مواضيع ذات صلة توصل الأطباء الى عملية متطورة لعلاج الفتق في الأمعاء تعتمد على شبكة تضمن عدم تعرض المريض الى فتق جديد مستقبلا. يعد الفتق من الأمراض الطبيعية لكن إهمالها يشكل خطرا على الحياة هي الاصابة بالفتق، وهو ثقب في عضلات البطن يخرج منه كيس في داخله اجزاء من الاحشاء. ويكون الفتق إما في الجانب الأيمن او الأيسر او في كلا الجانبين من أسفل البطن. وحسب التفسير الطبي فان الاصابة بالفتق تكون نتيجة ضعف في الانسجة التي تلف أسفل البطن وفي أعلى الفخذين، وعند حمل اي شيء ثقيل جدا تتمزق الأنسجة محدثة فتحة يمكن ان تبرز من خلالها أنسجة دهنية ويزداد الوضع خطورة عندما ينزلق عبرها جزء من الاحشاء عندها تسمى الحالة اختناق في الفتق. ويصاب الرجال عادة بالفتق بسبب الحمل الثقيل او تضخم حميد لغدة البروستاتا او لأسباب جينية، والكثير من الاصابات تكون في سن الطفولة لكنها تزيد مع تقدم العمر، وتصاب النساء أيضا بالفتق لكن النسبة قليلة جدا. أما آلام الفتق فهي ليست كبيرة إلا إنها ملفتة وتزداد عند السعال او الضغط عند الاصابة بالامساك او حمل أغراض ثقيلة، ويمكن للمصاب تحسس الفتق باليد حتى ولو كان متمددا لكن ذلك يعني ان الفتق في مرحلة متقدمة ويجب الاسراع باجراء عملية جراحية. وبعد ان ثبت ان خياطة الفتحة التي احدثها الفتق لا تعطي النتائج المرجوة لان الفتق يعود ثانية، تستعين حاليا معظم المستشفيات في الولاياتالمتحدة الاميركية وفي عدد من بلدان أميركا اللاتينية بشبكة تم تطويرها عبر السنين وأصبحت تضمن عدم عودة الفتق وتزرع عبر عملية بسيطة . ففي المستشفى الحكومي في سان خوسيه بكوستاريكا يستعين الجراحين بالقليل من المباضع الجراحية ويعتمدون على المنظار حسب تقنية "تي اي بي بي". فالجراح يحدث فتحة طولها سنتمترا واحدا في مكان الفتق ويوسعها من الداخل عبر نفخه اوكسجين من اجل توفير رؤية واضحة للمكان المصاب. وعن طريق أنبوب دقيق يدخل عبر الصفاق الى جوف البطن شبكة بطول 15 سنتمرا وعرض 10 سنتمترات. ولقد تطورت صناعة هذه الشبكة من أجل تفادي رفض الجسم لها أو حدوث التهابات وتصنع حاليا من مادة بوليبروكيلين- مونوكريل Polypropylen-Monocryl من خصائصها ايضا انها تتمدد كما الانسجة في البطن وتدافع عن الجسم ضد أي التهابات. وبعد مد الشبكة التي تكون خفيفة الوزن فوق الفتق تثبت بأنسجة البطن بواسطة ملاقط من معدن خاص او من ألياف طبيعية، وفي النهاية يخيط الجراح الفتحة التي أحدثها في طبقات البطن. وبعد 120 يوما يمتص الجسم مادة المونوكريل، وما تبقى ويكون على حجم الفتق يصبح جزءا لا يتجزأ من أنسجة البطن. ومن ميزات هذه التقنية الجراحية ان المريض يحتاج فقط الى ثلاثة أسابيع لممارسة حياته بشكل طبيعي وليس مضطرا للبقاء في المستشفى إلا يومين، و بامكانه بعد ساعات قليلة الاكل والشرب والمشي. عدا عن ذلك فان العملية الجراحية لا تترك ندب في البطن والجرح غير معرض للالتهابات وخلال العملية لا تحدث تجمعات دموية. إضافة الى ذلك يمكن للجراح مشاهدة داخل البطن واكتشاف اي مرض قد يكون في بدايته. ورغم ايجابيات الشبكة لكن الأطباء لا ينصحون باستخدامها لمن دون ال 18 لان الجسم يكون في طور النمو والشبكة لا يمكن ان تنمو معه، وهذا ينطبق ايضا على اللواتي يردن إنجاب الأطفال، اضافة الى مرضى القلب لآنهم قد يخضعون لجراحة القلب المفتوح.