"الحياة فن أتقنته معك وبتُ لا أطيق ممارسته إلا في حضورك، لطالما حاولت إقناعي بأني سأكبر يوماً وسأنسى، لطالما اعتقدتُ أني سأكون أكثر قوةً وأكثر صلابة، كعادتي لا أهاب رحيلاً ولا يخيفني فراق، لكن هذا لم ينطبق معك وكأنك أقسمتَ ألا تتركني أعيش بعدك«، مقدمة من قصة المخمرية الفائزة بالمركز الأول للطالبة مريم الظاهري "كلية التقنية«، بدأت رحلتها في عالم الكتابة وهي طالبة في المدرسة، وشاركت في العديد من المسابقات الأدبية، وحازت المراكز المتقدمة في مجال القصة القصيرة، والمقال الأدبي . وتميل الظاهري إلى كتابات الخيال الواقعي، وتتفنن في افتعال شخوص خيالية ومكان جديد وزمان مختلف، وتستوحي أفكارها من كل شيء يثير مشاعرها وأشجانها، وتحرص على تفريغ أفكارها على قصاصات ورقية ومستندات الكترونية، وتسعى إلى تجسيد هموم بنات عمرها في قصصها . متى بدأت ممارسة كتابة القصص؟ في المرحلة الإعداديَّة، وكانت مجرد صدفة محضة، طلبت منا معلمة اللغة العربية كتابة رسالة وهميَّة لشخصٍ ما فبرعتُ في افتعال شخوص خياليَّة ومكان جديد وزمان مختلف، وكنت أحب القراءة والتلخيص في صغري ما ساعدني في فترة متقدمة على اكتشاف موهبتي وصقلها . ما نوعية الكتابات التي تستهويك؟ أحبُ كتابات الخيال الواقعي، تلك التي تعكس لي صورةً من خيال الكاتب لكنها تبرز بطريقة واقعية جديدة، أيضاً أحب الكتابات المفعمة بالعاطفة ولكن العاطفة الموظفة الهادفة في السياق المناسب . هل تستغرق أعمالك وقتاً طويلاً في الكتابة؟ إنتاجي الأدبي ليس كثيفاً، لأني أكتب نصوصي ثم أتركها لأكملها بعد فترة أو أخضعها للتعديل، وفي أحيان كثيرة أقوم بتفكيكها واستخدام أفكارها في قصص أخرى وألغي النص الأصلي . من أين تستوحين أفكارك؟ من كل شيء يثير مشاعري وأشجاني، وكل شيء يكون له وقع خاص على نبض قلبي له مساحة خاصة من أفكاري، علاوةً على ذلك لي صديقتي حنين تلهمني دوماً وتعطيني أفكاراً لأكتب عنها . وما الأسلوب الذي تتبعينه في الكتابة؟ حين يتلبسني جنون الكتابة أفرغ كل أفكاري على قصاصات ورقية أو مستندات إلكترونية، وأتركها عدة أيام ثم أعود وأرتبها وأصوغها جيداً وأتحرى مكامن الضعف فيها لأصلحها . متى يزورك طيف الإبداع؟ في آخر الليل، وفي الصباح الباكر أيضاً، وفي قمة انشغالي بأمور الدراسة، طقوسي في الكتابة غريبة نوعاً ما، فأنا لا أتقن الكتابة إلا على حاسوبي الخاص، ونوع معين من الأوراق عادةً ما تكون أوراقي الدراسية، كذلك أنا أخفي أي ساعة تكون أمامي، وأدخل في دوامة فكرية دون إحساسٍ بالزمان و المكان لأكتب بحريَة . ما الفعاليات والمسابقات التي شاركت بها؟ لي مشاركات كثيرة، أبرزها مسابقة وزارة التربية والتعليم للمقال الأدبي وقد حزت المركز الثالث على مستوى الدولة، ومسابقة الناشئة الأدبية والعلمية مجال القصة القصيرة وحصلت على المركز الأول . ما عنوان القصة التي شاركت بها وأهلتك للفوز بالمركز الأول؟ عنوان قصتي (مخمريَّة)، وهي تسرد حالة الفقد التي تعيشها سلمى التي توفي أخوها سلطان في حادث سير وكانا وقتها متشاجرين لسبب لا يستحق فعلاً الحجم الذي أعطياه له . كيف تلقيت خبر فوزك؟ كنت سعيدةً جداً، ولم أصبر لأتشارك الخبر مع عائلتي وصديقاتي، وقد زادني الفوز ثقةً بما أمتلك من موهبة، فبدأت أطرق الأبواب أبحث عن داعمين، وفعلاً تتبناني مجلة بنت الخليج وتمنحني عموداً شهرياً بعنوان (على وقع المطر) . هل الكتابة هي مجرد هواية؟ هي جزء لا أظنني سأتمكن من التخلي عنه وتركه، وإن شاء الله سأظل أكتب دوماً فالكتابة هي منفذ مشاعرنا إلى الواقع الملموس . ما الذى تسعين لتحقيقه من خلال كتاباتك؟ أريد أن أترجم أفكاري وقيمي لحكايات تلامس الواقع وتلامس قلوب الجميع . ما الصعوبات التي تواجهك؟ واجهتُ صعوبةً في البداية لكوني كنت أكتب بلا هدف، أكتب فقط لكوني أريد تفريغ الأفكار التي تملأ رأسي، ولكن في الوقتِ الحالي تبلورت فكرتي عن الكتابة، فبدأت أواجه صعوبةً مع نفسي لأني أسعى لأغير نوعية الموضوعات التي تتناولها كتاباتي . هل لديك هوايات أخرى؟ أحب الطبخ وكأغلب النساء أهوى التسوق، كذلك فأنا أحب المغامرة وتجربة الأشياء الجديدة وبالطبع فالقراءة أجمل هواياتي . وهل لعب المحيطون بك دورا في دعم هذه الموهبة؟ طبعاً، لولا دعم أسرتي وصديقاتي لما استطعت الوصول لهذه المرحلة، فإحدى صديقاتي هي التي زرعت في داخلي فكرة النشر من خلال الملاحق الثقافية في الصحف المحلية، فباركت أسرتي هذه الخطوة وشجعتني على الاستمرار، وبالطبع معلماتي كان لهن دور مهم في صقل موهبتي وتشجيعي، ومنحي فروضاً منزلية إضافية لأكتب أكثر . ما أحلامك؟ أريد أن أثبت وُجودي في المجتمع الأدبي كقاصة إماراتيّة شابة تجسد هموم بنات جيلها وتكون مثالاً مشرفاً يحتذى به وتفخر بي أسرتي ووطني.