نوري المالكي استقطب السلطة والهيمنة على البلد فجعل المؤسسات الأمنية تحت سيطرته ولا يسمح لأحد بمشاركته حتى لو كانت المشاركة جزئية، وبمرور الوقت وضع أكبر مقاولات الدولة تحت سيطرته ووصايته ثم سيطر على الإعلام الرسمي المدفوع من خلاله الميزانية الحكومية، وهيمن على القضاء بحيث أصبح الأمن والمال والإعلام والقضاء تحت سيطرته . يتألم الكاتب السعودي محمد بن حمد البشيت لما يحصل في العراق ، مدوناً في مقال له أن " حلقة المؤامرة على العراق قد اكتملت أرضًا وشعبًا، اذ يعاني البلد الفرقة والشتات بشأنيه الداخلي والخارجي". ويسهب البشيت في وصف ما يعني منه العراق في مقاله في جريدة عكاظ السعودية بالقول " بداخله يكون القتل والتهجير الطائفي على الهوية، ناهيك عن التفجيرات الدامية التي ضحاياها الكثير من الشعب العراقي المبتلين والمنتمين لوطنهم (الأم) بينما قراره ليس عراقيًا وطنيًا حقًا وإنما مرتهن للخارج، فكيف له بالخيار الوطني وهو مكبل بأصفاد الجار الشرقي". ثم يتناول البشيت حديث نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي لصحيفة (عكاظ) ويعده صائبًا لأنه " وضع النقاط على الكثير من الأمور بشأن العراق والحكومة المالكية الموالية لحكام طهران " بحسب البشيت. وينقل البشيت ما قاله الهاشمي من أن " نوري المالكي استقطب السلطة والهيمنة على البلد فجعل المؤسسات الأمنية تحت سيطرته ولا يسمح لأحد بمشاركته حتى لو كانت المشاركة جزئية، وبمرور الوقت وضع أكبر مقاولات الدولة تحت سيطرته ووصايته ثم سيطر على الإعلام الرسمي المدفوع من خلاله الميزانية الحكومية، وهيمن على القضاء بحيث أصبح الأمن والمال والإعلام والقضاء تحت سيطرته، وهذه ليست دولة المؤسسات التي روج لها الأميركيون عام 2003م وليس هو الحكم الذي حلم به أبناء العراق، العراق الآن دولة استبدادية لا تختلف عن الحكم السابق، فالملفات كلها بيد حزب وشخص وطائفة واحدة.. فأميركا وإيران تقدمان دعمًا غير مسبوق لنوري المالكي" . لكن البشيت على الرغم مما ذكره ، مازال متفائلاً بمستقبل العراق حيث يقول " لا بد أن تشرق شمس العراق مجددًا ويغتسل بنهري دجلة والفرات عن أدران ماضيه وحاضره، ليبقى عراق النبلاء لا عراق الدخلاء. وستعود أرض الرافدين صحيحة معافاة، إنها أرض السواد كما وصفها الروائي عبدالرحمن منيف في رائعته (أرض السواد) والمعنى بكثرة نخيلها وبساتينها وحضارتها تراثًا وميراثًا، قبل أن تسعى أميركا وطهران في خرابه سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وهلاك الحرث والنسل". ويزيد البشيت في القول " أضحى العراق يستورد كل المنتجات الزراعية والسلع الضرورية وهو الغني بثروته النفطية. وثروته البشرية بمجمل ألوانها وأطيافها العلمية والثقافية التي تم تدميرها، وعزله عن محيطه العربي، وتركه مثخن الجراح صعبًا على العربي في الغدو والرواح" . وكان الهاشمي دعا في حوار له مع صحيفة عكاظ السعودية الدول العربية إلى "إنقاذ العراق من الهيمنة الإيرانية وكف يدها فورًا عن منطقتنا، مؤكدا أن العرب السنة الذين يشكلون المكون الأكبر في تعداد السكان يعانون التهميش والظلم والجور بسبب تزايد النفوذ الإيراني، وحرص حكومة نوري المالكي على تنفيذ أجندة إيران في البلاد". وكشف الهاشمي ل(عكاظ) ايضًا عن أن "المالكي أرسل فرقًا سرية لتتبع خطواته بهدف اغتياله". وأوضح أن" أجواء العراق وبرها أصبحت جسراً لنقل العتاد والبشر والتقنيات الإيرانية إلى سوريا بهدف سحق الثورة هناك، والإبقاء على حكم بشار الأسد، لكنه جزم أن حكم بشار إلى زوال، وأن الثورة ستنتقل مباشرة إلى العراق لتتم الإطاحة بحكومة نوري المالكي. وبالتالي سقوط النفوذ الإيراني في العراق" .