بعيداً عن الحرب الأهلية اللبنانية، وقريباً من حياة العائلة ومعاناتها، وطريقة قضاء يومها في لبنان تحديداً، يأتي الفيلم اللبناني «كاش فلو» للمخرج سامي كوجان، وتعني بالعربية «السيولة»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية ليقول للمشاهد ثمة حياة كاملة بعد الحرب. وعلى الرغم من نجاح الفيلم على الصعيد المحلي اللبناني، الا أن محصلة شباك التذاكر في السينما المحلية الإماراتية كانت تشير إلى عكس ذلك، وعزا البعض ذلك الى ان الكوميديا في الفيلم لا يفهمها غير اللبنانيين، اضافة الى أن عائق «اللهجة» وقف حائلاً دون فهم الكثير من العبارات، والبعض الآخر قال انه فيلم جيد لكن السيناريو فيه كان ضعيفاً، مشيرين الى أن الاهتمام الزائد ببطل الفيلم كارلوس عازار لا تبرير له في ظل وجود نخبة من الفنانين اللبنانيين. وتدور أحداث الفيلم الذي يوصف بالكوميدي البوليسي حول شاب يعمل في شركة، ويتقاضى راتباً لا يكفي طريقة حياته القائمة على التباهي والمظاهر، وعلاقته مع جدته التي يستغلها عاطفياً، ويمر بظروف تجعله مديناً بمبلغ كبير من المال، الذي يتزامن مع وقوعه في حب فتاة غنية، الى أن تحدث معه مصادفة تقلب حياته رأساً على عقب وسط تفاصيل مملوءة بالمغامرة والمشاهد الخفيفة الخالية تماما من أي ايحاءات لها علاقة بإثارة الغرائز وهو ما أحبه الجمهور ايضاً، حيث منح الفيلم علامة راوحت بين صفر وست درجات. ويشارك عازار البطولة كل من نادين نسيب نجيم، طوني أبوجودة، جويل داغر، هشام حداد، شادي مارون، تيتا لطيفة وغيرهم. حول الفيلم يُعد الفيلم أول تجربة سينمائية لشركة «داي تو بيكتشر» بكلفة انتاجية وصلت إلى مليون دولار. -- استغرقت مدة التصوير 40 يوماً، وجرى كاملاً في لبنان، منذ سنة تقريباً. -- بعد أسبوعين من عرضه في الصالات اللبنانية، استطاع الفيلم أن يتجاوز عتبة ال 25 ألف مشاهد، وهو رقم جيد في مقياس جمهور السينما، الذي غالباً لا يتجاوب مع الفيلم اللبناني. كليك تعرّض الفيلم لانتقادات كثيرة على مستوى الإعلانات التي تظهر فيه بصورة واضحة وكبيرة، وتشمل أحد المصارف وعدداً من المتاجر التي يظهر اسمها على نحو واضح، فبرر المخرج ذلك بقوله إن التصوير أجبره أحياناً على الاستعانة بمصرف ومتجر. وهو لن يستطيع أن يجهز كل ذلك من خلال استديو أو ديكور خاص! ولم يسلم الفيلم أيضاً من انتقاد عنوانه الذي يتجانس تجانساً تاماً مع راعيه الأساسي -أحد المصارف- وقد تم تبرير ذلك بأن الأمر لم يكن متعمداً، بل هو مسايرة لموضوع الفيلم الذي تطلب عنواناً له علاقة مباشرة بالمال والعملة. فيلم محلي الشخصية الرئيسة في الفيلم «مازن»، هذا الشاب الذي لا يريد الاقتناع براتبه، خصوصاً أنه يحب فتاة غنية يريد الظهور أمامها بأفضل شكل حتى لو كان الثمن وقوعه ضحية ديون كبيرة. تقول يانا طنوس، 30 عاماً، لم