2013-02-24T09:40:39.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في بقلم/ يونس هزاع حسان تعددت الحراكات والتحركات في الجنوب وفي الشمال .. لكن حراك فك الارتباط هو الأكثر نشاطاً .. إعلامياً (قناة عدن لايف ) تولد كم هائل من الكراهية والحقد ليس بين أبناء الشمال والجنوب فقط .. ولكن يمتد ذلك الى العلاقات فيما بين الجنوبيين أنفسهم .. خاصة وهم يدركون التشابك في العلاقات الأسرية بين اليمنيين في الاتجاهين .. مهما حاولوا تجاهل التركيبة السكانية فإنهم لن يستطيعوا تفكيك العلاقات القائمة حتى بين حاره (أو حافة ) كما يقولون حتى في مديرية الشيخ عثمان ، حيث قد لا تجد جنوبياً واحداً ليس لديه امتدادات أسريه شمالية ..ومع ذلك لا أستطيع أن أخفي إعجابي بالأناشيد التي تبثها هذه القناة فهي تحرك في الإنسان الرغبة في الانفصال حتى من مكانه .. مقارنة بالقنوات الفضائية اليمنية الأخرى التي لم تتمكن من منافسة قناة عدن لايف في الأناشيد الحماسية التي يفترض أن تلهب مشاعر حماس الوحدة الوطنية .. إذن موضوع فك الارتباط لم يعد سوى مبرر للبحث عن وظائف لبعض الحراكيش المعتكفين خارج الوطن الذين لم يمتلكوا حتى الآن الشجاعة للعودة الى أرض اليمن أو كما يحلو لهم أن يسمونها أرض الجنوب .. يتخبطون حتى في التسميات مرة يسمونها ( الجنوب) ومرة ( الجنوب اليمني) ومرة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. مع أن كل اليمنيين الذي درسوا في الجنوب كانوا يومياً وفي كل صباح في تحية العلم قبل الوحدة يؤدون القسم المعتاد بأن يخدموا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. يعني أن اسم اليمن هو العنوان الذي لا يمكن أن يتخلصوا منه .. وطالما الوحدة قد تحققت بصرف النظر - عما يسمونه حقوق الجنوبيين هل هي حقوق فعلاً أم أنها مجرد مزايدات أو ابتزاز سياسي مبالغ فيه .. أو أنه شعور بالظلم لا يختلف عما يشعر به معظم اليمنيين في كل المناطق بما في ذلك مواطنو ( سنحان ، أرحب ، الوضيع ، شرعب ،السوادية، خبت النويرة .... إلخ من المديريات والمناطق اليمنية)... هناك واقع ، وهناك شعور مبالغ فيه بالظلم ، ولكن الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها أحد هو أن الخلل في شكل النظام السياسي السابق الذي كان قائماً على المبالغة في تركيز الصلاحيات في المركز (شمالاً) مع العجز الكامل عن استيعاب الامتداد الجغرافي لليمن الواسع شماله وجنوبه ، شرقه وغربه .. إذن المطلوب هو توفير صيغة من صيغ الحكم يتوافق عليها جميع اليمنيين بما في ذلك (الحراكيش).. والفرصة الوحيدة للتوصل الى مثل هذه الصيغة في الوقت الحالي هي مؤتمر الحوار الوطني .. انخراط الجميع في هذا المؤتمر على قاعدة التكافؤ ، وتوفر شروط الحوار الذي يتمكن فيه كل فصيل ، وكل حزب ، وكل فئة ، وكل اتجاه ، من تقديم مشروعه دون خوف أو قلق من الطرف الآخر هو الوسيلة الوحيدة للتوصل الى حل يرضي جميع الأطراف ، وفي تصوري أن المتاح اليوم الذي كثيراً ما تتغنى به النخب السياسية والفكرية والثقافية الى درجة العشق هو إقامة دولة اتحادية فيدرالية ، والتخلص تماماً من عقلية الهيمنة ، والاقصاء ، والتهميش المناطقي .. لأن التجربة التي مرت بها اليمن منذ 22 مايو 1990 أثبتت تماماً أن صيغة الدولة البسيطة والتي لم تكتمل أصلاً غير مناسبة لليمن .. ومع تعدد الحراكات ، والحركات بحيث لم تعد تقتصر على الحراك الجنوبي المنقسم على نفسه .... فها نحن اليوم نرى حراك المناطق الوسطى ، حراكاً تهامياً ، وتعزياً ، .. حراك الجرحى ، الفئات المهمشة ، عمال النظافة ، عمال المصافي ، حراك وحراكيش في كل الاتجاهات والقطاعات ... وفي الأخير المشكلة واحدة هي الشعور بالظلم .. دعونا نتجه نحو دولة فيدرالية اتحادية مكونة من عدة أقاليم أو مقاطعات تضمن الحقوق للجميع وبدون (حراكيش) .. [email protected]