الاستقلالية المادية للزوجة نعمة تسندها وقت الشدة والأزمات، وتسهم في رفاهية الحياة الأسرية، لكن في بعض الأحيان تشكل هذه الاستقلالية مشكلة كبيرة، تصبح سبب الخلافات المتكررة بين الزوج والزوجة نتيجة غياب الحوار والتفاهم حول ترتيب الأولويات ووضوح الرؤية وتحديد مسؤوليات كل منهما، ووضع الخطط. فهل الاستقلالية المالية للزوجة نعمة أم نقمة؟ وكيف يمكن للسيدة إرجاع دور الرجل رغم امتلاكها دخلا ماديا؟ وكيف يمكنها تعزيز مفهوم القوامة للرجل في شؤون بيته بما فيها النفقة عليها وتوفير كل متطلباتها؟ وكيف يمكنها ترويض سلبيته وعدم مبالاته تجاه بعض احتياجاتها المعنوية؟ وقف العمل وراء انفصال محمد حسن، الموظف بإحدى الشركات، عن زوجته بعد أكثر من 15 سنة، موضحا أن حياته كانت سعيدة قبل حصول زوجته على وظيفة رغم صعوبة العيش. ويقول "كنت في البداية أعارض عملها، لكن تحت إصرارها وافقت، نظرا لحصولها على شهادة عليا، وقبل عملها كنت أقتسم راتبي معها بعد سداد كل احتياجات البيت، وترتيب كل الأولويات، وتوفير البعض منه، لكن بعد عملها شعرت أنها تغيرت بشكل كبير على جميع المستويات، حيث لم تعد تستقبلني بابتسامتها المعهودة". ويضيف "مع الوقت لم أشعر بأهميتي لديها، أصبحت تخرج بمفردها وتشتري كل ما ترغب فيه دون الرجوع إلي، كما أن عملها وراتبها الجديد لم يشكلا أي إضافة بالنسبة لبيتنا، بل كان كل همها أن تسعد أهلها، حيث لم تضع خطة لتوفر بعض المال وتتصرف في الباقي، حاولت أكثر من مرة إثارة الموضوع، ولاحظت مع الوقت أن وظيفتها زادت حياتنا مشاكل واتسعت دائرة الخلافات بيننا، ما جعلني أتخذ قرار الانفصال". تأمين المستقبل يقول سيف عبيد موظف إنه لا يوافق على استقلالية المرأة المادية دون اتفاق واضح، مؤكدا أن الشفافية أمر مهم في الحياة الزوجية. كما يوضح أنه يشعر بفراغ كون زوجته لا تحتاجه ماديا وهذا لا يجعله مهما في حياتها. ويفسر لم يكن الاتفاق قبل الزواج على التفاصيل المادية يسيرا، رغم علمي بأن زوجتي تعمل في إحدى الشركات الكبرى وراتبها أعلى من راتبي، وأنها تشتري ما يحلو لها من ملابس وماركات وسيارات وهواتف وغيرها من احتياجاتها دون الرجوع إلي، ما جعلني أشعر بدونيتي". ويشدد عبيد على ضرورة وضوح الرؤية والتفاهم على خطة مالية لترتيب الأوليات، كشراء بيت والاستثمار في هذه الأموال بما يعود على الطرفين بالنفع، بدل بعثرة الأموال يمينا وشمالا. وإذا كان بعض الرجال يطالبون زوجاتهم العاملات بمناصفة مسؤوليات البيت واقتسامها، فهناك من يرى غير ذلك، ويقر بالقوامة للزوج، ويؤكد أن مصروف البيت مسؤوليته، مشددا أنه لا يرضى أبدا بأن تصرف عليه زوجته، إلى ذلك، يقول أحمد سعيد «سمحت لزوجتي بالعمل، لكن بشروط، حيث كان اتفاقنا واضحا منذ البداية، راتبها ملكها إلا ما أرادت هي إنفاقه على عقار باسمها أو أي مصلحة تؤمن بها حياتها المستقبلية، وذلك وفق الشريعة الإسلامية. كما إنني أرغب في الحفاظ على قوامتي عليها وعلى البيت وعلى الأولاد، وبالتالي يجب أن يكون ذلك تطبيقا وليس كلاما فقط". ... المزيد