معظم الأحيان، أما في المرحلة المتوسطة من المرض، فيتم نقل الدم إليها كل شهر أو شهرين أو 6 أشهر حسب الحالة، ولهذا ينصح بإجراء الفحوص ما قبل الزواج، حتى نضمن عدم الإصابة للأبناء، حيث نسبة 25% لاحتمالية حدوث المرض، و50% تكون لحاملي المرض، و25% للسليم، عند زواج اثنين من حاملي المرض لهذا يجب التركيز على إجراء فحوص الزواج . ومن جانبه قال الدكتور صلاح سر الخاتم أخصائي أمراض دم بمستشفى القاسمي ان مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بشأن معالجة مرضى الثلاسيميا على نفقة الحكومة في مستشفى الجامعة، تأتي انطلاقاً من حرص سموه على صحة أبنائه المواطنين، وتوفير الخدمات الصحية اللازمة لهم وفق المعايير العالمية التي تضمن صحتهم . وعرف الدكتور صلاح مرض الثلاسيميا بأنه مرض وراثي ناجم عن خلل جيني، وينتج عن حدوث تكسير في كريات الدم الحمراء، وذلك نتيجة زواج اثنين من حاملي المرض، كما يؤدي إلى تضخم في الطحال والكبد، إذ يضعف وظيفة الجسم في صنع كريات الحمراء مما يؤدي إلى زيادة في امتصاص الحديد، وحدوث إصفرار، ويعتبر علاج الثلاسيميا مكلف جداً إذا يقوم على نقل الدم كل أسبوع أو ثلاث أسابيع حسب الحالة، إضافة إلى الأدوية التي يتناولها . وأضاف: "وتعد عملية العلاج هذه متعبة ومكلفة جداً، حيث تقوم على نقل الدم عن طريق أجهزة خاصة، لزيادة كريات الدم الحمراء التي تعمل بدورها على تنشيط العظام وزيادة مساحتها، وفي حال التأخر في نقل الدم للمريض يتسبب ذلك في تشوه العظام وتغير شكل الجمجمة، إضافة إلى حقن الحديد التي تمنع ترسب الحديد في الدم، وتؤخذ هذه الحقن تحت الجلد كل يوم أو بعد يومين، حيث يؤثر ترسبه في الطحال، ويؤدي إلى زيادة كمية احتياجه للدم، مما يؤدي إلى تضخمه وقد نضطر حينها إلى استئصاله، كما يؤدي ترسبه في الدم إلى السكري، تليف كبدي، تأثر في الغدد وحدوث قصور في النمو" . و أشار الى أن عملية الحقن تحت الجلد أصبحت غير متداولة كثيراً وذلك لظهور دواء جديد يستخدم عوضاً عن الحقن، وهو عبارة عن حبة دواء توضع داخل الفم فعاليتها توازي فعالية الحقن وأكثر، إلا أن كلفته غالية جدا، كما أن مرض الثلاسيميا يؤثر في حالة المريض النفسية، وعلى الوضع المادي لدى أهله، نظراً لكلفة العلاج، لهذا يجب على كل مقبل على الزواج أن يخضع لفحص الزواج، حتى تقل المضاعفات، كما يجب توعية الأهل حول كيفية مراعاة البيئة الاجتماعية والحالة النفسية لمريض الثلاسيميا، والالتزام بالمتابعة الطبية لدى عيادة أو مستشفى، لمنع حدوث مضاعفات .