استغرب خلو القاعة من المشاهدين، مع أن عائلتي في لبنان قالت لي إن الفيلم رائع جداً، معللة ذلك بأن هذا النوع من الكوميديا جديد على جمهور الخليج، مؤكدة «الفيلم جيد لكنه ليس رائعاً»، مانحة اياه ست درجات. في المقابل، قال ابراهيم داوودية، 38 عاماً، «الفيلم جميل لكني لا اعرف السبب وراء ابراز كارلوس عازار الى هذا الحد، فأنا شخصياً لا ارى فيه موهبة فذة»، مؤكداً «الدعاية كانت اقوى من الفيلم الذي امنحه أربع درجات لا أكثر». بدوره أكد علي الياسي، 27 عاماً، «لم افهم شيئاً من الفيلم، والكوميديا فيه مبكية وليست مضحكة، هو فيلم لبناني لا يصلح أن يعرض الا في لبنان أو بلاد الشام»، مانحاً اياه علامة صفر. ووافقته الرأي منيرة محمد، 30 عاماً، التي قالت «لم أفهم شيئاً من الفيلم، ولم اضحك، بل شعرت بالملل والمبالغة في اقحام القصص في الفيلم، هو فيلم محلي لبناني لا يتناسب مع الجنسيات العربية الأخرى خصوصاً المصرية والخليجية والمغاربية»، مانحة اياه ثلاث درجات. مصادفة تمر الأحداث التي تظهر حيرة «مازن» وتخبطه، الى أن تجره المصادفة البحتة لانقاذ رجل من محاولة اغتيال، فيجازيه الرجل ببطاقة ائتمانية يتمكن بموجبها من سحب ما قيمته 1000 دولار يومياً، في الوقت ذاته يعلم اقرباء الرجل وصديق مازن بقصة البطاقة، ويبدأ كثيرون الاحتيال للحصول على البطاقة، ومع كل هذا يظهر منافس ل«مازن» على قلب «اليسا» وهو الغني ابا عن جد والقريب من قلب والدتها. ربا الطباع، 27 عاماً، قالت «الفيلم ممل ببساطة، وليس فيه شيء يذكر سوى خلوه من مشاهد جريئة كانت سمة عامة في العمل الفني اللبناني، وهذا الشيء وضعه في مرتبة جيدة»، مانحة اياه أربع درجات. ويرى مهند علي، 40 عاماً، أن «أهمية الفيلم تكمن في القصة البعيدة كل البعد عن الحرب الأهلية والطائفية، فالفيلم على الرغم من بساطته الا انه نجح في تناول قصة حياتية يعيشها الفرد اللبناني بشكل يومي، فقد سئمنا الأفلام التي تذكرنا بالحرب»، مانحاً اياه ست درجات. ويتعرض الرجل الثري مرة أخرى الى حادث آخر يدخل على اثره المستشفى، فتبدأ المواجهة بين «مازن»، وأولاد أخ الرجل الثري، ويقع في المشكلات أكثر خصوصاً بعد ضياع البطاقة الائتمانية منه، ومواجهته لوالدة «اليسا» التي تصر على دعم الرجل الغني زوجاً لابنتها، وهكذا الى أن ينتهي الفيلم بفانتازيا لها علاقة بتقبل الحياة كما هي. تفاصيل كاملة تفاصيل اجتماعية كاملة لها علاقة بشكل العائلة العربية بشكل عام، يطرحها الفيلم بداية من البيت البسيط الجميل الذي يعيش فيه «مازن» وطقوس الصباح وفنجان القهوة وأغانٍ متنوعة خفيفة، مروراً بعلاقته مع جدته التي تدعمه مادياً من حين لآخر بسبب العاطفة التي تجمع الأجداد بشكل عام مع أحفادهم، وانتهاء بالتركيز على الشباب ومشكلاته. هنا يؤكد أيمن ابوجيفارا، 41 عاماً، «هذا ما أحببته في