رغم أن عمل المرأة الإماراتية جنبا إلى جنب مع الرجل في مختلف الميادين المهنية لم يكن مقبولا في القدم، إلا أن ذلك لم يثن الدكتورة هند القمزي من إيجاد فرص عمل بعد تخرجها من قسم الهندسة الكهربائية في جامعة الإمارات تحقق من خلالها حلمها، وتثبت ذاتها وتسهم في خدمة مجتمعها، خصوصا أنها كانت من الطالبات الأوائل اللواتي يحصدن أعلى الدرجات العلمية، حيث استطاعت الوصول إلى منصب أستاذ مساعد في قسم الهندسة الكهربائية، تخصص شبكات الاتصال، ورئيس وحدة التدريب العملي ومشاريع التخرج في جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين، ذلك القسم الذي يهتم بمراقبة إنجاز مشاريع التخرج، ويدير التدريب العملي للطلبة، ويضمن وجود برنامج تدريبي مناسب في المؤسسة التي يتدربون فيها، بالإضافة إلى تعريف المؤسسات بالخريجين والمساعدة في توظيفهم. غدير عبد المجيد (العين) - رغم تفوقها الأكاديمي الواضح إلا أن هند القمزي لم تتمكن من العثور على وظيفة بسهولة لعدم اقتناع الشركات والمؤسسات حينها بعمل المرأة كمهندسة، فعملت في وزارة التربية والتعليم، ومن ثم انتقلت للعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي، وتنقلت على مدار 6 سنوات بين عدة وظائف حتى وصلت إلى منصب أستاذ مساعد في قسم الهندسة الكهربائية، تخصص شبكات الاتصال، ورئيس وحدة التدريب العملي ومشاريع التخرج في جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين. وتؤكد القمزي أن وحدة التدريب العملي ومشاريع التخرج تراقب إنجاز مشاريع التخرج ومدى جودتها، وفي إدارة عملية التدريب العملي للطلبة، وضمان وجود برنامج تدريبي مناسب في المؤسسة التي يتدربون فيها ليخرج بخبرة جديدة لم يأخذها من الدراسة الأكاديمية في الجامعة، بالإضافة إلى تعريف المؤسسات بهؤلاء الطلبة الخريجين والمساعدة في توظيفهم فيها بعد تدريبهم وتأهيلهم فيها. بداية المشوار حول انتقالها للعمل في جامعة الإمارات، تقول القمزي «عملي في هيئة كهرباء ومياه دبي حببني بنظام شبكات الكمبيوتر وربط المعلومات ببعضها البعض في مدن وأماكن مختلفة، فقررت وتزامنا مع إعلان نشر في إحدى الصحف وقتها تطلب فيه جامعة الإمارات معيدين لتدريس تخصص شبكات الاتصال، على أن تقوم بابتعاث الراغبين لإكمال دراساتهم العليا في هذا التخصص خارج الدولة ومن ثم يعودوا للتدريس فيها، فتحمست للفكرة وتقدمت بطلب وتم قبولي وسافرت إلى الولاياتالمتحدة، ودرست الماجستير في جامعة ولاية كولورادو في تخصص شبكات الكمبيوتر وأنهيته بدرجة امتياز، ثم أكملت الدكتوراه في جامعة ليهاي بولاية بنسلفانيا وتخصصت فيها بشكل أكثر عمقا وشمولية بجميع شبكات الاتصال سواء بالكمبيوتر أو بالأجهزة اللاسلكية الحساسة». وعادت الدكتورة القمزي إلى جامعة الإمارات العربية المتحدة بعد أن أنهت دراستها في عام 2007 لتشق طريقها المهني الجديد، حيث عينت أستاذا مساعدا في قسم الهندسة الكهربائية تخصص شبكات الاتصال اللاسلكية، وكانت ولا تزال الدكتورة الإماراتية الوحيدة في هذا القسم، وعن عملها في التدريس، تقول «بداية التدريس كانت صعبة جدا فأول قاعة دخلت عليها كانت لطلبة ذكور، ولم أستطع في طليعة الأمر أن أسيطر عليهم كما ينبغي، لعدم جدية بعضهم في الدراسة وعبثهم بالأجهزة النقالة ونحو ذلك، وشيئا فشيئا تكيفت مع الوضع وأصبحت سيدة الموقف بل وعرفت بالممارسة والخبرة كيف أمسك بزمام الأمور وأتعامل مع هؤلاء الطلبة والطالبات بشكل أمزج فيه اللين مع الحزم وأدفعهم إلى الاستماع إلي وحضور محاضراتي بحب وشغف، بأسلوبي ومهاراتي ورغبتي في أن أعطي وأفيد». المهام التدريسية ... المزيد