فاحت رائحة لقاح النخيل وغلافه المعروف ب«الطلع»، وباتت رائحتهما النفاذة تعطر الأجواء وتشد كل عابر بين مزارع الدولة خلال الأيام القليلة الماضية، كما يلاحظ المتجول بين تلك النخيل «وارفة الظلال»، هذه الأيام حركة المزارعين بين النخيل، حاملين على أكتافهم طلع الفحّال «نبات التلقيح»، وقد ارتسمت على محياهم البسمة التي تعكس سعادتهم ببدء موسم جديد من الجهد والعرق، على أمل أن يتكلل بجني الثمار، التي تشكل بالنسبة للكثير من المزارعين مصدراً مهماً للدخل. في مثل هذا الوقت تشهد الأسواق حركة نشطة لبيع وشراء «النبات»، نظرا لبدء موسم تنبيت النخيل، وتتم تلك العملية عن طريقة مناداة الباعة للزبائن في الأسواق وعلى الطرقات والشوارع مثل سوق مسافي ودبا الفجيرة والبدية وسوق الجمعة، حيث يقبل أصحاب المزارع على شراء النبات الذي يؤخذ من نخلة الفحل وهي التي تحمل حبوب اللقاح الذكر، وتعد هذه الفترة، الموسم الفعلي للتنبيت، إذ بدأ طلع الثمار بالظهور في عدد كبير من أشجار النخيل كالنغال، والخلاص وغيرهما من الأنواع التي تثمر بصورة مبكرة، فنلاحظ إقبال أصحاب المزارع على شراء «النبات» ليقوموا بتنبيت نخيلهم، حيث لا يمكن تركها بدون تنبيت. النبات الطازج عن ذلك يشرح المزارع سالمين خميس حمدان بقوله: يعتمد نجاح عملية تلقيح النخلة على اختيار النبات الطازج ذي الرائحة الطيبة والعذق الطري، حيث تبدأ عملية التنبيت أولاً بتنظيف النخلة الأم وإزالة ما يعلق فيها من أشواك وسعف يابس، وذلك لتهيئتها لعملية تنبيت جيدة، ويستدل المزارع على ذلك عن طريق انشقاق أو انفتاح عذوق النخلة الأم أي أنها بحاجة إلى تلقيح يجعلهم يسارعون إلى تنبيت النخلة، فكلما تأخرت العملية قلت فرصة الإخصاب. ويستطرد سالمين: يعتبر موسم تلقيح النخيل من المواسم التي تجذب سكان المناطق الداخلية في الفجيرة، لاسيما تلك المشهورة بزراعة النخيل، حيث يسارع الجميع، بعد أن تغير الجو في الآونة الأخيرة نحو الحرارة النسبية إلى تنظيم عملية تلقيح النخيل، قبل اشتداد الحر وفساد عملية التلقيح، أو كما تسمى محلياً «تنبيت النخيل»، وهي التي تتم بزرع طلع النخيل الصغيرة في النخلة الأم الكبيرة، وينتظر لها حتى تخصب وتينع بثمار البلح والرطب الوفير بأنواعه. وأضاف: تتم عملية التنبيت في الربيع عند اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه فيقوم المزارع بتقسيم الفحل وهو الشماريخ الداخلية، التي تحمل حبوب اللقاح إلى أجزاء صغيرة فتفصل على شكل أعواد منفردة مليئة بالحبيبات التي تحوي بودرة اللقاح البيضاء ويصعد الملقح إلى أعلى النخلة لوضع عدد من الشماريخ ما بين «3 - 5» شماريخ في وسط عذوق النخلة الأم، على أن تكون الشماريخ مقلوبة حتى تتناثر حبوب اللقاح على الأزهار المؤنثة، وبعدها يتم ربطها بشكل خفيف بواسطة قماش مثل الشاش يسمح بمرور الهواء بداخلها، لحمايتها من الرطوبة ولإنجاح عملية التلقيح كانت عملية ربط الشماريخ في السابق تتم بواسطة الليف أو الخوص فقط لتثبيتها ومنع تساقطها وبعد ذلك تبدأ عملية التلقيح ويتضاعف حجم العذق ويمتلئ بحبات الرطب. ... المزيد