الفيلم، تلك الحياة الكاملة المملوءة بتفاصيل لو تأملناها جيداً لن يمتلئ القلب بالهموم، الشرفة في البيت ورائحة القهوة وشجر الياسمين في الشوارع، الطرق والوجوه والنساء ينشرن الغسيل، كلها تفاصيل موجودة في بلادنا تحتاج فقط إلى التأمل»، مؤكداً «الفيلم ليس عبقرياً بل متواضعاً جداً ولا يتلاءم عرضه الا في البيئة الشامية (فلسطين وسورية ولبنان والأردن)»، رافضاً اعطاء أي نتيجة. عن قرب عن قرب شارك الإعلامي روبير فرنجية في الفيلم بمشاهد بسيطة، وقال عن هذه التجربة «هي استكمال لتجاربي الاعلامية المنوعة. فأنا جربت الاعلام المرئي والمكتوب والمسموع اي كل انواع الاعلام، وأنا في الفيلم اعلامي اكثر مني كممثل. لقد احببت خوض التجربة عندما عُرضت عليً، وقبلت لأنني شعرت بأن العمل (متعوب عليه) ومشاهدي فيه لم تكن ارتجالية فدرسنا النص وناقشناه ومن ثم صورناه. أتمنى النجاح للفيلم لأنه يستحق». فريق الفيلم كارلوس عازار هناك تشابه في بعض الأماكن بيني وبين «مازن» الشخصية التي ألعب دورها في الفيلم، وهذا ما ساعد على تقديمها بهذا الشكل الجميل. شكراً لمن فكّر بكتابة هذه النوعية من السيناريو، فعندما تُكتب مادة جميلة ناجحة لابد ان توافق عليها،ألا وعندما يأتيك عمل وُصف اليوم على لسان اهل الصحافة بالسهل الممتنع لابد من تنفيذه بمهارة وجدارة. الصحافة احبت العمل وهذا شيء جميل، فهي ترى من التفاصيل ما لا يراه الجمهور أو لا نراه حتى نحن، وعندما اعلنت الصحافة رضاها عن العمل أزاحت نسبة قلق كبيرة من داخلي. هيام أبورشيد لدي قناعة بأنه من الممكن على الممثل ان يقدمألا دور البطولة ولا يعلق في ذهن المشاهد، مقابل اطلالات قصيرة ترسخ في عقله، فالمهم نوعية الدور وليس مساحته. أقدم في الفيلم دوراً جديداً كلياً لم يعتد الجمهور ان يراني فيه، فأنا امرأة متصابية جشعة لا يهمها سوى المال، امرأة تدفع بابنتها «نادين» للزواج من الرجل الغني بغض النظر عما اذا كانت تحب سواه. فرحت كثيراً بهذه المشاركة على الرغم من ان دوري لا يتعدى المشاهد الثلاثة. فرحت لأنهم قدّموني بغير الصورة التي كنت اقدمها سابقاً اي دور المرأة الحنونة الناعمة، وهذا التحدي جعلني اغوص في الشخصية والتفتيش عن ادوات الشخصية من ملابس وشعر واكسسوارات، لقد احببت هذه التجربة كثيراً. نادين نجيم أنا وكارلوس أصدقاء قبل أن نمثل مع بعضنا في الفيلم كحبيبين، أضف الى ذلك قصة الفيلم والظروف التي نجتمع فيها والأحداث التي تفرض نفسها وتفرض علينا ان نكون متجانسين، وبالفعل هذا ما حدث، وما شاهدتموه اليوم هو نتيجة حتمية للعمل الذي قدمناه بكل حب، فالفيلم جميل والقصة جميلة، ولابد أن يأتي الأداء متوازياً معهما. وعن حدود الجرأة في التمثيل أكدت أن الدور هو الحكم والفيصل، والمشهد الذي يأتي من ضمن الدور أرضى به، وأرفض الدور الذي يقحم بهدف الترويج