جاءت كلمات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع عند افتتاحه معرض المدينةالمنورة بمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، جاءت تلك الكلمات لتلامس شغاف «القلوب»، يقول سموه: شرف لي أن أقف اليوم بينكم لأنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين.. إن هذه البلاد قد شرفها الله تعالى عز وجل لتكون قبلة المسلمين وقد نزل القرآن الكريم بلغة عربية على نبي عربي في مكةالمكرمة بيت الله الحرام ونحن الآن في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومهجره بلد الأنصار والمهاجرين ومنها انطلقت الرسالة السماوية لكل أنحاء العالم وكانت بداية خير وبركة». انتهى. المدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام منبع الثقافة منذ ان بدأ الإسلام وكانت الهجرة إليها وغمرت أنحاء الكون بنورها بعد أن شرفها الحبيب صلى الله عليه وسلم وضمت بين جنباتها قبر المصطفى وأصحابه، فهي مدينة النخل مدينة الحب والتسامح، مدينة القلوب الصافية، ففي تلك الطرقات وفي تلك الاماكن كانت خطواته صلى الله عليه وسلم والصحابة يلتفون حوله في كل لحظة يحبهم ويحبونه. ففي طيبة الطيبة كانت عيون من حوله راصدة شديدة الدقة حتى الظلام لم يكن ساتراً للقلوب التي عشقت هذا النبي. في كتاب اليوم النبوي – برنامج اليوم الكامل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم الذي ألفه الاستاذ عبدالوهاب الطريري يقول: يصدعُ نور الفجر ظلمة الليل ويصدعُ أذان بلال رضي الله عنه سكون المدينة ويوافي ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً، ليستريح البدن الشريف ساعة السحر بعد سبح طويل من قيام الليل، وعبدالله بن رواحة رضي الله عنه يصور هذا المشهد: وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروفُ من الفجر ساطع كثير من الخواطر في مساحة مضيئة من الذاكرة تجول في الخاطر عند الكتابة عن مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. ثم تتقارب أطراف الصفوف فيطيف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به وهو جالس في مصلاه مقبل بوجهه اليهم فيسُفر لهم ضوء الصباح عن ضياء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أبيض وضيئاً كأن الشمس تجري في وجهه، يرى الناظر في محياه بشائر الصدق – كما قال عبدالله بن سلام رضي الله عنه – لما تبينت وجهه عرفت انه وجهه ليس بوجه كذاب. نعم إن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية ليس شيئاً جديداً ولكن هذا الاختيار يعيد للذاكرة اصلاً فهي ما زالت وستظل قبلة الثقافة والعلم، كيف لا والمدينةالمنورة خطفت القلوب والابصار وقد تأسست في رحاب مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم – أول مدرسة علمية للصحابي رضي الله عنه عبدالله بن العباس وقد نشر الفقهاء السبعة علمهم للعالم الإسلامي وأخذ الناس عمل أهل المدينة كمصدر من مصادر التشريع كما هو الحال عند التابعي أنس بن مالك –((مقال الدكتور عاصم حمدان – المدينةالمنورة وميراث النبوة الخاتمة)). تقول الدكتورة بسمة جستنية مشارك في قسم العقيدة بجامعة طيبة –»حق لها أن تكون عاصمة للثقافة كما كانت عاصمة الإسلام الاولى تخرج منها صحابة رسول الله.. ولا شك ان اختيارها عاصمة للثقافة لهو مناسبة تحيي فينا حنيناً لقراءة جديدة لتاريخ خير أمة صنع تاريخها اعظم الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أخيراً وفي العهد السعودي قادت المملكة العربية السعودية كل الاهتمام والعناية لهذه المدينة ويعلم القاصي والداني التوسعات التي شهدها المسجد النبوي وكل من يحيط به حتى تتحقق التنمية لهذه المدينة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain